النفط يتراجع 3%.. والطلب الأميركي على المحك بعد زيادة إصابات "كورونا"
انخفاض كبير في الطلب على البنزين في الولايات التي ينتشر فيها الفيروس
يوماً بعد يوم يزداد القلق والمخاوف من تفشي فيروس كورونا، ومن تجدد فرض إجراءات العزل والإغلاق لاحتواء المرض ومنع انتشاره فى الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما نتج عن تراجع أسعار النفط بنحو 3 % اليوم الخميس.
وأصبحت ولايات كاليفورنيا وتكساس وأريزونا بؤراً جديدة للمرض التنفسي الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة؛ حيث سجلت ارتفاعا قياسياً في عدد الإصابات.
وبحلول الساعة 19:17 بتوقيت جرينتش،كانت العقود الآجلة لخام برنت منخفضة 1.11 دولار بما يعادل 2.6% إلى 42.51 دولار للبرميل، بعد أن زادت 0.5% أمس الأربعاء. وانخفضت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 1.37 دولار أو 3.4% لتسجل 39.90 دولار للبرميل.
وقالت لويز ديكسون، محللة أسواق النفط في شركة (ريستاد إنرجي): "إصابات فيروس كورونا في الولايات المتحدة تزداد، والمتداولون يتساءلون: متى سيرون نهاية هذا الأمر، متى سيتغير الاتجاه؟ ولكن مع استمرار تعرّض الولايات المتحدة والبرازيل ودول أخرى لموجات جديدة من "كورونا" فإن الطلب على المحك".
فرض قيود إضافية
سجلت الولايات المتحدة أكثر من 60 ألف حالة جديدة مصابة بفيروس كورونا أمس الأربعاء، وهى أكبر زيادة تبلغ عنها دولة فى يوم واحد. وقد ارتفعت حالات فيروس كورونا في 42 ولاية من الولايات الأميركية الـ 50 خلال الأسبوعين الماضيين، وفقا لتحليل أجرته "رويترز".
وقد دفعت هذه الطفرة الجديدة ولايات -مثل كاليفورنيا وتكساس- إلى إعادة فرض بعض القيود.
وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة انخفضت بمقدار 4.8 مليون برميل في الأسبوع الماضي، وهو أكثر بكثير مما توقعه المحللون، حيث وصل الطلب إلى أعلى مستوى له منذ 20 مارس / آذار.
ويتوقع بعض المحللين أن تصمد الأسعار في نطاق قبل اجتماع يوم 15 من الشهر الجاري من لجنة مراقبة السوق التابعة لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها.
تصحيح سلبي؟
وقال إيبيك أوزكارديسكايا، كبير المحللين في بنك (سويسكوت)، في مذكرة حديثة، إن أسعار النفط الخام القياسية في الولايات المتحدة "ظلت مرنة" أمام الارتفاع المفاجئ في المخزونات المحلية بمقدار 5.7 مليون برميل في الأسبوع الماضي. ومع ذلك "الاتجاه على المدى القصير غير واضح، ويتردد المستثمرون فيما إذا كانت فكرة جيدة لمواصلة الارتفاع في حين أن الجمع بين انخفاض توقعات الطلب وارتفاع العرض يميل بالميزان إلى الاتجاه المعاكس".
وأوضح أن "عدم القدرة على تمديد المكاسب فوق علامة 40 دولاراً يشير إلى أن تصحيح الجانب السلبي قد يكون قاب قوسين أو أدنى".
وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق في (أواندا): "إذا أظهرت توقعات الطلب المزيد من علامات التعثر، فقد يستقر خام غرب تكساس الوسيط مرة أخرى في منتصف الثلاثينيات من الدولارات".
وغرد توم كلوزا، وهو محلل مشهور لأسواق البنزين قائلاً: "إن مبيعات البنزين انخفضت انخفاضاً كبيراً منذ عطلة عيد الاستقلال يوم 4 يوليو، وإن نسبة الهبوط في الطلب على البنزين تضاعفت في الولايات التي ينتشر فيها فيروس كورونا، مثل تكساس وكاليفورنيا وغيرها، في الوقت الذي زادت فيه نسبة التشغيل في المصافي.
ويتضح مما قاله كلوزا أن فائض البنزين سيزداد، وسترتفع مستويات مخزونه، وهذا أمر سيلقي بظلاله على أسعار النفط.