قبرص تقطع شوطًا كبيرًا على طريق أضخم مشروع للطاقة
قرض أوروبّي بقيمة 150 مليون يورو لإنشاء أكبر محطة للغاز المسال بقبرص
- شركة (ايتيفا) القبرصية تطلق صافرة بداية المشروع بتكلفة إجمالية تبلغ 289 مليون يورو
- التحول إلى الغاز يقلل البصمة الكربونية لقبرص بنسبة 30%
- تقديرات رسمية: وفورات في تكلفة توليد الكهرباء تتراوح بين 15 و25%
حازم العمدة
قطعت قبرص مسافة أكبر على طريق إنجاز أكبر مشروع للطاقة في الجزيرة الواقعة في منطقة البحر المتوسّط. فقد وافق بنك الاستثمار الأوروبّي على تمويل بقيمة 150 مليون يورو لإنشاء أكبر محطّة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، والذي تنفّذه شركة البُنية التحتية للغاز الطبيعي (إيتيفا) ضمن كونسورتيوم، يضمّ شركات دولية كبرى.
يأتي التحوّل إلى الغاز الطبيعي في إطار سعي قبرص لحماية إمدادات الطاقة وتنويع مزيج الطاقة وتعزيز المنافسة في سوق الكهرباء من خلال إشراك منتجين مستقلّين، وكذلك خلق ظروف أفضل لتحقيق وفورات في توليد الكهرباء وانخفاض في أسعارها، ومن ثمّ توفير مزايا عديدة للاقتصاد والمستهلك القبرصي على حدّ سواء.
وافق مجلس إدارة بنك الاستثمار الأوروبّي على هذا القرض، الذي سيتمّ سداده في فترة زمنية تمتدّ لعشرين عامًا، وبفائدة منخفضة على نحو مشجّع. واتّخذ المصرف القرار بعد تقييم مدى صلاحية المشروع، وآفاق التنمية الواعدة، من خلال تنفيذه بنجاح.
تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 289 مليون يورو، حيث حصلت إيتيفا على منحة بقيمة 101 مليون يورو، ممّا يسمّى (مرفق توصيل أوروبّا)، و هو أحد مشروعات المفوّضية الأوروپّية لربط أوروبّا بشبكة اتّصالات واسعة، وبشبكة للغاز الطبيعي. كما قدّمت هيئة كهرباء قبرص 43 مليون يورو أخرى كمساهمة في رأس مال المشروع. و يعدّ الدعم المالي الذي يقدّمه بنك الاستثمار الأوروبّي (150 مليون يورو) هو الدافع الضروري والحاسم لبدء الأعمال الفعلية في محطّة الغاز المسال بمنطقة فاسيليكوس.
وتُلقي قبرص بثقلها وراء هذا المشروع، لتحقيق هدفها طويل الأجل، المتمثّل في استيراد الغاز الطبيعي.
صافرة البداية
وأطلقت شركة البُنية التحتية للغاز الطبيعي القبرصية (إيتيفا) صافرة البداية، للمضيّ قدمًا مع الكونسورتيوم الدولي، الذي فاز بعقد بناء محطّة استيراد الغاز الطبيعي المسال، التي تعدّ أكبر مشروع للطاقة في البلاد.
وقالت إيتيفا: "يعلن أطراف الكونسورتيوم التزامهم وقدرتهم على توصيل البُنية التحتية للغاز الطبيعي لأغراض الكهرباء، ضمن الجدول الزمني المحدّد".
وترى الشركة أن التمويل المشترك لبناء المشروع الضخم، وإنشاء مرافق مملوكة للحكومة، "هو الخيار الأمثل لجمهورية قبرص، حيث يخلق المشروع أجواء مواتية وأساسية لخفض أسعار الكهرباء، ما يوفّر مزايا متزايدة للاقتصاد القبرصي والمستهلك".
في ديسمبر/كانون الأوّل، وقّعت قبرص صفقة تاريخية مع كونسورتيوم، بقيادة الصين، لبناء محطّة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال لتوليد الكهرباء.
ووقّعت إيتيفا أوّل عقد لمشروع محطّة للغاز المسال، تنفّذه مع تحالف متعدّد الجنسيات، بقيادة شركة (هندسة أنابيب البترول الصينية).
ويضمّ الكونسورتيوم -أيضًا- شركات: (ميترون) اليونانية و(هودونغ-زونغوا لبناء السفن)، المملوكة لمؤسّسة الصين الوطنية لبناء السفن، وWilhelmsen النرويجية للصناعات البحريّة.
في السياق ذاته، أطلقت الشركة العامّة للغاز الطبيعي DEFA مناقصة إضافية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، ما جذب اهتمام 25 من المورّدين.
استيراد 0.5 مليار متر مكعّب
وتعتزم قبرص استيراد نحو 0.5 مليار متر مكعّب من الغاز الطبيعي المسال، من خلال اتّفاقيات لشراء الغاز، لفترة تتراوح بين ثلاث وأربع سنوات، مع الحفاظ على خيار الشراء من الأسواق الفورية.
ويرى خبراء قبارصة أن تحوّل البلاد إلى استخدام الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء، بدلًا من النفط، سيقلّل البصمة الكربونية لقبرص (إجمالي الغازات الدفيئة الناتجة عن الانبعاثات الصناعية أو الخدمية أو الشخصية)، بنسبة تتراوح 25٪ إلى 30٪.
ووفق تقديرات رسمية، ستتراوح الوفورات في تكلفة توليد الكهرباء بين 15٪ و 25٪ في الفترة من 2022 إلى 2025.
وفي ظلّ مسعى تعظيم الاستفادة من الغاز الطبيعي، قامت شركة Energean اليونانية المنتجة للنفط والغاز، بتقديم عرض لبيع الغاز الطبيعي الإسرائيلي لقبرص، عبر خطّ أنابيب "بسعر تنافسي"، لكن نيقوسيا تفضّل استخدام الغاز الطبيعي المسال.
وعرضت الشركة مدّ خط أنابيب بقيمة 350 مليون دولار إلى قبرص، لتزويد الغاز من حقل كاريش الشمالي إلى الجزيرة.
بيد أن قبرص قالت، إنّها -حتّى الآن- لا تحتاج إلى خطّ الأنابيب، لأنّها تعتزم محطّة عائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال.
ومن المقرّر -أيضًا- منح عقد توريد طويل الأجل للغاز الطبيعي المسال، ممّا يؤدّي في الواقع إلى إقامة سوق توريد فردي.
وتقدّمت شركة Hoegh النرويجية للغاز المسال بطلب رسمي إلى نيقوسيا، للحصول على ملكية بُنية تحتية للغاز المسال والعمليات، وترخيص للتطوير في هذا القطاع، داخل قبرص.
وقالت الشركة النرويجية، إنّها ستعرض على قبرص عددًا من مشروعات البُنية التحتية لتنفيذها في الربع الأوّل من عام 2021، في منطقة فاسيليكو، بالإضافة إلى إنشاء خطّ أنابيب لنقل الغاز إلى هيئة توليد الكهرباء والمستخدمين المحتملين الآخرين.