تقارير النفطرئيسيةسلايدر الرئيسيةنفط

هل يبدد كورونا حلم الصين النفطي؟

أكبر ثلاث شركات حكومية تخفض الإنفاق 19 مليار دولار

اقرأ في هذا المقال

  • بتروتشاينا تقلص إنفاقها الرأسمالي 32 % وكنوك 11 %
  • ريتساد إنرجي: الصين تحتاج 41 دولار للبرميل لتحقيق سعر التعادل

بالرغم من الاهتمام الذي يوليه الرئيس الصيني شي جين بينغ لصناعة النفط وأوامره بتعظيم إنتاج النفط والغاز، فإن قطاع الطاقة يقف في الوقت الراهن عاجزا أمام تنفيذ هذه الأوامر، وينحني أمام واقع جديد مؤلم ليس في الصين وحدها وإنما في مختلف أرجاء العالم، وهو انهيار أسواق النفط جراء تفشي فيروس كورنا المستجد وتداعياته المدمرة على صناعة النفط.

ستخفض أكبر ثلاث شركات حكومية إنفاقها الرأسمالي خلال عام 2020 بإجمالي 19 مليار دولار أميركي، حيث يتصدر عملاق الطاقة الصينية (شركة بتروتشاينا) هذه التخفيضات بتقليص الإنفاق بنسبة 32٪، وفقا لما ذكرته وكالة بلومبرغ.

التخفيضات في النفقات الرأسمالية التي جاءت في ضوء نتائج الربع الأول المخيبة للآمال، من بين الخطوات الجذرية التي تتخذها الشركات الصينية للتغلب على انهيار أسعار النفط بسبب تراجع الطلب على النفط عالميا جراء تدابير مكافحة كورونا التي شلت الحياة اليومية لسكان الكرة الأرضية وسددت طعنة قوية للاقتصاد العالمي.

ورغم الاتّفاق التاريخي لأوبك+ على تخفيض إنتاج النفط، بنحو 9.7 مليون برميل يوميًا، إلّا أن تخمة المعروض ستقف عائقًا أمام تحرّك الأسعار في اتّجاه الصعود. وتشير بعض التقديرات إلى أن تراجع الطلب بلغ 35 مليون برميل يوميًا، أو ما يقرب من 35 ٪ من الاستهلاك العالمي.

تأتي هذه الخطوات المؤلمة أيضًا بعد عام واحد من قيام الشركات الحكومية الصينية بتعزيز الإنفاق الرأسمالي لتنفيذ توجيهات وأوامر الرئيس شي لمواجهة انخفاض إنتاج النفط الذي زاد اعتماد البلاد على واردات النفط.

وقالت (كنوك)، أكبر شركة صينية لإنتاج النفط البحري في بيان "في ظل البيئة الحالية لأسعار النفط المنخفضة، قامت الشركة بتعديل استراتيجيتها التشغيلية على الفور، واتخذت قرارات استثمارية أكثر حكمة لضمان تنميتها المستدامة على المدى الطويل".

وارتفعت أسهم بتروتشاينا في شنغهاي الخميس بنسبة 1.8٪ قبل أن تغلق على 1.4٪. وصعد سهم شركة سينوبك 0.5٪. ولم يجر تداول أسهمها المدرجة في هونج كونج ، وكذلك كنوك، حيث عطلة أسواق المال.

ووفقًا لشركة ريستاد إنرجي لاستشارات وبحوث الطاقة ، فإن شركات التنقيب في الصين حساسة بشكل خاص لانخفاض الأسعار لأن حقولها قديمة وتتطلب المزيد من العمل للحفاظ على الإنتاج.

وتشير تقديرات ريستاد إنرجي إلى أن البلاد تحتاج إلى سعر 41 دولارًا للبرميل لتحقيق نقطة التعادل (تساوي التكلفة مع الإيرادات)، مقارنة بـ 13 دولارًا للسعودية و 11 دولارًا للعراق. ويحوم خام القياس العالمي برنت، فوق 24 دولارًا للبرميل.

