نشطاء المناخ يحتفلون باستبعاد إكسون موبيل من داو جونز
لأوّل مرّة منذ إضافة عملاق النفط والغاز بالمؤشّر عام 1928
احتفل نشطاء المناخ ودعاة الحفاظ على البيئة، بخروج شركة إكسون موبيل الأميركية العملاقة للنفط والغاز، من مؤشّر داو جونز الصناعي، بعد ما يقرب من قرن من انضمامها، إذ يرون أن ذلك بمثابة علامة على نهاية صناعة الوقود الأحفوري.
ويضمّ مؤشّر داو جونز الصناعي -الذي يعدّ أقدم مؤشّر في العالم، ويعود إنشاؤه إلى عام 1896- أكبر 30 شركة صناعية أميركية في بورصة نيويورك.
كانت عضويّة "إكسون موبيل" في داو جونز هي الأطول، بعد إضافتها في عام 1928، حينها كانت تسمّى "ستاندر أويل أوف نيوجيرسي"، وفى 2013، كانت إكسون الشركة الأكثر قيمة من الناحية السوقية على وجه الأرض، بقرابة 418 مليار دولار.
وبجانب إكسون موبيل، خرجت شركة الأدوية العملاقة فايزر، وشركة ريثيون تكنولوجيز، المتخصّصة في أنظمة الدفاع، من مؤشّر داو جونز، بعد أن أعلنت "ستاندرد آند بورز داو جونز" عن تغيير كبير في المؤشّر الذي يتكوّن من 30 سهمًا، بداية من جلسة الإثنين 31 أغسطس/آب الجاري.
وتراجعت أسهم إكسون موبيل 3.4%، وهبطت فايزر 1.6%، وخسرت رايثون 2%، بعد الإعلان السابق. فيما ستُستبدَل إكسون موبل، وفايزر، ورايثون، بثلاث شركات تكنولوجية، هي سالزفورس، وأمجين، وهوني ويل إنترناشيونال، وقد ارتفعت أسهم الشركات الثلاث المضافة للمؤشّر، فور الإعلان عن ذلك، بنحو 3%.
وبعد خروج إكسون موبيل، تتبقّى شركة نفط واحدة فقط، على مؤشّر داو جونز هي شيفرون.
وينظر إلى تراجع شركة "إكسون موبيل" بوصفه دلالة على التغيّرات الحاصلة في صناعة الوقود الأحفوري، حيث تكتسب دعوات معالجة أزمة المناخ زخمًا كبيرًا ومتصاعدًا.
ووفق الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ، تعدّ انبعاثات الوقود الأحفوري السبب الرئيس للاحترار العالمي، وأفاد موقع كاربون بريف (CarbonBrief) بأن 89% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري جاءت من الوقود الأحفوري والصناعة، في عام 2018.
والاحترار العالمي هو ازدياد درجة الحرارة السطحية المتوسّطة في العالم، مع زيادة كمّية ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وبعض الغازات الأخرى في الجوّ. هذه الغازات تُعرف بغازات الاحتباس الحراري، لأنّها تسهم في تدفئة جوّ الأرض السطحي، وهي الظاهرة التي تُعرف باسم "الاحتباس الحراري".
سقوط الأباطرة
قالت ماي بويف، المديرة التنفيذية لمنظّمة 350.org البيئيّة غير الربحية، في بيان صحفي: إن "أباطرة النفط يسقطون.. مهمّتنا هي التأكّد من أنّهم لن يأخذونا معهم".
وأضافت، إن شركات الوقود الأحفوري، مثل إكسون، علمت وكذبت لعقود بشأن السبب الرئيس للآثار المدمّرة التي نشهدها الآن في جميع أنحاء العالم، من حرائق وعواصف وفيضانات وجفاف وارتفاع مستوى البحار.
وتابعت: "بينما يستيقظ المموّلون، ويقطعون علاقاتهم مع مجرمي المناخ هؤلاء، نثور نحن، لجعل المتسبّبين في التلوّث يدفعون ثمن تدميرهم للبيئة والمناخ".
ومضت قائلة: السقوط الحادّ الذي تعرّضت له شركة إكسون موبيل، اليوم، هو بمثابة تذكير قوي آخر، بكيف إن الوقود الأحفوري، أصبح في حالة من عدم الاستقرار، لا تسمح له أن يكون أساسًا لاقتصاد مرّة أخرى.
وأضافت: لقد حان الوقت لإكسون موبيل أن تدرك أنّها ليست فقط واحدة من أكثر الشركات التي تتحمّل المسؤولية عن أزمة المناخ، بل إن أصولها أصبحت -بوتيرة أسرع- عالقة.. بينما نتحرّك نحو المزيد من الاستدامة ومقاومة تغيّر المناخ، ونظم اقتصادية تعتمد على مصادر طاقة متجدّدة عادلة، ويمكن الوصول إليها.
وغرد الدكتور "بيتر جليك"، عالم مناخ وعضو الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم، معلّقًا على خروج إكسون موبيل من داو جونز، قائلًا عبر تويتر: "هذا إنجاز".
وأضاف، إن خروج إكسون موبيل من مؤشّر داو جونز الصناعي، يعني أن الوقود الأحفوري يحتضر، متابعًا: "معظم الناس لا يعرفون ذلك.. النفط الآن في طريقه للزوال".
إجراء بلا تأثير
من ذروة قيمتها السوقية، البالغة 446 مليار دولار، في منتصف 2014 -عندما كان النفط الخام أعلى من 100 دولار للبرميل– تبلغ قيمة إكسون موبيل الآن 267 مليار دولار، حسبما أوردت شبكة "سي إن إن" الأميركية.
وفي تصريح لصحيفة الإندبندنت البريطانيّة، قال متحدّث باسم إكسون موبيل: إن هذا الإجراء لا يؤثّر في أعمالنا، ولا في العناصر الأساسية طويلة الأمد، التي تدعم إستراتيجيتنا.
وأضاف: "محفظتنا هي الأقوى منذ أكثر من عقدين، ويظلّ تركيزنا على خلق قيمة لحملة الأسهم، من خلال تلبية احتياجات الطاقة في العالم، بصورة مسؤولة".