أوبك نفّذت نحو 75% من خفض قياسي لإنتاج النفط في مايو
الإنتاج الأدنى منذ 2002 والسعودية على قمّة الملتزمين
أظهر مسح لرويترز، أن إنتاج أوبك بلغ أدنى مستوى في عقدين في مايو / أيّار، إذ بدأت السعودية وأعضاء آخرون في المنظّمة، تنفيذ خفض قياسي للإنتاج، على الرغم من أن نيجيريا والعراق تعثّرتا في تنفيذ حصّتيهما من التخفيضات.
وفي المتوسّط، خلص المسح إلى أن أعضاء منظّمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) -البالغ عددهم 13- قاموا بضخّ 24.77 مليون برميل يوميًا هذا الشهر، بانخفاض 5.91 مليون برميل يوميًا، مقارنةً مع رقم مُعدّل في أبريل / نيسان الماضي.
واتّفقت أوبك وحلفاؤها، الشهر الماضي، على خفض الإنتاج، لتعويض انخفاض في الطلب والأسعار، ناجم عن أزمة فيروس كورونا. وساعد تخفيف إجراءات العزل العامّ الحكومية وانخفاض المعروض أسعار النفط على أن ترتفع لأكثر من مثليها، مقارنةً مع أدنى مستوى في 21 عامًا، عند ما يقلّ عن 16 دولارًا للبرميل في أبريل.
وقال دانيال غيربر -الرئيس التنفيذي لبترو لوجيستيكس، والتي تقيّم إمدادات أوبك عبر تتبّع شحنات الناقلات- لرويترز: "أوبك حقّقت بداية قويّة في مايو مع أحدث خفض لإنتاجها، بخفض الإمدادات خمسة ملايين برميل يوميًا، مقارنةً مع أبريل"، بحسب رويترز. لكنّه أضاف أن "الامتثال أبعد ما يكون عن المثالي. مع أقلّ من أربعة أسابيع بين تبنّي وبدء الاتّفاق، التزمت عدّة دول بالفعل بأحجام للمشترين، ولم تتمكّن من خفض الإمدادات إلى المستويات المتّفق عليها".
واتّفقت أوبك وحلفاؤها، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، على خفض الإمدادات بقدر قياسي 9.7 مليون برميل يوميًا، بدءًا من أوّل مايو. وتبلغ حصّة أوبك 6.084 مليون برميل يوميًا. وخلص المسح إلى أنه منذ بداية مايو، فإن أوبك خفضت 4.48 مليون برميل يوميًا من الخفض المتعهّد به، بما يعادل امتثالًا بنسبة 74 بالمئة.
*الأدنى منذ 2002
تُظهر سجلّات مسح رويترز أن إنتاج أوبك في مايو سيكون الأدنى منذ 2002، باستثناء تغييرات العضوية منذ ذلك الحين. وجاء الانخفاض الأكبر من السعودية، التي ضخّت النفط بمعدّل قياسي بلغ 11.7 مليون برميل يوميًا في أبريل. ومن المتوقّع أن يواصل الإنتاج السعودي الانخفاض في يونيو.
كما قلّصت الإمارات والكويت الإنتاج بقوّة، وفقًا لما قالته مصادر في المسح. وكان البلَدان يضخّان النفط بمعدّل قياسي في أبريل.
وخفض العراق -الذي تعثّر في تنفيذ التخفيضات في 2019- الإنتاج وفقًا للمسح، عقب تراجع الصادرات من جنوب البلاد، على الرغم من أن معدّل امتثاله البالغ 33 بالمئة، يقلّ كثيرًا عن معدّل التزام أعضاء أوبك الخليجيّين.
وكشف المسح أن نيجيريا -التي تتعثّر في الأداء أيضًا- نفّذت 19 بالمئة فقط من خفض الإنتاج المتعهّد به. وقلّصت فنزويلا وإيران الإنتاج في مايو، بينما استقرّت إمدادات ليبيا. والدول الثلاث معفاة من التخفيضات الطوعية، بسبب عقوبات أميركية أو مشكلات داخلية تكبح الإنتاج.
وتشهد إيران انخفاضًا في استهلاك الوقود، بسبب تفشّي فيروس كورونا، ممّا فاقم أثر العقوبات على الإمدادات. وسجلت فنزويلا -التي تكافح كلًّا من العقوبات الأميركية وانخفاض طويل الأمد في الإنتاج- انخفاضًا آخر في الصادرات.
وانخفض إنتاج النفط في ليبيا منذ 18 يناير / كانون الثاني، بسبب إغلاق موانئ وحقول من جانب مجموعات موالية للقائد العسكري، خليفة حفتر، المتمركز في شرق ليبيا. وخلص المسح إلى أن إنتاج ليبيا بلغ في المتوسّط 100 ألف برميل يوميًا في مايو.
ويستهدف المسح رصد المعروض الذي تتلقّاه السوق، ويقوم على بيانات الشحن المقدّمة من مصادر خارجية، وبيانات تدفّقات رفينيتيف أيكون، ومعلومات من شركات تتبّع الناقلات، مثل بترو-لوجيستيكس وكيبلر، ومعلومات تقدّمها مصادر في شركات النفط وأوبك، وشركات استشارية.