فيلم مايكل مور المناخي..عرض مستفزّ لقطاع الطاقة المتجدّدة
يشير إلى أن هناك نوايا حسنة ولكنّها مضلّلة
استغلّ المخرج الوثائقي، مايكل مور، الحائز على جائزة أوسكار، والكاتب والمخرج، جيف جيبس، الذكرى الخمسين ليوم الأرض، لمواجهة الحركة البيئية السائدة في "كوكب البشر"، وجرى بثّ فيلم على موقع يوتيوب، مع دفعة من الترويج من قبل ستيفن كولبير وآخرين، وبلغ عدد المشاهدين 1.17 مليون مشاهد حتّى يوم الخميس الماضي.
مور وجيبس يجادلان بأن ما يسمّى الغسيل الأخضر، يتجاوز عددًا قليلًا من العلامات التجارية التي تعلّق نفسها على الإجراءات البيئية لبيع السيّارات والشامبو واللحوم والمشروبات الغازية، وهي تشير إلى أن الكثير من الحركة الخضراء كما نعرفها، بما في ذلك المصارف التي تقدّم التمويل، تدفع مكوّنات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والسيّارات الكهربائية، التي تعتمد بشكل كبير على إزالة الغابات، والكهرباء المولّدة من الفحم والغاز الطبيعي.
يقول جيبس في الفيلم: "ما كنّا ندعوه بالطاقة الخضراء والمتجدّدة والحضارة الصناعية، هو شيء واحد، تدابير يائسة ليس لإنقاذ الكوكب، ولكن لإنقاذ طريقتنا في الحياة، مضيفًا، النهج الأفضل هو أن يكون الأشخاص الذين لديهم عدد أقلّ من الأطفال. "النموّ اللانهائي على كوكب محدود هو الانتحار"، بحسب ما قاله جيبس.
الهدف من الفيلم
يشير الفيلم إلى أن هناك نوايا حسنة، ولكنّها مضلّلة، على سبيل المثال، تقدّمت إدارة أوباما بحزمة تحفيز استلزمها الركود، شملت ما يقرب من مليار دولار لـ "الطاقة الخضراء". أوزي زينر -مؤلّف كتاب "الأوهام الخضراء" لعام 2012- يرافق جيبس في جولة في محطّات توليد الطاقة، ويوضّح أنه "وهم" أن مصادر الطاقة المتجدّدة "تحلّ محلّ الفحم، أو أيّ وقود أحفوري".
وقال مور: إنه شعر مرّة واحدة أن السيّارات الكهربائية التابعة لتسلا كانت فكرة جيّدة، ولكنّه لم يفكّر حقًّا في مصدر الكهرباء.
وتابع مور: افترضت أن الألواح الشمسية ستستمرّ إلى الأبد، ولم أكن أعرف ما الذي حدث لصنعها"، مثل الكوارتز في المكوّنات والوقود الأحفوري الذي يُدفّع التصنيع.
كيف أظهر الفيلم هذه الصناعة ؟
قال إريك ويسوف -محلّل الطاقة المتجدّدة، ومحرّر مجلّة PV-، إنه من الصعب أخذ الفيلم على محمل الجدّ في أيّ موضوع عندما يفشل الجزء الشمسي بدقّة، وعلى الرغم من أن الفيلم صدر في عام 2020، فإن صناعة الطاقة الشمسية التي يدرسها -سواء من خلال عدم الكفاءة أو الخداع- تشير إلى ما كانت عليه هذه الصناعة في عام 2009.
يقدّم الفيلم تقريرًا حول التركيب الشمسي في ميشيغان، مع تصنيف الألواح الكهروضوئية على أنّها" أقلّ بقليل من 8 % "من كفاءة التحويل".
