جنوب إفريقيا تتوقّع جذب 2.3 مليار دولار استثمارات بمجال الطاقة
ومقترحات لشراء 2000 ميغاواط من الكهرباء
محمد فرج
قالت وزارة الطاقة في جنوب إفريقيا، أمس السبت: إنّها أصدرت طلبًا لتقديم مقترحات لشراء 2000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، للمساعدة في سدّ النقص الحادّ بالطاقة، وتكون هذه القدرات جاهزة للعمل في حالة الطوارئ، حسب وكالة رويترز.
وقالت وزارة الطاقة، في بيان صحفي: "من المتوقّع أن تعمل جميع الطاقة التي يجري شراؤها بكامل طاقتها، في موعد أقصاه يونيو/حزيران 2022"، مضيفةً، إنّها تتوقّع جذب 2.33 مليار دولار من الاستثمارات.
واضطرّت شركة إسكوم للطاقة -المملوكة للدولة في جنوب إفريقيا- إلى قطع التيّار الكهربائي، ما عاق النموّ الاقتصادي في أكثر البلدان الإفريقيّة تصنيعًا، حيث تكافح المحطّات التي تعمل بالفحم غير الموثوق به، لتوليد ما يكفي من الكهرباء، لتلبية الطلب.
واستمرّت عمليات انقطاع التيّار، المعروفة باسم "فصل الأحمال"، مع تخفيف جنوب إفريقيا للقيود الصارمة المفروضة على الإغلاق لاحتواء تفشّي فيروس كورونا (كوفيد -19)، وإعادة فتح الصناعات المتعطّشة للطاقة، مثل التعدين.
ويرجع السبب الرئيس في فصل الأحمال، إلى حماية شبكة الكهرباء الوطنية من الانهيار الكامل.
وفي ديسمبر/كانون الأوّل من العام الماضي، أصدرت جنوب إفريقيا طلبًا لإحراز معلومات للحصول على قدرات كهربائية تتراوح بين 2000 إلى 3000 ميغاواط، من محطّات كهرباء يمكن تنفيذها في أقل ّوقت، وبتكلفة منخفضة.
وفي فبراير/شباط، قالت شركة "كاربشيب" التركيّة -وهي واحدة من أكبر مورّدي محطّات الطاقة العائمة في العالم-، إنّها قدّمت خططًا لتوفير سفن قادرة على تخفيف النقص بالطاقة في البلاد.
وذكرت وزارة الطاقة، اليوم الأحد، أن مقدّمي العطاءات يحتاجون إلى الالتزام بسياسات جنوب إفريقيا، الرامية إلى توسيع المشاركة الاقتصادية للشركات المحلّية، وتقديم التزامات بخلق فرص عمل وتنمية المهارات.
أطول فترة انقطاعات في تاريخ الدولة
قال تقرير صدر عن مجلس الأبحاث العلمية والصناعية، التابع لحكومة جنوب إفريقيا، إن "إيسكوم" المملوكة للدولة، حجبت 1382 غيغاواط من الطاقة، هذا العام، في أكبر كمّية تحجبها، منذ عام 2007، على الأقلّ.
وأوضح التقرير أن الشركة عانت مشكلات في تلبية الطلب، كما إن مدّة الانقطاعات البالغة 661 ساعة، هي ثاني أطول موجة انقطاعات تعانيها البلاد في تاريخها.
وقلّصت الشركة، 2000 ميغاواط من شبكتها، بعد تأخّر عودة بعض الوحدات إلى الخدمة، محذّرةً من أن ترشيد الإمداد الذي يُعرف محلّيًا باسم "فصل الأحمال"، قد يكثّف إلى 3000 ميغاواط، بسبب تدهور السعة الاستيعابية وتزايد الأعطال.
وأكّد الرئيس التنفيذي لـ"إيسكوم"، آندريه دي رويتر، أنّه "بحلول سبتمبر، يتوقّع عودة الطلب على الطاقة إلى مستويات ما قبل إجراءات حظر كورونا، التي فُرضت منذ مارس/آذار الماضي".
وقال: "نعكف على تطوير خطّة أعمال تقضي بزيادة الطاقة الخضراء، تماشيًا مع التراجع في تكاليف الطاقة المتجدّدة".
مواجهة أزمة الطاقة من الأولويّات
أكّد رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، أن مواجهة أزمة الطاقة الناجمة عن الصعوبات التي تعاني منها الشركة العمومية للكهرباء "إسكوم"، تتصدّر أولويات البلاد، العام الجاري.
وقال، في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى 108 لتأسيس المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم: إنّه يجب على البلاد تسريع تنفيذ الإستراتيجية الجديدة، التي تنطوي على إشراك الشركات الخاصّة في إنتاج الكهرباء، وإيجاد مصادر جديدة للطاقة.
وتعاني "إيسكوم" من أزمة ماليّة حادّة، حيث تجاوزت ديونها 30 مليار دولار، ممّا دفعها إلى مباشرة عمليات انقطاع منتظمة للتيّار الكهربائي، بسبب الضغط على قدراتها الإنتاجية، التي تأثّرت بتقادم محطّاتها.
وأدّت تلك الأزمة إلى تفاقم حالة عدم اليقين الاقتصادي، حيث تباطؤ النموّ، والبطالة التي تصل إلى 30%.