بتروبراس تدرس إقامة وحدات لتسييل غاز "ما قبل الملح"
لتحقيق أكبر استفادة ممكنه من المنطقة الواعدة
- منطقة ما قبل الملح تشكل 65% من إنتاج النفط في البرازيل
- تقديرات تشير إلى أنها تحوي 15 مليار برميل أي ضعف الاحتياطي النرويجي
- كورونا تهوي بإنتاج النفط البرازيلي 6.5% في مايو
في إطار تعزيز البنية التحتية وتحقيق أكبر استفادة من المنطقة النفطية الواعدة، تدرس شركة الطاقة البرازيلية التي تديرها الدولة (بتروبراس) إنشاء وحدات بحرية لتسييل الغاز الطبيعي الذي يتنامى إنتاجه فيما تسمى منطقة "ما قبل الملح"، حسبما أعلنت مديرة الانبعثات وتغير المناخ، فيفيانا كويلو، خلالة ندوة عبر الإنترنت.
وتغطي المنطقة المعروفة باسم "منطقة ما قبل الملح" أو "مضلع ما قبل الملح" نحو 149 ألف كيلومتر مربع من الشاطئ وتبعد حوالي 300 كيلو متر عن الساحل، في نطاق يمتد من شمال ولاية سانتا كاتارينا إلى الجنوب من ولاية إسبيريتو سانتو، في أعماق مائية تصل إلى ألفي متر وخزانات معلقة تتراوح بين 3000 و 5000 متر تحت قاع البحر، منها قرابة 2000 متر طبقة سميكة من الملح.. إنها جبهة استكشافية جديدة بالقرب من العمليات القائمة ومراكز الطلب الرئيسية.
قالت كويلو إن وحدات الغاز الطبيعي المسال يمكن أن تكون بديلا للغاز المصاحب لإنتاج النفط في المنطقة الاستكشافية للمياه العميقة الواقعة على مسافة تقدر بأكثر من 100 ميل قبالة الساحل. وولم يتضح ما إذا كان للمشروع إطار زمني.
تعتمد شركة بتروليو برازيليرو ( Petroleo Brasileiro SA)، وهو الأسم الرسمي للشركة، حاليًا على خطوط الأنابيب البحرية لجلب الغاز الطبيعي المنتج إلى الساحل للمعالجة.
وفي هذا السياق، قالت بتروبراس إن الافتقار إلى البنية التحتية لشحن الغاز الطبيعي البحري إلى الساحل يعتبر قيدا أو حاجزا أمام زيادة إنتاج النفط في منطقة ما قبل الملح.
منطقة ما قبل الملح
يشار إلى أن خزانات منطقة ما قبل الملح، حيث يُحتجز النفط تحت طبقة سميكة من الملح في قاع البحر الأطلسي، أكثر من 65٪ من إنتاج البرازيل النفطي فيما يزيد قليلاً عن عقد منذ اكتشافها. ومن المتوقع أن يستمر المعدل في الارتفاع.
وعبر منطقة ما قبل الملح، تأمل البرازيل في الدخول إلى نادي كبرى الدول النفطية حيث طرحت أواخر 2019 مناقصات قد تجني منها أكثر من 26 مليار دولار، ما سيشكل رقما قياسيا لبلد يأمل في الارتقاء خلال عشر سنوات إلى المرتبة الخامسة بين المنتجين في العالم.
وبحسب الوكالة الوطنية للنفط في البرازيل، الهيئة الرسمية المكلفة تنظيم المناقصات، فإن الحقول المعنية قد تحوي كمية تصل إلى 15 مليار برميل، ما يمثل ضعف الاحتياطي الحالي للنرويج.
يجري حرق جزء صغير من الغاز المصاحب لإنتاج النفط عن الفوهة من خلال أنظمة إحراق في المنصات.
وفي هذا الصدد، قالت كويلو إن البرازيل لديها تشريع صارم للحد من حرق الغاز، وتريد بتروبراس خفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى صفر بحلول عام 2030.
وأوضحت أن حرق الغاز يطلق غاز الميثان، مشيرة إلى أن بتروبراس تهدف إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للشركة بنسبة 30٪ إلى 50٪ بحلول عام 2025.
