باكستان تسعى لاستيراد زيت الوقود لأوّل مرة منذ 14 شهرًا
لمواجهة ذروة الطلب الصيفي لتوليد الطاقة
للمرّة الأولى منذ أبريل 2019، عادت شركة (بي إس أو) الباكستانية لتسويق النفط، إلى السوق الفورية، بحثًا عن زيت الوقود، بعد موافقة الحكومة على استيراد المنتج النفطي لتلبية ذروة الطلب الصيفي لتوليد الطاقة.
وزيت الوقود هو منتج نفطي سائل ثقيل، يعدّ أحد الأجزاء الناتجة عن عملية التقطير المجزّأ للنفط الخام، ويُستخدم في تشغيل محرّكات السفن، ومحطّات توليد الطاقة الكهربائية، والمراجل الصناعية، وغيرها من الاستخدامات.
وأصدرت (بي إس أو) الحكومية الباكستانية مناقصة شراء من السوق الفورية لاستيراد شحنتين، بإجمالي 65000 طنّ من زيت الوقود عالي الكبريت، للتسليم من 9 إلى 18 يوليو/تمّوز. وأشارت الشركة إلى أنّها ستنتهي من المناقصة يوم 29 يونيو/حزيران الجاري.
وطلبت اللجنة الوزارية الباكستانية للطاقة من (بي إس أو) استيراد زيت الوقود عالي الكبريت، لإمداد شركة (كيه- إلكتريك) المحلّية في مدينة كراتشي بالزيت، لمواجهة الزيادة الموسمية في الطلب على الطاقة.
ويرتفع استهلاك الكهرباء خلال أشهر الصيف في كراتشي، حيث تؤدّي درجات الحرارة -التي تتجاوز 30 درجة مئوية عادةً- إلى زيادة استخدام تكييف الهواء.
وقال تجّار: إن متطلّبات زيوت الفرن اليومية لشركة كيه- إلكتريك، ارتفعت خلال الأشهر الأكثر دفئًا، بسبب نقص الوقود السائل في البلاد، وكان هذا أحد الأسباب الرئيسة لانقطاع التيّار الكهربائي المتقطّع في كراتشي.
كانت مصافٍ باكستانية قد خفضت الإنتاج في مارس/آذار، واضطرّت أخرى إلى الإغلاق، بسبب انخفاض الطلب على وقود النقل والمواصلات، نتيجة لتفشّي فيروس كورونا المستجدّ، وتدابير الإغلاق التي اتّخذتها الحكومة لاحتوائه.
كما أن المصافي أقلّ ميلًا لزيادة معدّلات التشغيل إلى الحدّ الأقصى، لكي تنخفض مخزونات زيت الوقود عالي الكبريت، لاسيّما مع انخفاض الطلب على المنتج النفطي من جانب المرافق بشكل كبير، منذ أن فرضت البلاد حظرًا على استيراده لتوليد الطاقة في يناير/كانون الثاني 2018.
في السياق ذاته، قال تجّار، إن معدّلات التشغيل المنخفضة في المصافي قلّصت من إنتاج زيت الوقود عالي الكبريت قبل فترة الصيف، حيث فضّلت المصافي إبقاء الإمدادات عند الحدّ الأدنى، لمنع خزّانات التخزين من الامتلاء. لكن هذا أدّى في النهاية إلى تراجع إمدادات الوقود المحلّية، لتوليد الطاقة خلال أشهر الصيف.
يشار إلى أن (بي إس أو) لجأت الصيف الماضي -أيضًا- إلى السوق، لاستيراد زيت الوقود عالي الكبريت، للتسليم من مايو/أيّار إلى يونيو/حزيران 2019. ثمّ طلبت اللجنة الوزارية الباكستانية للطاقة من الشركة زيادة مخزونها من زيت الوقود، قبل شهر رمضان، الذي بدأ في أوائل مايو/أيّار من العام الماضي، لضمان توافر إمدادات الطاقة.