معركة الهيدروجين الأزرق والأخضر تؤخّر الانتقال للطاقة المستدامة
قال ماريو ميرين، الرئيس التنفيذي لشركة ونترشال، التي تُعدّ أكبر شركة مستقلّة في أوروبّا لإنتاج النفط والغاز الطبيعي، إن صانعي السياسات يحتاجون إلى اتّباع نهج أكثر واقعية تجاه اقتصاديات الهيدروجين الأزرق المُنتج من الوقود الأحفوري، وإمكاناته، بصفته عنصرًا أساسيًا في الحدّ من نسبة الكربون في الطاقة.
وأضاف، خلال مشاركته في أحدث سلسلة من حوارات أديبك عن الطاقة -وفق بيان صادر عن أديبك حصلت "الطاقة" على نسخة منه-، إن الجدل الدائر حول الهيدروجين الأخضر المُنتج من مصادر الطاقة المتجدّدة والهيدروجين الأزرق، الذي يحصل في إنتاجه احتجاز انبعاثات الكربون وتخزينها أو إعادة استخدامها؛ من شأنه أن يهدّد بتأخير التحوّل العالمي إلى مستقبل الطاقة المستدامة.
وعلى الرغم من الإجماع الدولي المتزايد على أن الهيدروجين سيؤدّي دورًا رئيسًا في الانتقال إلى الطاقة المستدامة، يقول ميرين: إن الصراع بين مؤيّدي الهيدروجين الأخضر، والمدافعين عن الهيدروجين الأزرق، يبطئ عمليات الاستثمار في تقنيات الهيدروجين المطلوبة، للحدّ بشكل سريع من انبعاثات الكربون الناتجة عن الصناعة والنقل الثقيل، واللازمة أيضًا لتوفير إمكان تخزين طويل المدى للطاقة، حسب مقتضيات الحاجة.
وتابع: "يؤدّي الهيدروجين دورًا رئيسًا في الحصول على طاقة محايدة الكربون، ونظرًا لكون الهيدروجين نفسه خاليًا من الكربون، فلا ينبغي أن نهتمّ بما إذا كان يُسمّى بالهيدروجين الأخضر أو الهيدروجين الأزرق أو الهيدروجين الفيروزي".
وأضاف: "الهيدروجين المُنتج فقط من مصادر الطاقة المتجدّدة، يتطلّب استثمارات هائلة، ليس فقط من حيث الكلفة المادّية، ولكن أيضًا فيما يتطلّبه من أراضٍ ورياح وبُنى تحتيّة للطاقة الشمسية، أمّا الهيدروجين الأزرق، فيمثّل الخيار الأكثر فعالية من الناحية الاقتصادية لدينا، كما إنّه الخيار الذي يتيح لنا سعة كافية ومناسبة.. لذلك أعتقد أن عدم استفادتنا من البُنية التحتيّة ومصدر الطاقة المتوفّرين لدينا، هو نقيصة في حقّنا".