النفط يقفز مع بدء عمليات خفض إنتاج وتحرّك أميركي
توتّرات جيوسياسية ترفع الطلب
ارتفعت أسعار النفط اليوم الخميس، وسط مؤشّرات على أن المنتجين يخفضون الإنتاج لمواجهة انهيار الطلب، بفعل جائحة فيروس كورونا التي تعصف باقتصادات العالم، بينما تحرّكت ولاية أوكلاهوما الأميركية أيضًا لمساعدة شركات النفط على ضخّ كمّيات أقلّ. كما دعمت تقارير عن ارتفاع حدّة التوتّر الجيوسياسي بين الولايات المتّحدة وإيران لزيادة الطلب.
وحذّر محلّلون في تقرير لرويترز، من أن ارتفاع الأسعار قد يكون مؤقّتًا مع امتلاء صهاريج التخزين في أنحاء العالم، لكن الأسعار شهدت تعافيًا مع إعادة تقييم المستثمرين لمتانة الاقتصاد العالمي، في ظلّ حالة الطوارئ الصحّية العالمية.
وصعد خام برنت 1.84 دولارًا، أو 9.03 بالمئة، إلى 22.21 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 1002 بتوقيت غرينتش، بعدما ارتفع أكثر من خمسة بالمئة أمس الأربعاء.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.90 دولارًا، أو 13.79 بالمئة، إلى 15.68 دولارًا للبرميل، بعدما صعدت بمقدار الخُمس تقريبًا في الجلسة السابقة.
وهوَت العقود الآجلة للخام الأميركي إلى ما دون سالب 40 دولارًا، يوم الإثنين، جراء مخاوف من تضاؤل مساحة التخزين لدى المشترين.
وفي الولايات المتّحدة -أكبر منتج للنفط في العالم- قالت الجهة المسؤولة عن تنظيم قطاع الطاقة بولاية أوكلاهوما، إن بمقدور الشركات إغلاق الآبار دون أن تخسر عقود تأجيرها، في نصر مبدئي لمنتجي النفط الأميركيين الذين يواجهون مصاعب، ويسعون إلى انفراجة من انهيار السوق بعد قفزة في الإنتاج. وأوكلاهوما هي رابع أكبر ولاية إنتاجًا للنفط في الولايات المتّحدة.
ومع تهاوي استهلاك النفط، من المقرّر أن تبدأ منظّمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) وروسيا ومنتجون آخرون، في إطار مجموعة أوبك+، خفضًا قياسيًا للإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميًا، بدءًا من الأوّل من مايو / أيّار. وقال محلّلون، إن هذه التخفيضات قد تحتاج لتوسيع، لتتناسب مع انخفاض الطلب.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الأربعاء، إن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتّحدة ارتفعت الأسبوع الماضي، مع تعزيز المخزونات في أرجاء العالم.
وزادت مخزونات الخام بمقدار 15 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 17 أبريل / نيسان، لتصل إلى 518.6 مليون برميل، غير بعيدة عن أعلى مستوى لها على الإطلاق، البالغ 535 مليون برميل الذي سجّلته في عام 2017. ومن المتوقّع أن تستمرّ زيادة المخزونات نتيجة لتدهور الطلب الناجم عن الوباء، والاستجابة الحادّة من مصافي التكرير لخفض التشغيل.
وفي غضون ذلك، أدّى تصاعد التوتّر بين الولايات المتّحدة وإيران في الخليج -وهو ما طغى على انعكاسات انتشار فيروس كورونا المستجدّ، الذي يؤدّي إلى إضعاف الطلب ويغرق المنشآت بالمخزونات- إلى زيادة أسعار النفط.
وكان سعر برميل نفط غرب تكساس الوسيط تسليم يونيو / حزيران ارتفع بنسبة 19 بالمئة، الأربعاء، بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي هدّد "بتدمير" أيّ سفينة إيرانية تقترب بشكل خطير من سفن أميركية في الخليج، المنطقة الأساسية لنقل النفط. وتقول واشنطن، إن 11 زورقًا سريعًا تابعًا للحرس الثوري الإيراني "اقتربت بشكل كبير وبسرعة كبيرة"، من سفن أميركية تقوم بدوريات في الخليج. ويرى المحلّلون أن التوتّر الجيوسياسي لن يكون له تأثير طويل الأمد إذا كانت نقاط التخزين ممتلئة.
وقال ستيفن إينيس -الخبير الإستراتيجي في مجموعة "أكسيكورب"-: إن "زيادة في الأسعار مرهونة فقط بتحرّك فوري منسّق لأوبك بلس، للحدّ من الانزلاق إلى الأسفل و/أو انتعاش كبير وغير مرجّح، للطلب في مايو".