نجيب ساويرس: الذهب أقوى من كورونا
و سيصوّت لصالح الحرب إذا عرقلت أديس أبابا وصول المياه إلى بلاده
وائل عبد الحميد
في مقابلة مع مجلّة "ذي أفريكا ريبورت"، تحدّث الملياردير المصري نجيب ساويرس، بإسهاب عن فوائد الاستثمار في الذهب، وقدرته الهائلة على الصمود وقت الأزمات. والمجلّة يقع مقرّها في باريس، وتأسّست عام 2005، ومعنيّة بتغطية شؤون القارّة السمراء.
أقوى من كورونا
ردًّا على سؤال حول كيفيّة تأثير فيروس كورونا على صعود قيمة الذهب، أجاب مالك شركة "أوراسكوم للاستثمار"، إن الفيروس المستجدّ ليس العامل الوحيد الذي تسبّب في صعود هذا المعدن النفيس.
وفسّر ذلك، قائلًا: "كما تعرفون، ارتفاع قيمة الذهب لم يحدث فقط بسبب كوفيد-19، لكنّه يتّخذ منحنىً تصاعديًّا، منذ بداية الصراع بين الصين والولايات المتّحدة".
أزمات جيوسياسية
انتقل الملياردير المصري للحديث عن التوتّرات في منطقة الشرق الأوسط، ومدى تأثيرها على الذهب، مستشهدًا بعدّة أزمات، أمثال الحرب المتوقّعة بين مصر وتركيا، بسبب ليبيا، وكذلك التوتّر الشديد بين القاهرة وأديس أبابا، على خلفية سدّ النهضة الإثيوبي".
"سأصوّت للحرب"
بينما تسعى إثيوبيا لاستخدام سدّ النهضة لتوليد طاقة كهربائية، والدفع بعجلة اقتصادها، تخشى الدولة العربية الأكثر تعدادًا سكّانيًا، التي تعتمد على النيل بنسبة تناهز 90% من التأثير السلبي للمشروع على حصّتها من المياه، وإمكان بوار نسبة كبيرة من أراضيها الزراعية.
وخلال المقابلة، حمّل ساويرس إثيوبيا كامل المسؤولية، حال إقدام مصر على تنفيذ عمل عسكري ضدّ سدّ النهضة، لافتًا إلى أنّه -بشكل شخصي- سيصوّت لصالح الحرب، إذا عرقلت أديس أبابا وصول المياه إلى بلاده.
وأضاف: "ماذا تفعل إذا اقتحم أحدهم بيتك، واحتجزك، ومنع عنك الغذاء؟ هل ستتركه حتّى تتضوّر جوعًا؟"
صراع واشنطن وبكّين
من بين العوامل الأخرى التي تؤدّي إلى ارتفاع سعر الذهب، محاولة الصين ضمّ هونغ كونغ، وهي الخطوة التي تتسبّب في توتّر شديد مع الولايات المتّحدة.
وفي سياق مشابه، قالت مجلّة بوليتيكو الأميركية، إن قرار الخارجية الأميركية بإغلاق القنصلية الصينية في هيوستن، بدعوى حماية الأمن القومي والشعب الأميركي، سيشعل أكثر كرة النار الملتهبة بين واشنطن وبكّين، اللّتين توقّفت بينهما المفاوضات التجارية.
وتابع ساويرس، خلال مقابلة "ذي أفريكا ريبورت": "إيران تحاول الآن أيضًا الترويج لقوّتها النووية، لكن الولايات المتّحدة تسعى دائمًا لإجهاض ذلك، ويقف الاتّحاد الأوروبّي موقف الوسط".
الذهب ملاذ آمن
لذلك، إذا نظرنا إلى الوضع الجيوسياسي، سنراه حقًّا في غاية السوء، لكن الذهب هو الملاذ الآمن في مواجهة كلّ هذه الأزمات، وفقًا للملياردير المصري. واستطرد: "ما زلت متفائلًا بشأن الذهب، وأعتقد أنّه سيواصل الارتفاع".
"لا مانشا"
عرّجت المقابلة على تساؤل حول تأسيس ساويرس صندوقًا استثماريًا في مجال التعدين، تحت مسمى "لا مانشا".
فأجاب قائلًا: "من خلال هذا الصعود الذي يحقّقه الذهب، والارتفاع في الأسهم، أعتقد أنّنا اتّخذنا قرارًا في استثمار أموالنا من خلال صندوق "لا مانشا"، بدلًا من إهدار وقتنا بالذهاب إلى مستثمرين آخرين".
واستطرد: "نحن جيّدون جدَّا في زيادة القيمة، ولذلك ارتفع سهم لا مانشا بنسبة 60%، وأصبح لدينا فائض نقدي، نستطيع استخدامه في الاستثمار لأنفسنا، دون الحاجة إلى الدخول في شراكة، إنّها وسيلة أسهل وأسرع".
اندماج "إنديفور" و"سيمافو"
وفيما يتعلّق بصفقة اندماج إنديفور الكندية، التي يملك ساويرس حصّة كبيرة فيها مع شركة سيمافو (الكندية)، قال ساويرس: "الاندماج حدث بالفعل، وأصبحنا كيانا واحدًا".
وأسهب قائلًا: "أصبح رأس المال السوقي لإنديفور يتراوح بين 4 إلى 5.6 مليار دولار، بعد أن كان لا يتجاوز 3 مليارات فقط، لأن سيمافو ليست مُدرجة في البورصة".
وأوضح: "الآن نحن نُعَدّ إحدى كبريات شركات التعدين في غرب أفريقيا، ممّا يمنح فكرة جيّدة عن الكيفية التي يخلق بها التضامن القيمة".
حلم الصدارة الإفريقيّة
يملك ساويرس طموحات كبيرة بشأن إنديفور، حيث يرغب في تحويلها إلى أكبر شركة تعدين في القارّة السمراء.
وفي 23 مارس/آذار من العام الجاري، ذكرت وكالة أنباء رويترز، أن شركة إنديفور للتعدين الكندية، ترغب في الاستحواذ على سيمافو، في صفقة بقيمة مليار دولار كندي، ما يعادل 690.7 مليون دولار، بحيث يكون يونيو 2010 هو موعد إتمامها.
وفي 24 مارس/آذار 2020، قالت نشرة إنتربرايز: "بموجب الصفقة، سيمتلك مساهمو إنديفور 70% من أسهم الشركة الناتجة عن الاندماج، فيما سيستحوذ مساهمو سيمافو على الحصّة المتبقّية. وستصبح الشركة الجديدة أكبر شركة تعدين للذهب في غرب إفريقيا، ومقرّها بوركينا فاسو وكوت ديفوار، كما ستكون أحد أكبر 15 منتج للذهب في العالم، بإجمالي إنتاج يصل إلى مليون أوقيّة سنويًا".
وفي مقابلة مع وكالة بلومبرغ، بتاريخ 18 فبراير 2020، قال ساويرس، إن الحكومة المصرية تواصلت معه ومستثمرين آخرين، للدخول في مجال تعدين الذهب في بلده الأمّ.
وساويرس من مواليد يونيو/حزيران 1954، وهو الأكبر بين ثلاثة أشقّاء (نجيب وسميح وناصف)، لديهم جميعا استثمارات في مجالات شتّى.