تخفيضات الإنفاق

قالت بتروتشاينا إنها تخطط لخفض النفقات الرأسمالية هذا العام إلى 200 مليار يوان (28 مليار دولار)، من 295 مليار يوان تمت الموافقة عليها أوائل العام الجاري، وفقًا لمذكرة بحثية لمؤسسة (سانفورد سي بيرنشتاين وشركاه).

وأضافت بيرنشتاين أن سينوبك ستخفض إنفاقها الرأسمالي بما يتراوح بين 20و25٪ إلى (108 - 115 مليار يوان).

وقالت كنوك إنها تستهدف أن يتراوح إنفاقها الرأسمالي بين 75 مليار و 85 مليار يوان هذا العام، بانخفاض نستبه 11٪ تقريبًا عن توقعات سابقة (85 مليار- 95 مليار يوان). كما خفضت هدف الإنتاج إلى (505 - 515 مليون برميل) من مكافئ النفط في عام 2020، مقارنة بهدفها السابق (520 - 530 مليون) برميل.

وفقًا لتقرير أرباح الشركة، ستشمل تخفيضات كنوك بشكل أساسي المشروعات الدولية، لكنها ستقلل الإنفاق والإنتاج أيضا داخل الصين.

وقال المدير المالي للشركة (شيه ويشي) في مؤتمر عبر الهاتف، إن الأهداف المحددة لتخفيضات كنوك تشمل رمال النفط الكندية والنفط الصخري في أميركا الشمالية.

وأشار شيه إلى أن الشركة ستراجع أيضا عدد العاملين في مشروعات الرمال النفطية، حيث تدير مرفق لونغ ليك في ألبرتا، الذي تنتج 72000 برميل من البيتومين يوميًا، كجزء من صفقة شرائها لشركة نيكسن عام 2012.

قالت مؤسسة سيتي غروب نقلا عن مسؤولين إن بتروتشاينا تهدف إلى الحفاظ على إنتاج مستقر للنفط وزيادة إنتاج الغاز بنسبة 5٪ هذا العام، بالرغم من أنها تحدد هدف خفض التكلفة بنسبة 30٪ لكل قسم من أقسامها التجارية، وكذلك تخفيض مكافآت الإدارة إلى النصف.

أصبحت الصين أكبر مستورد للنفط في العالم عام 2017 وأكبر مشترٍ للغاز في العام المقبل. ودفع الاعتماد المتزايد على واردات الطاقة وبدء نزاع تجاري مع الولايات المتحدة الرئيس شي في أغسطس / آب 2018 إلى حث شركات الطاقة في البلاد على تعزيز الإنتاج المحلي.

إغلاق الحقول

خلال انهيار أسعار النفط عام 2016، بدأت شركة بتروتشاينا، أكبر شركة نفط في البلاد، إغلاق حقول رأت أنها ليست هناك جدوى اقتصادية. ثم انخفض الإنتاج من ذروة بلغت 4.3 مليون برميل يوميًا عام 2015، عندما كانت خامس أكبر منتج في العالم، إلى 3.8 مليون برميل 2018، لتتراجع إلى المرتبة الثامنة.

وتعد التخفيضات الحالية هي أول تخفيضات كبيرة من قبل صناعة النفط الحكومية الصينية هذا العام، وفقًا لبيانات جمعتها بلومبرغ.

يأتي ذلك فيما أوردت كايشين للأخبار الماليّة، أن الخسائر الإجمالية من منتج مهيكل للاستثمار في النفط الخام سوقه بنك الصين بين المستثمرين الأفراد، قد تتجاوز التسعة مليارات يوان (1.27 مليار دولار).

وقالت نقلًا عن مصادر مالية، إن أكثر من 60 ألف مستثمر شاركوا في البرنامج، فقدوا ودائع تصل إلى 4.2 مليار يوان. واستثمر ثلث الإجمالي أكثر من 50 ألف يوان لكلّ منهم.

يبيع بنك الصين “باو” النفط الخام إلى المستثمرين الأفراد، وهو يرتبط بعقود آجلة محلّية وأجنبية، من بينها غرب تكساس الوسيط وبرنت.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق