موجة حرارة غير مسبوقة.. 3 ملايين منزل في كاليفورنيا تواجه أزمة انقطاع الكهرباء
حذّرت الوكالة التي تدير شركة الكهرباء بولاية كاليفورنيا الأميركية، من احتمال تعرّض ملايين المنازل لنوبات انقطاع للتيّار، اليوم الإثنين، من أجل إدارة الطلب الهائل على الطاقة بالولاية، والناتج عن موجة حرّ شديدة تلفح كاليفورنيا، لليوم الرابع على التوالي.
ووفق تقديرات مسؤولين بشركة "كاليفورنيا إندبندنت سيستم أوبرايتور" -مشغّل شبكة الطاقة بالولاية- فإن ذروة استهلاك الكهرباء، اليوم، من المحتمل أن تتجاوز الإمدادات المتاحة على مستوى كاليفورنيا، بنسبة تصل إلى 4400 ميغاواط، أي ما يعادل تقريبا كمّية الكهرباء التي يحتاجها 3.3 مليون منزل.
وقال رالف كافانا، المدير المشارك لبرنامج الطاقة في مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية: إن فقدان هذا القدر سيكون بمثابة أشدّ عجز تتعرّض له شبكة كاليفورنيا، منذ عام 2001.
وتهدف انقطاعات الطاقة بالتناوب مع العملاء الذين يفقدون الكهرباء في كلّ مرّة، لمدّة ساعة أو ساعتين، إلى منع الطلب الزائد من التسبّب في انهيار واسع النطاق للشبكة، قد يستمرّ لأيّام.
وأثّرت جولة سابقة من الانقطاعات المتناوبة، في نهاية الأسبوع الماضي، على قرابة 408 آلاف عميل من أربعة مرافق في جميع أنحاء كاليفورنيا، أكثر من نصف العدد تزوّده شركة باسيفيك غاز آند إلكتريك.
وقال ستيفن بربريتش، الرئيس التنفيذي لشركة "إندبندنت سيستم أوبرايتور"، للصحفيّين، في مؤتمر عبر الهاتف: إن "انقطاع التيّار، اليوم الإثنين، قد يستمرّ من وقت متأخّر بعد الظهر، إلى ساعة متأخّرة من المساء".
ويعدّ النطاق الكامل لانقطاع التيّار، هدفًا متحرّكًا، يتوقّف -إلى حدّ كبير- على مقدار الطاقة التي قد يحتفظ بها العملاء خلال اليوم، وفق تنبيه فلكس (Flex Alert) الذي أعلنته إندبندنت سيستم أوبرايتور، ويحثّ المستهلكين على تقليص استخدام الكهرباء بشكل طوعي.
وتأتي أزمة الطاقة الأخيرة في أعقاب سلسلة من انقطاعات التيّار واسعة النطاق، نفّذتها شركة باسيفيك غاز آند إلكتريك، ومرافق أخرى، بسبب رياح بحريّة قويّة، الخريف الماضي، إجراءً احترازيًّا لمواجهة حرائق الغابات.
وبعد ظهر أمس الأحد، سجّل وادي الموت (ديث فالي) في صحراء موهافي بكاليفورنيا، أعلى درجة حرارة للهواء على كوكب الأرض، منذ قرن -على الأقلّ، وربّما على الإطلاق-، حيث ارتفعت درجة الحرارة إلى 130 فهرنهايت (54.4 مئويّة).
وقال مسؤولون، إن شبكة الكهرباء بالولاية وصلت إلى حدودها القصوى، خلال عطلة نهاية الأسبوع، بسبب الرياح المتقطّعة التي عطّلت توليد طاقة مزارع الرياح، إضافةً إلى تعطّل نظام محطّة رئيسة لتوليد الكهرباء، تعمل بالغاز الطبيعي.
وأمر حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، اليوم الإثنين، بإجراء تحقيق في انقطاع الكهرباء، ووقّع إعلان طوارئ يهدف إلى تحرير الطاقة المخزّنة.
“آب اللهّاب” يصل كاليفورنيا
في المنطقة العربية -وتحديدًا في العراق- يطلقون على شهر أغسطس "آب اللهّاب"، ففي هذا الشهر دون غيره ترتفع درجات الحرارة بشكل لا يطاق، لدرجة أن التمر ينضج على النخيل من قيظ الحرارة، ويتحوّل إلى رطب.. في هذا الشهر يكون الناس في أمسّ الحاجة إلى شبكة الكهرباء، التي تواجه عجزاَ ربّما لا تواجهه باقي شهور السنة، بسبب الإقبال غير العادي على تشغيل أنظمة التبريد.
لكن يبدو أن هذه المقولة ستتجسّد -بكلّ ما تحمله من معنى- في ولاية كاليفورنيا، التي تشهد حاليًا موجة حرّ لم تمرّ بها منذ عقد من الزمن، وربما أكثر.
لمواجهة هذه الأزمة، أعلنت شركات الكهرباء عن قطع الكهرباء تدريجيًا، وبالتناوب بين المناطق، في أغلب ولاية كاليفورنيا، ابتداءً من مساء الجمعة، لتفادي كارثة بسبب موجة حرّ خانقة، مع عدم توافر كمّيات كهرباء كافية.