فروق أسعار وقود الطائرات في كوريا الجنوبية تتجاوز المنطقة السلبية
لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر
- المصافي تزيد إنتاج زيت الغاز بمعدل ثلاثة أضعاف وقود الطائرات
- كوريا الجنوبية أنتجت 919 ألف برميل زيت غاز و293 برميل وقود طائرات في أبريل
- ارتفاع فارق سعر البرميل إلى 0.10 دولار بفضل تقليص إنتاجه وتصديره
لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، تحولت الفروق السعرية لوقود الطائرات في كوريا الجنوبية إلى المنطقة الإيجابية، بفضل انخفاض إنتاجه وتصديره.
ارتفعت فروق الأسعار، وفق تقييمات سنغافورة للسوق الفورية بالنسبة لشحنات وقود الطائرات التي يتم تحميلها من كوريا الجنوبية، إلى أعلى مستوى خلال أربعة أشهر عند 0.10 دولار أمريكي / للبرميل في 15 يونيو/حزيران وظل عند هذا المستوى.
وكان آخر تقييم عند هذه المستويات في 13 فبراير/شباط قبل أن تتحول فروق الأسعار إلى السالب في 4 مارس/آذار وتهبط إلى سالب 4.50 دولار أميركي للبرميل في 22 أبريل/نيسان، وهو أدنى مستويات منذ يوليو/تموز 2008 على الأقل، وفقًا لتقييمات وكالة آرغوس ميديا لتسعير النفط والوقود.
وبالرغم من أنها بقيت في المنطقة السلبية، فإن فروق أسعار وقود الطائرات في كوريا الجنوبية تعافت جزئيا يوم 21 مايو/أيار، حيث بلغت سالب 2.50 دولا أميركي للبرميل، وهو أعلى مستوى لها خلال شهر ونيف تقريبًا، وسط انخفاض الإنتاج والصادرات.
يأتي ذلك في الوقت الذي عملت فيه المصافي على زيادة إنتاج زيت الغاز على حساب وقود الطائرات. أنتجت كوريا الجنوبية نحو 1 مليون برميل يوميا من زيت الغاز في المتوسط عام 2019، وهو ما يعادل أكثر قليلا من ضعفي إنتاج وقود الطائرات الذي كان يبلغ 468 ألف برميل يوميا، وفقًا لبيانات من شركة النفط الوطنية المملوكة للدولة (كنوك).
و لكن في أبريل/نيسان الماضي، أنتجت الدولة نحو 919 ألف برميل يومياً من زيت الغاز، وهو أكثر من ثلاثة أضعاف كمية وقود الطائرات التي أنتجتها، والبالغة 293 ألف برميل يومياً. وقالت شركات التكرير إنها واصلت تقليص إنتاج وقود الطائرات منذ ذلك الحين.
انخفاض الصادرات
كما دعم انخفاض الصادرات فروق أسعار وقود الطائرات. فقد صدرت كوريا الجنوبية 859300 طن (218000 برميل يوميا) من وقود الطائرات في مايو/أيار، وهو أدنى معدل شهري منذ يونيو/حزيران 2017. وصدرت 321300 طن منذ بداية يونيو/حزيران حتى الآن، وفقًا لبيانات من شركة (فورتيكسا) لتحليل أسواق الطاقة.
وقالت مصادر في السوق لوكالة آرغوس ميديا إن أكبر شركة لتكرير النفط في البلاد (إس كيه إنرجي) لا تملك أيضًا خططًا لتوفير وقود الطائرات لتحميل يوليو/تموز بسبب التعديلات في الإنتاج وتشغيل المصافي.
وعادة ما كانت الشركة الكورية الجنوبية توفر ما بين 7 و10 شحنات من وقود الطائرات كل شهر.
من جانبها، لن تقدم شركة هيونداي أويل بنك أيضًا أي شحنات من وقود الطائرات تحميل يوليو/تموز، بالرغم من أن معظم مبيعات وقود الطائرات لديها تجري عادةً من خلال عقود محددة المدة.
وباعت شركة (جي إس كالتكس) فقط شحنة من وقود الطائرات، تحميل 14 - 18 يوليو / تموز عند فارق سعر يبلغ نحو 0.10 دولارًا للبرميل.
وبالرغم من أن الخطوط الجوية الكورية وخطوط آسيانا الجوية تخططان لاستئناف بعض الرحلات الخارجية خلال الشهر الجاري وفي يوليو/تموز ، فإن العدد الفعلي للرحلات التي يتم تشغيلها يعتمد على معدل تخفيف القيود التي تفرضها الدول الأخرى على حركة السفر لاحتواء جائحة كوفيد-19.
ويشكّل النقل الجوّي أحد أكثر القطاعات الاقتصادية تأثّرًا بأزمة فيروس كورونا المستجدّ، بسبب القيود على التنقّل وإغلاق الحدود في دول كثيرة في العالم للجم انتشاره.
