تقارير الطاقة النوويةرئيسيةسلايدر الرئيسيةطاقة نووية

كيف تسهم التكنولوجيا النووية في تعزيز قطاع الزراعة؟

خاص - الطاقة

يتجه العالم الآن نحو التقنيات النووية؛ وذلك بسبب الآثار الإيجابية المتعددة التي يمكن أن تنتج من استخداماتها، ولا يقتصر تأثيرها فقط على الدول واقتصاداتها، ولكن أيضًا على الأفراد. وتماشياً مع تزايد الاهتمام بالتكنولوجيا النووية، أُجريت العديد من الأبحاث لدراسة التقنيات التي من شأنها أن تساعد في تمكين مختلف القطاعات وتطويرها.

وتعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية -إلى جانب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)- لتعزيز هذه التقنيات منذ أكثر من 50 عامًا، ووفقًا لموقع المنظمة، هناك بعض التقنيات النووية التي يمكن أن تحسّن توازن التربة والمياه؛ ما يؤدي إلى تقدم إنتاج المحاصيل، وبالتالي تلبية الاحتياجات السكانية المتزايدة.

وقال المدير السابق لقسم الطاقة النووية في مختبر شمال غرب المحيط الهادئ الوطني،آلان إي والتار في بحث بعنوان "التطبيقات الطبية والزراعية والصناعية للتكنولوجيا النووية"، إن غالبية المواطنين على علم بدور التكنولوجيا النووية الفاعل في إنتاج الكهرباء عبر محطات الطاقة النووية التجارية.

ومع ذلك، فإن معظمهم لا يدركون أن لهذه التكنولوجيا تأثيراً أكبر بالنسبة للتطبيقات التي لا تعمل بالطاقة، وأكد في البحث أنه تم تحسين عالم الطب والزراعة والصناعة الحديثة بشكل كبير من خلال استخدام النظائر المشعة، وما تزال التطبيقات الجديدة تقدم إسهامات إنسانية كبيرة في جودة حياتنا.

وأوضح والتار، أن تطبيق تقنيات الإشعاع على تطوير أصناف المحاصيل الجديدة من المرجح أن يعطي أعلى قيمة اقتصادية عالمية مقارنة بأي شكل من أشكال استخدام الإشعاع. وأضاف أن هذا يشمل الأنواع المتحولة، أو الأصناف، مثل: الأرز، والشعير، والقمح، والكثير غيرهم. وتشير "الفاو" إلى أن تعرض بعض النباتات إلى جرعة صغيرة من الإشعاع يغير فيها ويزيد من إنتاجيتها بشكل ملحوظ.

ولذلك يتجه العالم نحو تعزيز البرامج النووية السلمية، ولتحقيق أقصى الفوائد من تطبيقات التقنيات النووية -خاصة العالم العربي- على سبيل المثال، تدعم التقنيات النووية إنتاج المحاصيل في التربة المتأثرة بالملوحة في الشرق الأوسط.

وقد قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية -بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة- بدعم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مواجهة التملّح الشديد (زيادة كمية الملح في التربة) لتحسين التربة.

ودرّبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية 60 عالماً من 10 دول عربية هي: العراق، والأردن، والكويت، ولبنان، وعُمان، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وسوريا، والإمارات العربية المتحدة، واليمن، حتى أصبحوا يستخدمون الآن التقنيات النووية والنظرية لتحسين غلة المحاصيل في التربة المتأثرة بالملوحة، وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان بعد مرور خمس سنوات نجح المزارعون في زراعة المحاصيل في ظل ظروف مالحة.

نجاحات متعددة

تشير منظمة "الفاو" إلى نجاحات متعددة في مجال استخدام الطاقة النووية في القطاع الزراعي، منها: القضاء على نوع من ذباب الفواكه عن طريق جعله عقيماً؛ الأمر الذي رفع صادرات تشيلي من الفواكه بمقدار 500 مليون دولار في السنوات الخمس الأولى، كما أن هناك مشروعاً مماثلاً في جواتيمالا نتج عنه حماية محاصيل المانجو والبابايا والبندورة والفليفلة وتصدير هذه المحاصيل بما قيمته 50 مليون دولار سنويا. وتم في غانا إنتاج محصولات جديدة من الكاكاو مقاومة لبعض الأمراض الشائعة. وهناك مشروع في بنجلادش لزيادة إنتاج الأبقار؛ حيث إن هناك معاناة في هذا الموضوع، فاستُخدمت هذه التكنولوجيا لزيادة معدلات الحمل والولادة في الأبقار بين 15% و 40% في 18 دولة. وفي الباكستان ساعد مشروع تعقيم الفواكه على توريد كميات أكبر إلى الأسواق، وخفف من حدوث إصابات ببكتريا "إيكولاي" أو ما يعرف بالعربية بـ "بكتيريا الإشريكية القولونية".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق