"مخازن النفط".. "كعب أخيل" المناورات الروسية
طاقة المستودعات لا تزيد عن أسبوعي إنتاج
قال خبير ومسؤول سابق في صناعة النفط الروسية، إن نقص السعات التخزينية لدى روسيا يقلّص الخيارات المتاحة لديها في المحادثات المنتظرة مع دول تجمّع ما يُعرف باسم "أوبك بلس"، بشأن خفض إنتاج النفط لوقف تراجع أسعاره العالمية.
وأبلغت متحدّثة باسم وزارة الطاقة الروسية، رويترز، أن روسيا أكّدت، اليوم الثلاثاء، مشاركتها في اجتماع أوبك+ المقرّر له يوم التاسع من أبريل / نيسان الجاري. وبحسب مصادر في أوبك، فإن الاجتماع -الذي سينعقد عن بعد، إجراءً احترازيًّا في مواجهة فيروس كورونا- كان مقرّرًا له السادس من أبريل، لكن تقرّر تأجيله "لإعطاء مزيد من الوقت للمفاوضات".
وفي غضون ذلك، نقلت وكالة بلومبرغ عن ديمتري بيريفالوف -نائب رئيس شركة سلافنفت أويل أند غاز الروسية للنفط سابقًا، والتاجر المستقلّ في سوق النفط حاليًّا- القول، إن عدم قيام روسيا ببناء مستودعات ضخمة لتخزين النفط -كما فعلت الولايات المتّحدة والسعودية-، إلى جانب التراجع الحادّ في الطلب على الخام نتيجة تفشّي وباء فيروس كورونا المستجدّ، سيجعلها مضطرّة لخفض إنتاجها من النفط، حتّى إذا لم تتوصّل إلى اتّفاق مع الدول النفطية الأخرى.
وأشارت بلومبرغ إلى تراجع الطلب العالمي على النفط بما يتراوح بين 20% و30% ، بسبب إجراءات الإغلاق الاقتصادي في العديد من دول العالم، للحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجدّ. كما قلّصت مصافي التكرير في مختلف أنحاء العالم إنتاجها بشدّة، في ظلّ تراجع الطلب على الوقود، وهو ما جعل الدول المنتجة للنفط تعاني من أجل مشترين لشحنات الخام.
في الوقت نفسه، فإن شركات النفط في مختلف أنحاء العالم تواجه احتمالات خفض إنتاجها، مع امتلاء المستودعات بالخام، ولكنّ روسيا تعدّ الأقلّ قدرة على تخزين الخام المستخرج مقارنةً بباقي الدول النفطية الكبرى الأخرى.
وقال إيغور ديومين -المتحدّث باسم شركة ترانسنفت، التي تدير شبكة خطوط أنابيب ومستودعات النفط في روسيا-، إن الطاقة التخزينية للمستودعات في روسيا لا تزيد عن 23 مليون متر مكعّب، بما يعادل 145 مليون برميل، أي حوالي إنتاج روسيا خلال أسبوعين فقط. في المقابل فإن الطاقة التخزينية للمستودعات في الولايات المتّحدة تبلغ أكثر من 10 أمثال الطاقة التخزينية الروسية.
وبحسب ديومين، فإن شركة ترانسنفت لا تستطيع استخدام كامل سعة هذه المستودعات لأكثر من شهر واحد، حيث يجب أن تُبقي على جزء فارغ من المستودعات لمواجهة أيّ ظروف طارئة تتعلّق بعمليات الشحن والنقل في الموانئ.
يأتي ذلك، فيما تستعدّ روسيا والسعودية وغيرهما من الدول الأعضاء -بما يسمّى تجمّع "أوبك بلس"- لجولة جديدة من المحادثات خلال الأسبوع الحالي، بشأن خفض إمدادات النفط لدعم أسعار الخام التي تراجعت إلى مستويات قياسية، على خلفية حرب الأسعار بين الدول النفطية، مع تراجع الطلب العالمي.