خليج المكسيك يستعد لـ "ضربة نفطية" جديدة مع اشتداد الأعاصير
بي بي وشل وشيفرون تبدأ بإخلاء منصات بحرية مع اقتراب إعصاريْن
حازم العمدة
- توقف 35% من إنتاج النفط الأميركي بخليج المكسيك في يونيو بسبب إعصار كرستبُل
- توقعات بتعرض الخليج لـ19 عاصفة شديدة و6 أعاصير على الأقل في 2020
- منصات خليج المكسيك تمثل 16٪ من إنتاج النفط الخام الأميركي و2.4٪ من إنتاج الغاز
مع اشتداد موسم أعاصير المحيط الأطلسي في عام 2020 -النشط بالفعل- أعلنت شركات بريتيش بتروليوم (بي بي) وشل وشيفرون، في وقت متأخر الجمعة، أنها بدأت إخلاء منصات نفطية بحرية، حيث يتجه إعصاران استوائيان نحو خليج المكسيك الأميركي.
يأتي ذلك، بينما أعلن مكتب السلامة والتطبيع البيئي الأميركي توقف إنتاج نحو 241 ألف برميل نفط و119 قدم مكعبة من الغاز في اليوم، بعد إغلاق منصات إنتاج، استعدادا لإعصاري ماركو ولورا.
وقالت شركة بي بي إنها بدأت عملية إجلاء الأفراد من المنصات البحرية ومنصات الحفر، بينما بدأت أيضًا في إيقاف الإنتاج في منصاتها الأربع في خليج المكسيك الأميركي، وهي: ثندر هورس، وأتلانتس، وماد دوغ ونا كيكا.
وأفادت شل بأنها بدأت خفض عدد الموظفين غير الأساسيين في بعض منصاتها البحرية.
وأضافت أنه لا يوجد تأثير في الوقت الحالي على الإنتاج، وأن العمل جار لتأمين عمليات الحفر.
في غضون ذلك، قالت شيفرون إنها ستجلي جميع الموظفين في منصات بيغ فوت، وجينيسيس، وجاك/سانت مالو وتاهيتي وستبدأ إجراءات الإغلاق.
كما بدأت شيفرون إجلاء العمال غير الأساسيين من منصتي بلايند فايث وبترونياس، لكنها قالت إن الإنتاج ظل طبيعيًا.
ويمكن للعواصف المدارية التي تتجه نحو خليج المكسيك أن تتحول إلى أعاصير الأسبوع المقبل، وهو حدث نادر للغاية قد يتسبب في اضطراب هائل، لا سيما بالنسبة لصناعة النفط، من تكساس إلى فلوريدا بانهاندل.
إعصار كرستبُل
وفي أوائل يونيو/حزيران، توقف ما يقدر بنحو 35% من إنتاج النفط الأميركي في خليج المكسيك، أي نحو 635 ألف برميل يوميًا، بسبب إعصار كرستبُل، وفقًا لهيئة تطبيق السلامة والبيئة الفدرالية.
وجرى إجلاء الموظّفين والعاملين من إجمالي 185 منصّة إنتاج، يمثّلون 28.77% من 643 منصّة مأهولة في خليج المكسيك، استنادًا إلى البيانات الواردة من تقارير المشغّلين.
وتقدّر هيئة تطبيق السلامة، أن ما يقرب من 34.30% من إنتاج النفط الحالي في خليج المكسيك جرى إغلاقه، وأن ما يقرب من 32.41% من إنتاج الغاز الطبيعي في الخليج أُغلق أيضًا.
ويجري حساب نسب الإنتاج باستخدام المعلومات المقدّمة من قبل الشركات الخارجية في التقارير اليومية، وتعتمد معلومات إنتاج الإغلاق المضمّنة في هذه التقارير، على كمّية النفط والغاز التي يتوقّع المشغّل إنتاجها في ذلك اليوم.
وقامت هيئة تطبيق السلامة والبيئة الفدرالية، بتفعيل فريق الاستجابة للأعاصير بعدما شق الإعصار كرستبل طريقه واجتاح خليج المكسيك.