وأوضح ويسوف: "من الصعب تحديد العلامة التجارية الخاصّة بالألواح في الفيلم، ولكن هذه الكفاءة تعود لعصر شمسي آخر"، ويسرد الفيلم محطّة إيفانبا للطاقة الشمسية الحرارية و SEGS، ومحطّة الطاقة الحرارية الشمسية الأصلية في داغيت، كاليفورنيا، لكنّه يفشل في التمييز بين الطاقة الشمسية الكهروضوئية، والطاقة الشمسية الحرارية.
وأضاف ويسوف، إنه جرى تجاهل انخفاض تكلفة الطاقة الشمسية، وميزتها السعرية المتزايدة بشكل مطّرد على الفحم والغاز الطبيعي، فضلًا عن المسار المماثل لتخزين البطّارية.
تركّز بعض ردود الفعل على حقيقة أن أيّ بقرة مقدّسة -بما في ذلك الحركة الخضراء- تحتاج إلى اهتزاز جيّد من وقت لآخر.
لماذا حدث هذا الأمر؟
يقول الكاتب في الجارديان، بيتر برادشو، في تقديره للفيلم الوثائقي، إن جيبس لديه عادة صفيقة فى العودة إلى الكواليس في المهرجانات الموسيقية التي تعلن رسميًا نفسها لاستخدام الطاقة المتجدّدة 100٪، فقط لتجد أن مجموعة من الألواح الشمسية خلف الخيمة كافية لتشغيل غيتار باس واحد".
جميع المهتمّين بالطاقة الخضراء الليبراليّين - بيل مكيبن ، آل غور ، فان جونز ، روبرت كينيدي - يتعرّضون للهجوم في هذا الفيلم، بوصفهم من كبار الكهنة والمهتمّين بالحركة البيئية.
وقال جيبس ومور لرويترز، إن عمليات الإغلاق الجماعي للتجارة، وتراجع السفر الجوّي، بسبب فيروس كورونا، أظهرت مدى سرعة استفادة الكوكب من التغيّر في الاستهلاك.
وقد أدّت عمليات الإغلاق هذه، ولدغتها الاقتصادية،-على الأقلّ مؤقّتًا- إلى خفض الانبعاثات وغيرها من التلوّث، وإزالة الأجواء فوق المدن الكبرى في الهند والولايات المتّحدة وأماكن أخرى.
روبرت برايس، الذي كتب عن إنرون وغيرها من قضايا الطاقة والبيئة، وجد بعض الثغرات، وقال: "جيبس"ينتقد مصادر الطاقة المتجدّدة، لكنّه لا يتطرّق لذكر أن الهيدروكربونات حاسمة لازدهار الإنسان، كما أنّه يتجاهل تمامًا الطاقة النووية، والحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أنه ستكون هناك حاجة إلى توسيع هائل للأسلحة النووية، إذا أردنا أن يكون لدينا أيّ أمل في الحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة".
غضب خبراء الحركة المناخية
شعر بعض خبراء الحركة المناخية بالغضب إزاء فكرة إضافة مور لقضيّة الاحتباس الحراري المعقّدة إلى مكتبة الأفلام الخاصّة به، والتي بدأت مع فحص عام 1989 لحزام الصدأ في مرحلة ما بعد الصناعة، في "روجر وأنا"، وشملت السيطرة على الأسلحة والرعاية الصحّية ومؤيّدي ترمب.
اختارت إميلي أتكين -الصحفية المعنية بالمناخ منذ فترة طويلة، ومبدعة النشرة الإخبارية الساخنة- عدم المشاهدة على الإطلاق.
وقالت: "ليس لأن الفيلم ينتقد الحركة البيئية، تعلمون جميعًا أنّني أحبّ انتقاد الحركة البيئية، والسبب في أنني لا أريد أن أشاهد الفيلم هو أنني تعبت من الاضطرار إلى قضاء ساعات مستهلكة، وفضح التقارير المناخية الفوضوية المثيرة للإعجاب، و تغيّر المناخ موضوع صعب للغاية، للتغطية، ويرجع ذلك -إلى حدّ كبير- لحملة التضليل المتطوّرة التي استمرّت 40 عامًا حول هذا الموضوع.