وليّ العهد السعودي ورئيس وزراء العراق يناقشان تطوّرات أسواق النفط
أجرى الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، اتّصالًا هاتفيًا بمصطفى الكاظمي، رئيس مجلس الوزراء العراقي.
وجرى خلال الاتّصال بحث الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية، وإعادة التوازن إليها، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السعوديّة، مساء اليوم الأربعاء.
وفي هذا الصدد، أكّد الجانبان أهمّية التزام جميع الدول الأعضاء في اتّفاق "أوبك+"، بتنفيذ الاتّفاق، وآليّة التعويض المتّفق عليها. كما جرى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وفرص تطويرها وتنميتها.
وفسّر مراقبون هذا الاتّصال بأنّه إصرار من السعودية وحلفائها في أوبك+ على ضرورة الالتزام الكامل من الدول الأعضاء بالحصص المقرّرة لها، وتعويض الدول التي لم تلتزم مسبقًا، عن طريق القيام بتخفيضات إضافية للتعويض عن الزيادات السابقة، ويؤكّد ذلك -أيضًا- المحادثة الهاتفية بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس النيجيري.
وبحث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، اليوم الأربعاء، مع الرئيس النيجيري محمد بخاري، الجهود الرامية لتحقيق استقرار أسواق النفط العالمية، وإعادة التوازن إليها.
وقالت وكالة الأنباء السعوديّة: إن الجانبين أكّدا "أهمّية التزام جميع الدول الأعضاء في اتّفاق أوبك+، بتنفيذ الاتّفاق وآليّة التعويض المتّفق عليها".
تحسّن أساسيات أسواق النفط
وفي وقت سابق من مساء اليوم الأربعاء، قال الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة في المملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء، إن الأشهر الثلاثة الأخيرة الماضية شهدت تحسّنًا كبيرًا في أساسيات أسواق النفط العالمية.
وأضاف، خلال كلمته باجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة أوبك+، إن هناك إشارات مشجّعة على أن الطلب على الطاقة يتعافى، حيث تستمرّ الاقتصادات في الانفتاح، في أجزاء كثيرة من العالم.
وتابع، إن التقديرات تشير إلى أن الطلب العالمي على النفط سيصل إلى 97% من مستويات ما قبل انتشار الوباء، خلال الربع الرابع من العام الجاري، وهو ما يمثّل انتعاشًا كبيرًا من الانخفاضات الهائلة في أبريل/نيسان ومايو/أيّار 2020.
وبدأ اتّفاق خفض الإنتاج بين دول أوبك+ مطلع شهر مايو/أيّار الماضي، بتخفيض نحو 9.7 مليون برميل يوميًا، أو ما يعادل نحو 10% من إجمالي الإنتاج العالمي لتقليص تخمة المعروض، وضبط أسعار النفط التي انخفضت إلى مستوى متدنٍّ، دون الـ 16 دولارًا للبرميل.
اتّفاق أوبك+
ومنذ مطلع شهر أغسطس/آب الجاري، بدأت دول أوبك+ في تخفيف قيود الإنتاج، حيث يصل حجم التخفيض إلى نحو 7.7 مليون برميل يوميًا.
وأشار الوزير إلى علامات أخرى على التحسّن، تبدأ بانخفاض المخزونات العالمية، وهبوط المخزون النفطي العائم، وصولًا إلى التعافي السريع في الطلب على الوقود، مثل البنزين والديزل في العديد من البلدان، بما في ذلك السعودية.
وقال، هذه كلّها مؤشّرات على أنّنا نسير على الطريق نحو إعادة التوازن إلى سوق النفط العالمية.
وأشار إلى سبب آخر لتعافي أسواق النفط، هو "أنّنا عملنا معًا، بروح التصميم والتعاون والتفاهم المتبادل، لمواجهة التحدّيات غير العاديّة التي يمثّلها فيروس كورونا".
وأضاف: يدرك العالم -الآن- أن أوبك+ كان لها دور فعّال في تحقيق الاستقرار في أسواق النفط وصناعة الطاقة والاقتصاد العالمي.
وأكّد على أن خفض الإنتاج، والالتزام بقيود خفض الإنتاج، وتعويض النقص لدى بعض الدول في الوصول لمستويات الإنتاج المتّفق عليها، تعدّ أبرز الأسباب التي جعلت أسواق النفط تشهد مزيدًا من الاستقرار.
وأضاف، إنّه بعد الاتّفاق على أكبر خفض في التاريخ في أبريل/نيسان 2020 ، حقّقت أوبك+ مستويات غير مسبوقة من الامتثال والالتزام باتّفاق خفض الإنتاج عند 97%، قائلًا، حقّق العديد من المشاركين مستويات قياسية من الامتثال.
وتابع، وعلى نفس القدر من الأهمّية، فقد اتّفقنا، وبدأنا في تنفيذ جدول مفصّل للتعويضات عن الإنتاج الزائد خلال الأشهر الماضية.
وقال، يجب أن نسعى إلى وضع نظام التعويض المؤقّت هذا وراءنا، من خلال التخلّص من كلّ فائض الإنتاج السابق بنهاية سبتمبر/أيلول المقبل.
وشدّد على ضرورة تحقيق الالتزام الكامل باتّفاق أوبك+، وعدم الاسترخاء في جهود الأشهر الثلاثة الماضية، قائلًا: "لا يؤدّي ذلك إلى تسريع إعادة التوازن لأسواق النفط العالمية فحسب، بل يبعث أيضًا برسالة جادّة، مفادها أن هناك روحًا جديدة من التصميم والانضباط في مجموعتنا".
اجتماع أوبك+
وانطلق، مساء اليوم الأربعاء، الاجتماع الـ21 للجنة المراقبة الوزارية المشتركة لمجموعة أوبك+، برئاسة الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة في المملكة العربية السعودية، والرئيس المشارك ألكسندر نوفاك، وزير الطاقة الروسي.
واستعرضت اللجنة التقرير الشهري الذي أعدّته اللجنة الفنّية، بالإضافة إلى تطوّرات سوق النفط العالمية، منذ اجتماعها الأخيرفي 15 يوليو/تمّوز 2020. كما نظرت اللجنة في آفاق السوق، خلال النصف الثاني من العام الجاري، وتوقّعات 2021.
وشدّدت اللجنة على المساهمة الإيجابية المستمرّة لقرار اتّفاق خفض إنتاج النفط في دعم إعادة التوازن لسوق النفط العالمية، الذي اتُّخِذ في الاجتماع الوزاري العاشر (غير العادي) لأوبك وغير الأعضاء في منظّمة أوبك، في 12 أبريل/نيسان 2020، لخفض الإنتاج العالمي للنفط.
وأكّدت اللجنة أن تحقيق التزام بنسبة 100% من جميع الدول المشاركة في الاتّفاق، أمر مهمّ وحيوي، للمساعدة في تحقيق استقرار طويل الأمد في سوق النفط.
ومن المقرّر عقد الاجتماعات القادمة للّجنة الوزارية المشتركة، في 16 – 17 سبتمبر/أيلول 2020، على التوالي.