الغموض يحاصر موعد اجتماع "أوبك+"
تعويض امتثال "غير الملتزمين" نقطة حسم
- نوفاك يتوقع تحول الأسواق نحو العجز في يوليو
قال ثلاثة مصادر في أوبك+ لرويترز، اليوم الخميس، إن منتجي النفط بالمجموعة قد يعقدون اجتماعًا وزاريًا افتراضيًا هذا الأسبوع، إذا وافق العراق وغيره من الأعضاء الذين لم يلتزموا بالكامل بخفض إمدادات الخام، على تعزيز امتثالهم.
وما زالت منظّمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، فيما يُعرف باسم مجموعة أوبك+، يبحثون موعد عقد اجتماعهم الوزاري الافتراضي، لبحث تمديد محتمل لتخفيضات الإنتاج.
وعرقلت مناقشات بشأن مستوى الالتزام الضعيف لبعض الدول، في مايو / أيّار اقتراحًا من الجزائر -وهي الرئيس الحالي لأوبك- بعقد اجتماع اليوم الخميس. وقال مصدر: "هناك مناقشات بين الوزراء بشان إمكان تعويض الامتثال الضعيف الخاصّ بشهر مايو في يونيو / حزيران ويوليو / تمّوز".
وأضافت المصادر، إنّه قد تُقرَّر الدعوة لعقد اجتماع وزاري مع مهلة قصيرة، هذا الأسبوع، إذا كان هناك اتّفاق.
ومن جانبه، قال الكرملين، اليوم الخميس، إن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، على اتّصال مستمرّ مع وزراء بقيّة دول أوبك+، لكنّه لم يؤكّد موعد اجتماع مرتقب لمناقشة تخفيضات إنتاج النفط.
وقال ديمتري بيسكوف -المتحدّث باسم الكرملين-، إن الرئيس فلاديمير بوتين لا يعتزم التحدّث مع نظيره الأميركي دونالد ترمب أو رؤساء دول آخرين بشأن الأمر، لكنّه أشار إلى استقرار أسواق النفط في الأسابيع الأخيرة.
في غضون ذلك، ذكرت وكالة إنترفاكس الروسيّة للأنباء، إن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، قال اليوم الخميس، إن سوق النفط العالمية قد تواجه عجزًا يتراوح بين ثلاثة وخمسة ملايين برميل يوميًا في يوليو، اعتمادًا على اتّفاق سيتوصّل إليه منتجو أوبك+.
واتّفقت مجموعة أوبك+ لمنتجي النفط على خفض الإنتاج عشرة ملايين برميل يوميًا -تقريبًا- في مايو ويونيو، لدعم أسعار الخام العالمية. وتناقش المجموعة ما إذا كانت ستواصل التخفيضات بعد يونيو بنفس الوتيرة.
وفي مقابلة نشرتها إنترفاكس، قال نوفاك، إن السوق على مسار التعافي، عقب تراجع كبير في الطلب، ناجم عن تبعات أزمة فيروس كورونا. وأضاف، إن الطلب العالمي على النفط انخفض بما يتراوح بين 25 و28 مليون برميل يوميًا في أبريل / نيسان، وهبط بمقدار 21 مليون برميل يوميًا في مايو.
وأبلغ نوفاك إنترفاكس، إنّه بفضل تخفيضات إنتاج أوبك+، البالغة قرابة عشرة ملايين برميل يوميًا، والتقليص "الذاتي" من جانب منتجين آخرين، والذي تراوح بين 3.5 وأربعة ملايين برميل يوميًا، فإن الخلل في التوازن بين العرض والطلب انكمش إلى سبعة ملايين برميل يوميًا.
ونقلت الوكالة عن نوفاك، قوله: "ملء المخزونات، الذي كان يتمّ بوتيرة مرتفعة في أبريل، انخفض بشكل كبير، والسوق باتت أفضل كثيرًا". كما قال، إنّنا "نشهد" المزيد من النموّ في الطلب، ومن المتوقّع أن تصل السوق إلى التوازن بين العرض والطلب هذا الشهر.
وقال نوفاك: "وبالفعل في يوليو، ومع الوضع في الاعتبار نموّ الطلب، والاتّفاق (على خفض إنتاج النفط)، سنرى عجزًا في السوق... حجم العجز يتوقّف على معايير الاتّفاق في يوليو، أستطيع أن أطرح أرقامًا بين ثلاثة وخمسة ملايين برميل يوميًا".
وأضاف، إنّه لا يتوقّع أن تتّخذ الولايات المتّحدة قرارًا رسميًا بشأن تخفيضات إنتاج النفط، وقال، إن موسكو تظلّ في نقاش مع واشنطن بشأن الوضع في سوق الخام.
- الأسواق تترقّب الحسم:
وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط، اليوم الخميس، متخلّيةً عن مكاسب حقّقتها في الجلسة السابقة، بسبب مخاوف بشأن ما إذا كان منتجون كبار للخام سيتمكّنون من التوصّل لاتّفاق تمديد خفض الإنتاج، وهو ما تفاقم بفعل قلق إزاء زيادة كبيرة في مخزونات نواتج التقطير الأميركية.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 52 سنتًا، أو 1.31 بالمئة، إلى 39.27 دولارًا للبرميل، بحلول الساعة 0938 بتوقيت غرينتش. بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 73 سنتًا، ما يعادل 1.96 بالمئة، إلى 36.62 دولارًا للبرميل.
وتترقّب الأسواق حسم مجموعة "أوبك+" لموضع تمديد الخفض المعمّق، خلال اجتماعها الذي لا يُعرف -حتّى الآن- موعده النهائي، نظرًا لاشتراط المجموعة امتثال المنتجين غير الملتزمين للمضيّ قدمًا. وقال لاخلان شو -مدير أبحاث السلع الأوّلية في بنك أستراليا الوطني-: "نظرت السوق إلى ذلك، وقالت، إن الأمر يزداد تعقيدًا للتوصّل لذلك الاتّفاق".
وأضاف، إن ذلك قد يعني ضمنًا أن أوبك+ ستعود لما اتّفقت عليه في أبريل، وهو تخفيف الخفض إلى 7.7 مليون برميل يوميًا، بدءًا من يوليو.
وإضافة لذلك، لا تعتزم السعودية ودول خليجية أخرى منتجة للنفط، مثل الكويت والإمارات، تمديد خفض طوعي إضافي في الإنتاج، بمقدار 1.18 مليون برميل يوميًا بعد يونيو، بما يعني أن إمدادات الخام ستزيد على أيّ حال، الشهر المقبل، بغضّ النظر عمّا تقرّره أوبك+.
وقال مايكل مكارثي -كبير الخبراء الإستراتيجيين في سي.إم.سي ماركتس-، إن الزيادة الكبيرة في مخزونات نواتج التقطير في الولايات المتّحدة -أكبر مستهلك للنفط في العالم- يضغط أيضًا على الأسعار.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس الأربعاء، أن مخزونات البنزين في الولايات المتّحدة زادت 2.8 مليون برميل الأسبوع الماضي، بما يقارب ثلاثة أضعاف ما توقّعه المحلّلون، كما زادت مخزونات نواتج التقطير 9.9 مليون برميل، بما يعادل نحو أربعة أمثال المتوقّع تقريبًا.