على خلاف التوقّعات... المصافي الأميركية تستقبل المزيد من النفط السعودي
تأخيرات طفيفة في تفريغ أسطول الناقلات السعودية رغم ارتباك الموانئ
- مسؤول بارز يدحض رواية أن وقف الواردات يدعم الصناعة المحلية
من أصل 16 ناقلة نفط عملاقة وصلت إلى ساحل الخليج الأميركي محمّلة بالخام السعودي، أكملت 11 منها تفريغ حملتها هذا الشهر. ورغم الازدحام البالغ المتوقّع في الموانئ الأميركية، إلّا أن ناقلة واحدة فقط تحمل اسم "ماران كانوبس" تأخّرت عن موعدها، فيما تقوم الناقلات العملاقة الأربع الباقية بتفريغ شحنتها حاليًا، وفقًا لتقرير "أرغوس ميديا".
واستأجرت شركة الشحن البحري السعودية (البحري) الناقلات سعة 2 مليون برميل في أوائل مارس / آذار الماضي، بعد أيّام من انهيار اتّفاق خفض الإنتاج بين بين أوبك وحلفائها، ممّا أدّى إلى اندلاع حرب حصص دفعت -لاحقًا- أسعار عقود النفط الآجلة إلى منطقة سلبية لفترة وجيزة في 20 أبريل الماضي.
ولا تزال خمس ناقلات أخرى في طريقها إلى الولايات المتّحدة، أربع منها متّجهة إلى ساحل الخليج الأميركي، وواحدة تعبر المحيط الهادئ إلى الساحل الغربي للولايات المتّحدة، وفقًا لبيانات تعقّب السفن.
ويأتي تفريغ شحنات الخام السعودي، على الرغم من احتجاجات أعضاء مجلس الشيوخ، وعلى رأسهم السيناتور كيفين كرامر (ولاية نورث داكوتا)، والسيناتور تيد كروز (ولاية تكساس)، وغيرهما من المشرّعين الذين يمثّلون الولايات الأميركية المنتجة للنفط، والذين رأوا في الشحنات محاولة لخفض أسعار النفط وإلحاق الضرر بمنتجي الصخر الزيتي في الولايات المتّحدة. وطالب أعضاء في مجلس الشيوخ، الشهر الماضي، البيت الأبيض، بمنع أو فرض تعريفات على الشحنات، لكن الإدارة الأميركية لم تأخذ الأمر على محمل الجدّية، خاصّةً في ظلّ الضغط من أصحاب المصافي الأميركية.
وقال تشيت طومسون -رئيس مجموعة "أميركان فيول آند بتروليوم مانيوفاكتشرز"-: إن "هناك عددًا لا بأس به من مصافي التكرير التي تعمل على النفط الحامض الذي لا يمكن الحصول عليه بشكل دائم من مصادر محلّية"، داحضًا بذلك ما يستند إليه المنادون بتقييد استيراد الخام الأجنبي، من أن ذلك يدعم ازدهار النشاط الاقتصادي المحلّي لصناعة النفط.
ويقول معهد البترول الأميركي -الذي يمثّل منتجي النفط والغاز-، إنّه يعارض فرض رسوم جمركية على واردات النفط، لأن ذلك قد يؤدّي إلى إجراءات انتقامية. ويقول رئيس المعهد، مايك سومرز: "لا يصحّ أن نفعل شيئًا بهدف مساعدة المنتجين الأميركيّين، لكن سيكون له عواقب وخيمة في النهاية".
ومن بين الـ23 مليون برميل من الخام السعودي المفرغ، ذهب 12.4 مليون برميل إلى ميناء لويزيانا البحري، وفقًا لبيانات شركة "فورتكسا" لتحليل النفط. وميناء لويزيانا هو المنفذ الوحيد في خليج المكسيك الذي يمكنه استيعاب الناقلات العملاقة محمّلة بالكامل. وقد جرى نقل ما تبقّى من النفط الخام المفرغ إلى ناقلات أصغر، توجّهت للتفريغ في محطّات على طول الساحل الأميركي.
أمّا محطّة "موتيفا أويلتانكينغ"، المملوكة لأرامكو السعودية، والتي تقع في بورت نيشيس في تكساس، فقد تلقّت ثاني أكبر كمّية، وهي 2.9 مليون برميل. تلاها "ماراثون غالفستون باي" في تكساس سيتي، والذي تلقّى 1.6 مليون برميل، ثمّ "سونزكو لوجيستيكس نيدرلاند" في بومونت بولاية تكساس أيضًا، والذي تلقّى 1.5 مليون برميل، وفقا لـ"أرغوس ميديا".