المصائب لا تأتي فرادى
والحقيقة أن المصائب لا تأتي فرادى؛ ففي الوقت الذي تئن فيه صناعة الطاقة الأميركية جراء انهيار أسعار النفط نتيجة لتفشي فيروس كورونا والتدابير القاسية التي اتخذتها حكومات العالم لاحتوائه، يتوقع باحثون فدراليون أن تشهد الولايات المتحدة -لاسيما خليج المكسيك- 19 عاصفة، ستتحول ست منها -على الأقل- إلى أعاصير؛ ما سيمثل ضربة جديدة لأسواق الطاقة وغيرها من المجالات.
وتمثل المنصات البحرية لخليج المكسيك 16٪ من إنتاج النفط الخام الأميركي و 2.4٪ من إنتاج الغاز الطبيعي، وفقًا لوزارة الطاقة الأميركية.
وتقع أكثر من 45٪ من طاقة التكرير الأميركية و51٪ من طاقة معالجة الغاز على طول ساحل الخليج.
ويرى خبراء ومتخصصون في صناعة الطاقة أن موسم الأعاصير بشكل عام يؤدي إلى أربعة عوامل تمثل مخاطر تهدد حجم إنتاج النفط في أميركا وهي: انخفاض أسعار النفط، والمشكلات المرتبطة بالتحوط بأسعار منخفضة، وزيادة تكاليف الاقتراض، إضافة إلى التكاليف التشغيلية.
ويشهد الموسم عادة نحو 12 عاصفة، يتم تسميتها عندما تصل سرعة رياحها إلى 39 ميلاً (63 كيلومترًا) في الساعة.
10 أعاصير
وكانت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي قد توقعت في مايو/آيار أن ما يتراوح بين 6 و 10 أعاصير قد تتشكل، مشيرة إلى أن ما بين 3 و 6 أعاصير رياح تصل سرعتها إلى 111 ميلاً في الساعة أو أكثر.
ومن بين الأسباب التي ذكرتها الإدارة -التي انضمت إلى الباحثين التجاريين والأكاديميين في التنبؤ بموسم مفرط النشاط في الأعاصير-: المياه الدافئة، ونقص ما يسمى بالتردد الجنوبي -إلنينو- في المحيط الهادئ، التي تختلف عن ظاهرة النينا، وهي ظاهرة مناخية عالمية، حيث يؤثر تغير الحرارة في أحد المحيطات على الجو بمنطقة أخرى بعيدة، فضلا عن الرياح الموسمية الإفريقية الكبرى.
وتجري مراقبة العواصف الأطلسية عن كثب لتداعياتها الخطيرة والمدمرة؛ إذ تعطل أسواق الطاقة والزراعة، وتعرض للخطر العقارات الساحلية التي تقدر قيمتها بتريليونات الدولارات.
وفي هذا السياق، قال جيري بيل، خبير الأعاصير الموسمية في مركز التنبؤ بالمناخ: "من المتوقع أن يكون موسم 2020 مزدحمًا بالأعاصير".
كاترينا
وأعرب خبراء آخرون عن قلقهم من أن يعيد موسم الأعاصير هذه العام إلى الأذهان أعاصير عام 2005، حيث تشكلت 28 عاصفة شديدة وإعصار كاترينا الذي دمر نيو أورليانز.
وأصبحت العاصفة الاستوائية آرثر أولى العواصف في العام عندما تشكلت في 16 مايو/آيار، قبل بداية موسم الأطلنطي التقليدي في 1 يونيو/حزيران.
يشار إلى أن نحو 2.5 مليون منزل من ولاية ماين إلى تكساس عرضة لارتفاع العاصفة التي تتحول على الأقل إلى إعصار من الفئة الثانية. وتميل الأعاصير الأقوى إلى ضرب الجنوب بينما تصبح أضعف عندما تتحرك شمالاً.
وعلى طول خليج المكسيك ، هناك 3.6 مليون منزل عرضة لأعاصير من الفئة الرابعة. وضربت أربع عواصف من الفئة 5 فقط الولايات المتحدة القارية في السجل الحديث.
وشهدت الولايات المتحدة 10 أعاصير فتاكة كلفت اقتصادها مليارات الدولارات: