توافقًا مع التصريحات السعوديّة.. زيادة إنتاج النفط لم تؤدّ لارتفاع كبير في صادرات أغسطس
صادرات أوبك تزيد بمقدار 180 ألف برميل فقط يوميًا
أحمد صقر
توقّع محلّلون، منذ حوالي شهرين، ارتفاع إنتاج أوبك، في شهر أغسطس/آب، بسبب تقليص أوبك للتخفيض، ابتداءً من أغسطس، وبسبب انتهاء الخفض الاختياري لدول الخليج، في نهاية يونيو/حزيران، لذا لم يكن تقرير شركة "بترو لوجيستيكس" الذي نقلت عنه بلومبرغ، مفاجئًا، عندما ذكر أن إنتاج أوبك ارتفع بشكل ملحوظ في شهر أغسطس، كما إن صادراتها ارتفعت بقرابة 180 ألف برميل يوميًا، في أغسطس/آب، وهو أمر أكّدته "بترو لوجيستيكس" في حسابها في تويتر.
وأكّدت السعودية وروسيا منذ قرابة شهر، أن زيادة الإنتاج في أغسطس/آب، لن تتحوّل إلى صادرات في أسواق النفط العالمية، نتيجة زياد الاستهلاك المحلّي، وهذا ما أكّده تقرير "بترو لوجيستيكس": زيادة طفيفة في الإمدادات (الصادرات)، رغم الزيادة الكبيرة نسبيًا في الإنتاج.
اتّفاق أوبك +
بدأ اتّفاق خفض إنتاج النفط بين دول أوبك وعدد من كبار المستقلّين، على رأسهم روسيا، فيما يعرف مجموعة دول "أوبك+" مطلع شهر مايو/أيّار 2020، بتخفيض غير مسبوق، بلغ 9.7 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل 10% من الإمدادات العالمية.
ويستهدف اتّفاق "أوبك +" إحداث توازن بين العرض والطلب المتهاوي، ورفع الأسعار التي وصلت إلى سعر متدنٍّ في شهر أبريل/نيسان الماضي، دون 17 دولارًا للبرميل، فيما يجري تداول خام برنت -حاليًا- فوق 45 دولارًا للبرميل.
ومطلع شهر أغسطس/آب الجاري، خفّفت مجموعة دول "أوبك +" قيود الإنتاج، ليصل إجمالي الخفض نحو 7.7 مليون برميل يوميًا، حتّى نهاية ديسمبر/كانون الأوّل 2020، مع ضرورة قيام الدول التي لم تلتزم بإنتاجها في السابق بالتعويض عن طريق تخفيضات إضافية في أغسطس وسبتمبر.
التزام بحصص خفض الإنتاج
لفت تقرير صادر عن شركة بترو لوجيستيكس، إلى أنّه رغم الارتفاع المقرّر في الإنتاج، فإن هذا يقابله خفض من جانب العديد من الدول، خاصّة العراق، التي لم تلتزم بحصصها في خفض الإنتاج، في الأشهر السابقة.
وضغط التحالف على الدول التي لم تكن ملتزمة بحصصها في الخفض، في الفترة الماضية، لتنفيذ الخفض، وسط هشاشة تعافي الأسواق.
وتعهّدت العراق بتخفيض إنتاجها النفطي 400 ألف برميل يوميًا أخرى، في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، للتعويض عن إنتاج فوق المستهدف في الأشهر الثلاثة الأخيرة، ممّا سيساعدها على الالتزام بنصيبها من تخفيضات منظّمة البلدان المصدّرة للبترول وحلفائها، في إطار مجموعة أوبك+.
ويضاف هذا الخفض في إنتاج العراق إلى 850 ألف برميل يوميًا، التزمت بالفعل بحجبها، في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، بموجب اتّفاق "أوبك+".
وسيصل إجمالي خفض إنتاج العراق، في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، إلى 1.25 مليون برميل يوميًا، في كلّ شهر.
كان وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، قد قال: إنّه بعد الاتّفاق على أكبر خفض في التاريخ، في أبريل/نيسان 2020، حقّقت أوبك+ مستويات غير مسبوقة من الامتثال والالتزام باتّفاق خفض الإنتاج عند 97%، مضيفًا، إنّ العديد من المشاركين حقّقوا مستويات قياسية من الامتثال.
600 ألف برميل زيادة في إنتاج السعودية
قال التقرير: إن أوبك وحلفائها (أوبك+) بدأت، مطلع الشهر الجاري، بضخّ نحو 1.5 مليون برميل يوميًا، زيادة عن مستويات يوليو/تمّوز الماضي، في إطار تخفيف القيود التاريخية التي كان التحالف قد فرضها على مستويات الإنتاج.
وبحسب الشركة، فإن السعودية تتصدّر زيادات الإنتاج بـ600 ألف برميل، إلّا أنّها لا تزال دون مستوى الإنتاج المستهدف الجديد، عند 9 ملايين برميل في اليوم.