"روساتوم" تبدأ تحميل الوقود في محطّة الطاقة النووية البيلاروسيّة
بدأت شركة روساتوم الروسيّة، عملية تحميل الوقود النووي بمحطّة الطاقة الكهروذرّية البيلاروسيّة، من خلال أوّل حزمة من أعمدة الوقود في مفاعل الوحدة 1، ليكتمل تحميل ما مجموعه 163 حزمة قبل نهاية الشهر الجاري.
وقالت روساتوم، في بيان صحفي، اليوم الإثنين: إنّه بعد إتمام عملية التحميل، سيصل المفاعل إلى الحدّ الأدنى من مستوى طاقته القابل للتحكّم (1% من الطاقة الإجمالية)، وبعد ذلك ستجرى التجارب ذات الصلة، وبدءًا من هذا الحدث يكتسب المفاعل صفة منشأة للطاقة النووية، وبعد التحقّق من موثوقية وسلامة وحدة الطاقة وفقًا للمعايير التصميمية الخاصّة بها، ستنطلق المرحلة التالية من تشغيلها، والمتمثّلة في توصيل المفاعل بشبكة الطاقة لأوّل مرّة.
وعلّق المدير العامّ لـ"روساتوم"، أليكسي ليخاتشيوف، وفق البيان: "باتت جمهورية بيلاروسيا تمتلك وحدة طاقة، بُنيت وفقًا لأحدث تكنولوجيا Gen 3+، وقد أثبتت تلك التكنولوجيا فعاليّتها منذ بدء تطبيقها في وحدات طاقة مماثلة بروسيا.. إنّها تتوافق مع كلّ معايير السلامة المعتمدة في مرحلة ما بعد كارثة فوكوشيما، حيث أكّدت جميع البعثات من الوكالة الدولية للطاقة الذرّية موثوقيّتها، وبالنسبة لنا، من المهمّ جدًا أن أوّل وحدة طاقة مزوّدة بمفاعل VVER-1200 قمنا ببنائها في خارج أراضي روسيا، كانت في جمهورية بيلاروس، جارتنا الطيّبة".
محطّة الطاقة النووية في بيلاروسيا
يُجرى تنفيذ المشروع لبناء محطّة الطاقة النووية البيلاروسيّة - وفق البيان - بطريقة مفتوحة وشفّافة، حيث تلبّي جميع متطلّبات السلامة للوكالة الدولية للطاقة الذرّية.
وتتعاون السلطات البيلاروسيّة بانتظام مع ممثّلين وخبراء من المنظّمة، وأيضًا تتفاعل مع ممثّلي المفوّضية الأوروبّية والمجموعة الأوروبّية لمراقبي السلامة النووية ENSREG، وفي فترة (2012 - 2020) كانت هناك سبع بعثات رئيسة من الوكالة الدولية للطاقة الذرّية، موصى بها للبلدان التي تبني أولى محطّاتها للطاقة النووية.
تعدّ وحدة الطاقة رقم 1 بمحطّة الطاقة النووية البيلاروسيّة أوّل وحدة تابعة لـ(جيل 3+) الأحدث تمّ بناؤها باستخدام التكنولوجيا الروسيّة هذه خارج أراضي البلاد.
وتعمل في روسيا -بنجاح- ثلاث وحدات طاقة من هذا النوع: اثنتان في محطّة "نوفوفورونيج"، وواحدة في محطة "لينينغراد"، إضافة إلى ذلك، أنجزت، في يوليو الماضي، أعمال البناء، وبدأت الاختبارات الفنّية والإعدادات الأخيرة في وحدة الطاقة الروسيّة الرابعة من الجيل 3+، والموجودة ضمن الوحدة رقم 6 بمحطّة "لينينغراد".
وقال أندريه بيتروف، المدير العامّ لشركة "روس إينيرغو آتوم"، النائب الأوّل لرئيس قسم بناء محطّات الطاقة النووية في مجموعة "أسي"، وهي القسم الهندسي لـ"روساتوم": "مقارنةً بوحدات الطاقة المزوّدة بمفاعلات VVER-1000 التابعة للجيل السابق، تتمتّع وحدة الطاقة المبتكرة من الجيل 3+، والعاملة بمفاعل VVER-1200، بعدد من المزايا التي تُحسّن أداءها الاقتصادي، وتزيد من سلامتها بشكل كبير".
وتابع: "تكمن الميزة الرئيسة التي تتّسم بها وحدة الطاقة ذات مفاعل VVER-1200، في مزيج فريد من نوعه بين أنظمة الأمان النشطة والخاملة، وهو ما يجعل محطّة الطاقة النووية المجهّزة بها، صامدة تمامًا أمام التأثيرات الخارجية والداخلية، على سبيل المثال، تتزوّد جميع وحدات الطاقة بجهاز الماسك الأساسي، الذي تكمن وظيفته في منع تسرّب المادة الأساسية المنصهرة من مبنى الاحتواء للمفاعل، وذلك إضافةً إلى تزويدها بأنظمة أخرى توفّر الحماية الخاملة، وتستطيع مواصلة العمل، حتّى في ظلّ الانقطاع التامّ للتيّار الكهربائي عنها، ودون مشاركة عامل يشغّلها. إضافة إلى ذلك، جرت زيادة قدرة الوحدة بواقع 20%، وتقليص عدد الكادر المطلوب لخدمتها، وزيادة فترة خدمة المعدّات من 30 إلى 60 عامًا، مع إمكان تمديدها لـ20 سنة أخرى".
واليوم، تأتي فنلندا وهنغاريا وتركيا وبنغلاديش ومصر وبلدان أخرى، بين الدول التي فضّلت بناء محطّات لتوليد الطاقة الكهروذرّية، تعمل بمفاعلات الجيل 3+، من التصميم الروسي.
تمثّل شركة "أتوم إينيرغو ماش" الجهة المورّدة لجميع المعدّات الرئيسة للجزيرة النووية، في محطّة الطاقة النووية البيلاروسيّة، فيما ينتج الوقود النووي المخصّص للمحطّة في "مصنع نوفوسيبيرسك للكيماويات المركّزة" (NCCP)، وتتراوح مستويات تخصيبه بين 1.35 و4.4%.