حسابات متباينة لكنّها جيّدة لمعدّلات الامتثال لتخفيضات "أوبك+" التاريخية
السعودية والكويت والإمارات والجزائر الأكثر التزامًا.. والغابون الأسوأ
شهد تحالف "أوبك+" بداية قويّة لاتّفاقه الجديد لضبط الإنتاج، مع نسبة نجاح عالية تقلّ فقط بنحو 1.1 مليون برميل يوميًا عن مستهدف الدول العشرين المشاركة لخفض 9.7 مليون برميل يوميًا من الأسوق الشهر الماضي، بحسب حسابات "أرغوس ميديا"، وذلك مقارنةً بخطّ أساس يعتمد على بيانات إنتاج شهر أكتوبر / تشرين الأوّل 2018 لكلّ الدول عدا السعودية وروسيا، اللتين جرى احتساب خطّ الأساس لهما على إنتاج 11 مليون برميل يوميًا لكلّ منهما، فيما المستهدف من الخفض عند 8.5 مليون برميل يوميًا.
ويُقدّر الإنتاج الإجمالي للمشاركين في الاتّفاق بنحو 35.2 مليون برميل يوميًا في مايو، بانخفاض 8.8 مليون برميل يوميًا عن أبريل، وبـ8.6 مليون برميل يوميًا من خطّ الأساس، حسب تقديرات أرغوس، ما يُظهر أن الامتثال الكلّي لشهر مايو كان 89%، مع تحقيق 10 مشاركين في أوبك نسبة 85% من التخفيضات التي تعهّدوا بها، فيما بلغ امتثال نظرائهم من خارج أوبك 96%.
أمّا وفقًا لحسابات "إنيرجي إنتيليجنس"، فقد بلغ معدّل امتثال الدول العشرة من أوبك 85%، إذ أنتجت في مايو 21.493 مليون برميل يوميًا، مقارنةً بمستهدف 20.599 مليون برميل، وخطّ أساس إجمالي يبلغ 26.83 مليون برميل يوميًا. فيما بلغ التزام دول خارج أوبك 88%، بإنتاج فعلي بلغ 14.051 مليون برميل يوميًا، من مستهدف يبلغ 13.554 مليون برميل، وخطّ أساس إجمالي عند 17.770 مليون برميل يوميًا.. وبذلك بلغ معدّل الالتزام الكلّي لدول "أوبك+" 85.65%.
أمّا في حسابات بلومبرغ، فقد بلغ معدّل امتثال الدول العشر من أوبك 77% فقط، إذ أنتجت في مايو 22.01 مليون برميل يوميًا.
ووفقًا لـ"أرغوس"، انخفض إجمالي إنتاج أوبك –بما في ذلك إيران وليبيا وفنزويلا، المعفيّان من الاتّفاق- بنحو 6.2 مليون برميل يوميًا في مايو إلى 24.2 مليون برميل يوميًا، وهو أدنى مستوى منذ أبريل / نيسان 2002.
وحافظت السعودية وحلفاؤها التقليديون في منطقة الشرق الأوسط، الكويت والإمارات، ورئاسة أوبك هذا العام الجزائر، على انضباطهما السابق مع التزامات الإنتاج، محقّقتين امتثال ما بين 90 إلى 102 بالمئة.
وانخفض الإنتاج السعودي بمقدار 3.1 مليون برميل يوميًا من أعلى مستوى قياسي في أبريل، إلى 8.5 مليون برميل يوميًا في مايو، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر /تشرين الثاني 2010، مع تراجع الصادرات بما يكاد يصل إلى 3 ملايين برميل يوميًا في مايو، ليصل إجماليها إلى 6.3 مليون برميل يوميًا، وفقًا لبيانات التتبّع الأوّلية. وارتفعت الشحنات من المنطقة المقسومة، التي تشترك فيها السعودية مع الكويت، بمقدار 14 ألف برميل يوميًا إلى 127 ألف برميل يوميًا، الشهر الماضي، على الرغم من أن بعض صادرات مايو يمكن أن تكون من إنتاج أشهر سابقة.
واستمر معدّل الامتثال المنخفض في العراق ونيجيريا، حيث حقّقتا 52 و60 بالمئة فقط من المستهدف على التوالي. ونفّذت بغداد تخفيضات في الحقول الجنوبية التي تديرها شركات نفط حكومية ودولية، الشهر الماضي، لكن لم تكن هناك مساهمة ذات مغزى من المنطقة الكردية شبه المستقلّة في الشمال.
ويُقدّر أرغوس أن إنتاج نيجيريا كان أكثر بنحو 170 ألف برميل يوميًا عن المستهدف في مايو، بما يتماشى إلى حدّ كبير مع أرقام وزارة النفط. لكن الوزارة قالت، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن الإنتاج الحالي لنيجيريا أقلّ بكثير من حصّتها، وهذا "سيترجم إلى الامتثال الكامل بحلول نهاية يونيو".
فيما كانت الغابون الأسوأ التزامًا داخل أوبك وخارجها، إذ زاد انتاجها عن المستهدف بنحو 50 ألف برميل يوميًا في مايو، مع حفاظها على معدّل إنتاج يبلغ 190 ألف برميل يوميًا، بينما كان من المقرّر أن تخفض الإنتاج إلى 140 ألف برميل، وبذلك فإن معدّل امتثالها بلغ "سالب" 7 بالمئة، وفقًا لحسابات "أرغوس".
وجاءت كازاخستان الأقلّ التزامًا بنظام الحصص من جانب الدول غير الأعضاء في أوبك، حيث حقّقت 63% فقط من تعهّدات خفض الإنتاج... لكن الأمر تعادل نتيجة الأداء القويّ من المشاركين الآخرين من خارج أوبك، ولا سيّما روسيا. وكانت موسكو بطيئة في خفض الإنتاج في بداية الاتّفاقات السابقة، لكنّها خفضت الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًا الشهر الماضي، مقارنةً بشهر أبريل، بزيادة تبلغ فقط 100 ألف برميل فوق حصّتها المقرّرة في مايو، البالغة 8.5 مليون برميل يوميًا.
وبحسب البيانات، كانت المكسيك -التي اعترضت بقوّة على التخفيضات الأعمق خلال مناقشات أوبك+ المطوّلة في أبريل- متوافقة مع 135 بالمئة مع تعهّدها بخفض 100 ألف برميل يوميًا.
وستقوم أوبك وأوبك+ بعقد اجتماعات عبر الإنترنت، غدًا السبت، لمناقشة ضبط الإنتاج. وستتركّز المناقشات حول ما إذا كان سيجري تمديد خفض 9.7 مليون برميل يوميًا إلى ما بعد يونيو، أو الالتزام بالخطّة الأصلية لتعديل المعدّل إلى 7.7 مليون برميل يوميًا في النصف الثاني من العام. وتدعم السعودية وروسيا تمديد الخفض المعمّق شهرًا واحدًا، وفقًا لمصادر في أوبك.. لكن المصادر أوضحت أن الدول التي أفرطت في إنتاجها في مايو، سيُطلب منها الالتزام بالمضيّ قدمًا، والموافقة على "آليّة تعويض" غير محدّدة حتّى الآن.