واستخدمت الشركة البرازيلية 97.6٪ من الغاز الطبيعي في مايو/آيار، مشيرة إلى أنها أعادت حقن جزء كبير منه من الأرض للتحكم في ضغط الخزان وزيادة إنتاج النفط .
انخفاض إنتاج النفط
يأتي ذلك، في الوقت الذي انخفض فيه إنتاج النفط في البرازيل بنسبة 6.5٪، في مايو/أيّار الماضي، مقارنة مع نفس الشهر من العام السابق، حيث أثّر تفشّي فيروس كورونا -بشكل كبير- على حقول النفط البحريّة والبرّية، ممّا أضرّ بالإنتاج، بحسب ما ذكرت وكالة إيه إن بي الوطنية لتنظيم النفط.
وبلغ إنتاج البرازيل من النفط المكافئ في مايو/أيّار الماضي، نحو 485.3 مليون برميل يوميًا، منها 2.765 مليون برميل من النفط، والرقم ارتفع بنسبة 1.3% عن نفس الشهر من العام الماضي، لكنّه انخفض -بشكل كبير- عن الشهر السابق، بسبب آثار وباء كورونا.
ويعدّ برميل النفط المكافئ في اليوم، مصطلحًا يُستعمل في كثير من الأحيان، إلى جانب إنتاج أو توزيع النفط الخام والغاز الطبيعي، حيث تنتج شركات النفط والغاز كلًّا من هذه السلع، ولكن تكون وحدة قياس كلّ منها مختلفة عن الأخرى، ويقاس النفط حاليًا بعدد البراميل، بينما يقاس الغاز الطبيعي بالقدم المكعّبة.
وشهدت 60 منصّة بحريّة توقّف الإنتاج عند نقطة واحدة، ومن بين المنصّات التي شهدت نجاحًا في الإنتاج، هي P-76 وP-74 وP-67، وكلّها مملوكة من قبل بتروبراس، التي تديرها الدولة، وفقًا لوكالة إيه إن بي الوطنية لتنظيم الغاز. كما تضرّر الإنتاج في مانجاراتيبا وسيداد دي أنغرا دوس ريس، وكلاهما من السفن الضخمة التي تُستخدم في عملية إنتاج ونقل النفط، والمعروفة باسم FPSOs..
إصابات كورونا
وسجّلت وزارة الصحّة البرازيلية، أمس الخميس، 48.1 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى1.496 مليون شخص.
وأشارت الوزارة إلى تسجيل 1252 حالة وفاة جديدة بالفيروس في البلاد، ليصل الإجمالي إلى 61.8 ألف شخص، وتحتلّ البرازيل المرتبة الثانية عالميًا، من حيث إصابات كورونا ووفياتها، بعد الولايات المتّحدة.
ويواجه الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو، الذي قلّل -في بداية انتشار الوباء- من خطورة الفيروس، انتقادات متزايدة داخل البلاد، بسبب أسلوب تعامله مع الجائحة، وسط مخاوف منظّمة الصحّة العالمية من نطاق انتشار المرض في البرازيل وأميركا اللاتينية، بشكل عام.
من ناحية أخرى، أعلنت شركة النفط البرازيلية المملوكة للدولة، بتروبراس، منتصف الشهر الماضي، اعتزامها بدء تصدير درجة جديدة من النفط الخام، وهو خام تارتاروجا فيردي، إلى الصين، لأوّل مرّة.
وذكرت وكالة بلومبرغ أن بتروبراس شحنت 975 ألف برميل من الخام الجديد إلى الصين، على متن الناقلة “في.إل.سي.سي نيو جوفياليتي”،ويجري إنتاج هذا الخام من حقل موجود على الساحل البرازيلي، وتديره شركة بتروبراس، بالاشتراك مع شركة بتروناس الماليزيّة للنفط.
وبدأ حقل تارتاروجا فيردي الإنتاج في يونيو 2018، ووصل إنتاجه إلى 103 آلاف برميل يوميًا، بنهاية 2019، بحسب شركة بتروبراس.
يُذكر أن البرازيل هي أكبر منتج للنفط في أمريكا اللاتينية، وتصدّر نحو نصف صادراتها إلى الصين.