العراق لم يلتزم بتخفيضات أوبك+ في مايو
وزارة النفط العراقية تتعهّد بتخفيضات أكبر بعد معالجة قضايا تقنيّة
تجاوزت صادرات العراق النفطية على مستوى البلاد حصّة التخفيض لشهر مايو، وفق الاتّفاق الذي توصّل إليه تحالف أوبك+ في أبريل/نيسان الماضي، ما دفع القائم بأعمال وزير النفط العراقي، علي علاوي، إلى التعهّد بمزيد من التخفيضات، وفقًا لما ذكره موقع "تقرير النفط العراقي" المعني بأخبار وبيانات وتحليلات النفط.
يأتي ذلك وسط توقّعات بأن يناقش تحالف أوبك+ تمديد تخفيضات النفط المتّفق عليها في مايو / أيّار، ويونيو / حزيران، لمدّة شهر أو شهرين آخرين، في الاجتماع المزمع عقده عن طريق آليّة الفيديو كونفرنس، هذا الأسبوع، حسبما أفادت وكالة أرغوس ميديا، المعنيّة بأسواق النفط.
وقال علاوي -وزير الماليّة والقائم بأعمال وزير النفط- في تغريدة على موقع تويتر الإلكتروني، في وقت متأخّر من مساء أمس الثلاثاء: "بالرغم من القيود والتحدّيات الماليّة الشديدة التي يواجهها العراق، فإنّنا نعالج القضايا التقنيّة التي ستسمح لنا بتخفيض إنتاج النفط بشكل أكبر".
وأضاف علاوي: "ما زلنا ملتزمين باتّفاق أوبك+، والقيام بدورنا نحو ضمان سوق طاقة عالمية مستقرّة وآمنة."
وفي أبريل/نيسان الماضي، توصّلت أوبك+ إلى اتّفاق بتخفيض إمدادات النفط لمدّة عامين، بهدف ضبط أسواق النفط، الذي انهارت أسعاره جراء تراجع الطلب في تفشّي جائحة فيروس كورونا المستجدّ..قضى الاتّفاق بتخفيض الإنتاج بنحو 9.7 مليون برميل يوميًا خلال شهري مايو ويونيو، على أن يجري تخفيض ما إجماليه 7.7 مليون برميل يوميًا في النصف الثاني من العام.
مليون برميل يوميًا
وبعد الاتّفاق، أكّد العراق التزامه بتنفيذ الاتّفاق، متعهّدًا بخفض إنتاجه مليون برميل يوميًا، أو واحدًا بالمئة من الإمدادات العالمية، وهي النسبة التي قال موقع "تقرير النفط العراقي"، إنّه لم يلتزم بها.
وتحسّنت إيرادات النفط العراقي الخام بأقلّ من الضعف خلال شهر مايو/أيّار، بحسب ما أعلنت وزارة النفط العراقية في بيان، الإثنين.
والعراق هو ثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظّمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك)، ويصدّر عادة قرابة 3,5 مليون برميل يوميًا. وتعتمد على عائدات النفط أكثر من 90% من موازنة الدولة، التي بلغت 112 مليار دولار في 2019.
وأعلن المتحدّث باسم وزارة النفط العراقية، عاصم جهاد، مؤخّرًا أن متوسّط صادرات النفط الخام العراقية لشهر مايو/أيّار الماضي بلغ 3 ملايين و212 ألف برميل يوميًا.
وقال جهاد في بيان صحفي: "إن الصادرات النفطية عبر موانيء البصرة شمالي الخليج وجيهان التركي، حقّقت إيرادات ماليّة تجاوزت مليارين و91 مليون دولار".
وفي أبريل/نيسان الماضي، انخفضت إيرادات العراق من النفط إلى 1,4 مليار دولار، أي أقلّ بخمسة أضعاف عمّا كانت عليه قبل عام لحجم الإنتاج نفسه، وذلك جراء تدهور أسعار الخام عالميًا، وسط تفشّي جائحة كوفيد-19.
وفي بداية مايو/أيّار 2019، أعلنت بغداد عن تحقيق إيرادات بنحو سبعة مليارات دولار، مقابل تصدير 104 مليون برميل.
وبلغ مجموع الكمّيات المصدّرة من النفط الخام لشهر مارس/آذار الماضي نحو 105 ملايين برميل، بإيرادات 2,99 مليار دولار. وكان العراق قد حقّق في فبراير/شباط إيرادات بـ5,5 مليارات دولار، مقابل بيع 98 مليون برميل فقط.
وتأتي هذه الأزمة مع انهيار أسعار النفط إلى أدنى معدّل لها.
وبين انخفاض أسعار الخام ووباء كوفيد-19، يقف العراق على حافّة كارثة ماليّة، قد تدفعه إلى تدابير تقشّفية، منها قطع رواتب موظّفي الدولة.
ولا يزال العراق يعتمد في مسوّدة موازنته للعام 2020 -التي لم يجرِ التصويت عليها بعد- على سعر متوقّع للنفط قدره 56 دولارًا للبرميل.
اجتماع أوبك+
ويأتي تجاوز العراق حصّة التخفيضات، في الوقت الذي تتّجه فيه الأنظار إلى اجتماع + المقبل، على أمل التوصّل إلى قرارات تحقّق التوازن في أسواق النفط.
وارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء، وتخطّى خام القياس العالمي برنت 40 دولارًا للبرميل، لأوّل مرّة في مارس/ آذار، بفضل تنامي التفاؤل بشأن تمديد منتجين رئيسيّين تخفيضات للإنتاج، وأن يعزّز التعافي من جائحة كورونا الطلب على الوقود.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس/ آب 78 سنتًا، أو اثنين بالمئة إلى 40.35 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 0636 بتوقيت غرينتش. وكان العقد قد صعد إلى 40.53 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ السادس من مارس/ آذار، بعدما كسب 3.3% يوم الثلاثاء.
وربح خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.06 دولارًا، ما يعادل 2.9% إلى 37.87 دولارًا للبرميل، وكان قد بلغ 38.18 دولارًا للبرميل، وهو أيضًا أعلى مستوى منذ السادس من مارس/ آذار. وأنهى العقد الجلسة السابقة مرتفعًا 3.9%.
وسجّل الخامان القياسيان ارتفاعًا حادًّا في الأسابيع الأخيرة من مستوياتهما المتدنّية في أبريل/ نيسان، بفضل استمرار التعافي في الصين، التي انطلق منها التفشّي الفيروسي، بينما تستأنف اقتصادات أخرى نشاطها ببطء بعد إجراءات عزل لاحتواء الجائحة.
وقالت مصادر لرويترز، إن منظّمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) ومنتجين كبارًا، من بينهم روسيا، فيما يُعرف بمجموعة أوبك+، قد يمدّدون تخفيضات إنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميًا، أو نحو عشرة بالمئة من الإنتاج العالمي لشهري يوليو/ تمّوز، وأغسطس/ آب.
وقال أفتار ساندو -مدير السلع الأوّلية لدى فيليب فيوتشرز-: "يتوقّع المتعاملون أن يتّفق المنتجون الكبار للخام على تمديد التخفيضات الكبيرة لدعم الأسعار".
ولكن لا يزال هناك قدر كبير من الضبابية، إذ لم يجرِ تحديد موعد الاجتماع بعد، ويطالب بعضهم بأن يُعقد الأسبوع الجاري.