بعد 45 يومًا من انفجار.. النيران لا تزال تلتهم حقل نفط هنديًا
الأمطار المتواصلة والفيضانات تعوق عمليات سدّ البئر
حازم العمدة
خمسة وأربعون يومًا -تقريبًا- والنيران لا تهدأ، أو حتّى تُظهر أيّ مؤشّر على التراجع، أو الاكتفاء بما التهمته من أطنان النفط، وملايين الأمتار المكعّبة من الغاز الطبيعي، وكذلك الأضرار البشريّة والبيئيّة في منطقة غنيّة بالتنوّع البيولوجي.. كلّ ذلك يأتي وسط ظروف مناخيّة قاسية معاندة، نجحت -حتّى الآن- في إطالة أمد الحريق، وتبديد جهود مضنية لاحتواء هذا الحادث المروع.
لأكثر من شهر، وحتّى الآن، لا تزال النيران تتصاعد من بئر في حقل بغجان النفطي في ولاية آسام الهندية، حيث شهد حريقًا ضخمًا في التاسع من يونيو/حزيران.
وأكّدت شركة "أويل إنديا "الهندية المحدودة، التي تدير البئر، أن الأمطار المتواصلة والفيضانات في المنطقة عاقت عمليات سدّ البئر.
وحتّى الآن، لم يتمكّن فريق من المتخصّصين- يتألّف من أعضاء من أويل إنديا وهيئة (أليرت ديزاستر كنترول) التي تتّخذ من سنغافورة مقرًّا لها، واختير بعناية للمساعدة في سدّ البئر- من إخماد الحريق.
وقالت أويل إنديا في بيان: "تعرّضت منطقة بغجان بشدّة للفيضانات، بسبب ارتفاع المياه في نهر براهمابوترا، وتدفّق المياه إلى منطقة ماغوري بيل القريبة، وكذلك الأمطار المستمرّة".
كان الغاز الطبيعي يتسرّب من البئر، بشكل لا يمكن السيطرة عليه، منذ الانفجار الذي وقع في 27 مايو/أيّار. وبذلت السلطات كثيرًا من الجهود في أعقاب الحادث، للحيلولة دون اشتعال النيران في البئر، من أيّ مصدر آخر. واستُخدم رذاذ الماء -على نحو مستمرّ- مبرّدًا لهذا الغرض.
إجلاء السكّان
ومع ذلك، وبعد نحو أسبوعين، وقع انفجار في الموقع، واندلع حريق هائل في بئر بغجان النفطية. وامتدّ الحريق في البداية إلى مسافة بعيدة، ما أجبر الناس في المنطقة على النزوح بعيدًا. وقامت حكومة الولاية وشركة أويل أنديا بإجلاء الأشخاص المعرّضين للخطر في المنطقة.
يقع حقل بغجان النفطي في منطقة تينسوكيا في ولاية آسام، في منطقة غير مستقرّة بيئيًّا، وهي منطقة غنيّة بالتنوّع البيولوجي. ويوجد على جانبيها متنزّه ديبرو-سايخوا الوطني وأراضي ماغوري بيل الرطبة، وكلاهما موطن لبعض الأنواع النادرة من النباتات والحيوانات.
ويخشى أنصار حماية البيئة من أن يكون للانفجار والغاز الناتج عن البئر آثار طويلة الأمد على البيئة، بالإضافة إلى مخاطر صحّية على سكّان المنطقة.
ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام المحلّية، أعرب السكّان -أيضًا- عن قلقهم إزاء تزايد عدد الهزّات الأرضيّة في المنطقة.
ومنذ 27 مايو/أيّار، فُقدَ أكثر من 8922 طنًّا متريًا من النفط الخام، وقرابة 11.50 مليون متر مكعّب قياسي من الغاز الطبيعي يوميًا، مع استمرار قطاع من الناشطين في احتجاجاتهم في خمسة مواقع -على الأقلّ- في مقاطعة تينسوكيا.
وقف العمل
وبعد تسرّب النفط والحرائق، أجبر قسم من السكّان المحلّيين ومختلف المنظّمات الطلّابية شركة النفط على وقف عملياتها في العديد من مواقع الحفر والعمل في مقاطعتي تينسوكيا وديبروغار، وعلى الرغم من أن قسمًا من المحتجّين أوقفوا الاحتجاج، والحصار على الطرق مؤخّرًا، إلّا أن آخرين يواصلون المطالبة بتعويضات أعلى للمتضرّرين، ويحمّلون شركة النفط مسؤولية الحادث، وقد قدّمت شركة النفط -حتّى الآن- 30 ألف روبّية لكلّ أسرة من الأسر المتضرّرة.
ويواصل خبراء من الولايات المتّحدة وكندا ورجال الإطفاء والمهندسون جهودهم لإخماد حريق آبار النفط. وبالرغم من الأمطار والفيضانات والطقس القاسي، تواجه شركة "أويل إنديا" العديد من المشكلات الأخرى، لإخماد الحريق وتسرّب الغاز في بغجان، على بعد 550 كيلومترًا شرق مدينة غواهاتي الرئيسة في آسام. وجرى إجلاء زهاء 7 آلاف شخص، وإيواؤهم في 14 مخيّمًا للإغاثة، حيث ألحق الحريق أضرارًا بما يزيد على 35 منزلًا، وممتلكات أخرى مختلفة.
على صعيد متّصل، تلقّت شركة أويل إنديا أمرًا بوقف جميع عمليات التنقيب والإنتاج في حقل بغجان، بعد الانفجار الذي أسفر عن مقتل اثنين من الموظّفين، وإصابة أربعة آخرين.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن شركة أويل إنديا، قولها في بيان، إنّها سوف تطعن أمام القضاء في الأمر الصادر عن مجلس مراقبة التلوّث في ولاية آسام.