وسجّلت غالبية شركات الطيران في العالم التي شلّت حركتها، انهيارًا في خزينتها منذ نهاية نيسان / أبريل، فيما تتوالى الإعلانات عن صرف موظّفين فيها مع 12 ألفًا لدى “بريتيش إيرويز” البريطانيّة، وخمسة آلاف لدى “ساس” الإسكندنافيّة، وألفين في شركة “آيسلاندير” الآيسلندية، و ثلاثة ألاف لدى “راين إير” الإيرلندية، و3450 لدى “يونايد إيرلاينز” الأميركية، وثلاثة آلاف لدى “فيرجين أتلانتيك”.
وازدادت خسارة الربع الأوّل خمس مرّات، مقارنةً بـ 324 مليونًا سُجّلت قبل سنة. وتشمل خصوصًا 455 مليون يورو من المشتريات المسبقة للوقود الذي لم يُستهلك في نهاية المطاف، بسبب الأزمة الصحّية.
شركات الشرق الأوسط
وكانت خطوط طيران أميركية قد طلبت في وقت سابق من الحكومة الفيدرالية منحًا وقروضًا وتخفيفًا للضرائب بما يتجاوز 50 مليار دولار لمساعدتها في التغلّب على تراجع معدّلات السفر بسبب فيروس كورونا.
أعلنت خطوط طيران أميركا -وهي مجموعة تجارية تمثّل خطوط الطيران- طلبها المساعدة الماليّة، فيما يعلن مزيد من الشركات حول العالم تخفيضًا حادًّا في الخدمات، وأحيانًا تسريحًا للعاملين فيها.
طلبت المجموعة 29 مليار دولار من المنح الفيدرالية، و25 مليار دولار لخطوط طيران الركّاب، و4 مليارات دولار للشحن الجوّي.
وفي ظلّ هذه الأزمة المتفاقمة، قال الاتّحاد الدولي للنقل الجوّي (إياتا)، في مارس/آذار الماضي، إن على حكومات الشرق الأوسط النظر في تقديم الدعم لشركات الطيران، لمساعدتها في مواجهة تفشّي فيروس كورونا، الذي أدّى لإلغاء الكثير من الرحلات الجوّية، مشيرًا إلى أن خسائر شركات الطيران في المنطقة خسرت في الربع الأوّل من العام الجاري، ما يزيد عن 100 مليون دولار.
وتكافح شركات الطيران من أجل البقاء، في ظلّ تفشّي وباء كورونا، وقد يستغرق الطلب على الرحلات الجوّية ووقود الطائرات سنوات، للتعافي،بحسب ما ذكرته رويترز.
وفي هذا السياق، قال بير ماغنوس نيسفين -رئيس فريق التحليل في شركة ريستاد إنرجي لبحوث واستشارات الطاقة- في تصريحات لرويترز مؤخرا، إن استهلاك وقود الطائرات سوف يتأثّر لفترة أطول، وربّما لا يتعافى تمامًا، حتّى في العام المقبل، لاسيّما أن الطلب على الطائرات النفّاثة مازال ضعيفًا. وانخفضت أسعار وقود الطائرات في سنغافورة بنسبة 61 %، خلال الشهرين الماضيين.
314 مليار دولار خسائر
وقد حذّر (إياتا)، من انتعاش بتوتيرة أقلّ ممّا كان عليه في الأزمات السابقة، وبحسب توقّعاته فإن خسائر الإيرادات لعام 2020 سترتفع بنسبة 25 % إلى 314 مليار دولار.
وأوضح اتّحاد النقل الجوّي الدولي، أن هناك موجة شتوية جديدة من فيروس كورونا، ولن يكون هناك انتعاش قبل الربع الأخير من العام.
كما حذّرت شركات صناعة الطائرات -إيرباص وبوينغ- من أزمة ممتدّة، حيث توقّع عدد قليل من المحلّلين العودة إلى الظروف السابقة، حتّى عام 2023 أو عام 2024.
ويبلغ متوسّط الطلب على وقود الطائرات حوالي 8 ملايين برميل يوميًا.
وفي وقت سابق، قالت الوكالة الدولية للطاقة، إنها تتوقّع انخفاض الطلب على وقود الطائرات والكيروسين بمقدار 2.1 مليون برميل يوميًا في المتوسّط، في عام 2020. وتوقّعت ريستاد إنرجي انخفاض الطلب على وقود الطائرات بما لا يقلّ عن 1.9 مليون برميل يوميًا العام الجاري، وقدّرت شركة جي بي سي إنرجي الاستشارية الطلب على وقود الطائرات خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى أقلّ من مليوني برميل يوميًا، وإلى 5.2 مليون برميل يوميًا في المتوسّط في عام 2020.