"غرب تكساس" ينهار لمستوى قريب من "بيغ ماك ميل"
خسر 57% من قيمته ويواصل التراجع
واصل برميل الخام الأميركي انهياره، الإثنين، بنسبة خسارة تاريخية، تفوق 57 بالمئة، ليهبط إلى 7.80 دولارًا للبرميل للمرّة الأولى منذ عام 1986، في الساعة 1633 بتوقيت غرينتش. وتوقّع كثير من الخبراء مواصلة الانهيار.
ويقترب سعر برميل خام غرب تكساس حاليًّا من سعر وجبة "بيج ماك ميل" من ماكدونالدز، التي تباع بسعر 5.99 دولارًا، وتُعدّ أحد مؤشرات المراجع السعريّة للعديد من السلع حول العالم.
وتراجعت أسواق النفط في الأسابيع الأخيرة لأدنى مستوياتها منذ نحو 20 عامًا، وسط عمليات الإغلاق ومنع السفر في العالم أجمع، والتي تؤثّر بشدّة على الطلب مع شلل الاقتصادات العالمية. أمّا من ناحية العرض، فقد أُغرقت السوق بنفط منخفض السعر بعد حرب حصص بين كبار المنتجين، عقب فشل اتّفاق أوبك+ في مطلع مارس الماضي.
لكن جرى التوصّل لاتّفاق جديد مطلع الشهر الجاري، وافق فيه كبار منتجي أوبك + مع دول أخرى على خفض الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل في اليوم، لتحفيز الأسواق.
مع ذلك، واصلت الأسعار انخفاضها بشدّة، مع تقدير محلّلين أن الخفض غير كافٍ لتعويض التراجع القويّ في الطلب الناجم عن الوباء. وفق مذكّرة صادرة عن مصرف "إيه إن زد"، فقد "بقيت أسعار النفط الخام تحت الضغط، لأن توقّعات انخفاض الطلب تلقي بثقلها على الجوّ العامّ". وأضافت المذكّرة: "رغم أن أوبك قبلت بخفض غير مسبوق للإنتاج، لا تزال سوق النفط غارقة بالطلب".
وأعرب المصرف عن خشيته "من نفاد القدرة الاستيعابية في منشآت التخزين في الولايات المتّحدة"، وهو عامل أثّر -بوجه خاصّ- في سعر البرميل الأميركي.
ولفت مايكل ماكارثي المسؤول عن الإستراتيجية في شركة "سي إم سي ماركت" إلى أن انخفاض سعر خام غرب تكساس الوسيط "ترجمة للفائض" في مخزونات الخام في منشأة كوشينغ في ولاية أوكلاهوما. وأوضح ماكارثي في مذكرة، أن هذا المؤشّر المرجعي الأميركي "انفصل" الآن عن مؤشّر برنت المرجعي الأوروبّي، مشيرًا إلى أن "الهوّة بينهما بلغت أعلى مستوى لها منذ عقد".
وأوشكت مهلة عقود برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم مايو / أيّار على الانقضاء، ما يعني أن على حامليها العثور على مشترين فعليّين. بيد أن المخزونات قد تضخّمت أصلًا بشدّة في الولايات المتّحدة خلال الأسابيع الماضية، وسيجبر حاملو العقود لذلك على البيع بأدنى الأسعار.
وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأسبوع الماضي، أن مخزوناتها من الخام ارتفعت بـ19,5 مليون برميل، ما يضفي المزيد من الصعوبات على سوق عالمي فائض.
ويشير سوكريت فيجاياكار، المحلّل في مؤسّسة "تريفيكتا كونسولتانتس"، إلى أن معامل التكرير الأميركية غير قادرة على معالجة النفط الخام بالسرعة المطلوبة، ما يفسّر تدنّي المشترين وامتلاء المخزونات. وأوضح لفرانس برس، أن هناك تدفّقًا للتسليمات من الشرق الأوسط، ولا يوجد من يشتريها "لأن أسعار النقل باهظة".