أسواق النفط تتراجع مع استمرار مخاوف العرض والطلب
تراجعت أسعار النفط، اليوم الخميس إذ محت المخاوف حيال العرض والطلب العالمي مكاسب مبكّرة من زيادة في أسعار البيع الرسمية للخام السعودي، وصعود مفاجئ للصادرات الصينية الشهر الماضي.
وانخفضت العقود الآجلة لبرنت 26 سنتًا، بما يعادل 0.9 بالمئة، ليتحدّد سعر التسوية عند 29.46 دولارًا للبرميل، في حين فقد الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 44 سنتًا أو 1.8 بالمئة، ليغلق على 23.55 دولارًا للبرميل.
وفي وقت سابق من اليوم، كان برنت مرتفعًا أكثر من خمسة بالمئة، وغرب تكساس أكثر من عشرة بالمئة. وعلى مدار الأسبوع، صعد برنت حوالي 11 بالمئة، وغرب تكساس نحو 18 بالمئة.
وحقّق الخامان مكاسب قويّة هذا الأسبوع، مع تخفيف الدول إجراءات الغلق الشامل المرتبطة بفيروس كورونا، في حين انتعش الطلب على الوقود انتعاشًا متواضعًا. يتزامن ذلك أيضًا مع انخفاض إنتاج النفط العالمي بما يقلّص تخمة المعروض.
وقال جون كيلدوف -الشريك لدى أجين كابيتال في نيويورك-: "مازلنا في سوق متقلّبة، وهذا التراجع للسعر لا يدهشني. أعتقد أنّه كان هناك بعض البيع لجني الأرباح". وأضاف، إن خبر سعر النفط "السعودي كان داعمًا في بداية اليوم، لكن مازالت لدينا رياح معاكسة لا يستهان بها على صعيد الاقتصاد والطلب والمخزون".
وصباح اليوم، دعم الأسواق تقارير أشارت إلى انتعاش واردات الصين من النفط الخام في أبريل / نيسان، مقارنةً مع مستواها قبل شهر، إذ كثّفت شركات التكرير الإنتاج في ظلّ تعافٍ للطلب على الوقود، مع تراجع تأثير تفشّي فيروس كورونا، فيما انهارت أسعار الخام بسبب تراجع الاستهلاك في أماكن أخرى.
وأفادت حسابات لرويترز، بناء على بيان صادر عن الإدارة العامّة للجمارك، اليوم الخميس، أن واردات النفط الخام بلغت نحو 42.82 مليون طنّ الشهر الماضي، ما يعادل 10.42 مليون برميل يوميًا.
ويزيد ذلك عن 9.68 مليون برميل يوميًا، استوردتها بكّين في مارس / آذار، لكنّه يقلّ قليلًا عن 10.64 مليون برميل يوميًا في أبريل 2019. وبلغت الواردات خلال أوّل أربعة أشهر من العام 170 مليون طنّ، أو 10.26 مليون برميل يوميًا بارتفاع 1.7 بالمئة، مقارنةً مع نفس الفترة قبل عام.
وترفع مصافي النفط معدّلات تكرير النفط الخام، مدعومة باستئناف أنشطة الأعمال، وإلغاء قيود على السفر داخل البلاد. ويتوقّع محلّلون أن ينتعش طلب الصين على الوقود في الربع الثاني من العام، مقارنةً مع الأشهر الثلاثة الأولى، ليماثل مستوياته المسجّلة قبل عام.