خبراء نفط يوضّحون لـ"الطاقة" أسباب تأجيل أرامكو إعلان أسعار البيع لشهر مايو
الشطي: سياسة وإستراتيجية التسعير تقوم على أربعة مرتكزات
خاص - الطاقة
- اتسعت الحسومات الشهرية لأرامكو حسب نوعية النفط المباع
- أرامكو تبيع على الأقل 6 أنواع من النفوط
أوضح خبراء نفط، استطلع "الطاقة" آراءهم اليوم الأحد، أسباب تأجيل السعودية، إعلان أسعار البيع الرسمية لخاماتها لشهر مايو / أيّار، حتّى العاشر من أبريل / نيسان، انتظارًا لما سيسفر عنه اجتماع أوبك+ يوم الخميس.
يقول في البداية الخبير النفطي محمد الشطي، إن سياسة وإستراتيجية التسعير تقوم على أربعة مرتكزات، من خلال معرفتها تتضح أسباب تأجيل أرامكو للإعلان عن أسعار بيع خاماتها لشهر مايو المقبل.
وذكر الشطي لـ"الطاقة"، أن المرتكز الأوّل، يتمثّل في "تطوّرات وأساسيّات السوق حاليًا مقابل الفترة السابقة"، والثاني "العلاقات التي تربط العملاء والزبائن وردود أفعالهم بالنسبة للتسعير في الشهر السابق، وتطوّرات الطلب العالمي على النفط، في كلّ سوق على حدة".
أمّا المرتكز الثالث، فأوضح الخبير النفطي الكويتي أنه يتمثّل في "توقّعات تطوّرات وأساسيّات السوق"، أمّا الرابع فهو "تغيير في إستراتيجية البيع للشركة".
وانطلاقًا من هذه المعايير، وفق الشطي، "وجدنا تسعير أرامكو لشهر أبريل / نيسان الجاري، ينطلق من إستراتيجية استهداف رفع الحصص التسويقية للمبيعات في مختلف الأسواق، واتّسعت الفروقات أو الحسومات الشهرية أو تقليص العلاوات الشهرية حسب نوعية النفط المباع، لأن الشركة تبيع -على الأقلّ- ٦ أنواع من النفوط، وهذا يضمن إيجاد جاذبية للشراء من العملاء، وزياده التحميل الشهري، كما هو معلوم بالضرورة في أوقات انخفاض الطلب وتراجعه بسبب فيروس كورونا، وما تبعه من تقليص معدّلات تشغيل المصافي، ولكن الكونتانغو يشجّع على التخزين".
تصدر أرامكو عادةً أسعار البيع الرسمية بحلول الخامس من كلّ شهر، والتي يتحدّد على أساسها أسعار الخامات الإيرانية والكويتية والعراقية، وتؤثّر على أكثر من 12 مليون برميل يوميًا من النفط المتّجه إلى آسيا.
أضاف الشطي: "لذلك من المنطقي جدًا أن تعلن أرامكو تأخير الإعلان عن التسعير الشهري لنفوطها، وذلك بانتظار اجتماع أوبك+ والمنتجين المشاركين لأوّل مرّة، للنظر، واعتبار ما يسفر من نتائج تخصّ التوافق على خفض قريبًا من 10 ملايين برميل يوميًا من أسواق النفط، بقصد توازن الأسواق".
وختم الشطي، حديثه لـ"الطاقة"، بأن: "هذا بلا شكّ يعني أنه إذا ما تحقّق: انتهاء إستراتيجية رفع الإنتاج وكسب أسواق جديدة، أو ما يُعرف بحرب الأسعار، وهو بالضرورة تقليص الفروقات، وإذا ما حدث، يؤكّد التوجّه الجديد، واتّفاق الكبار حول السوق، وتحسّن الإيرادات النفطية لشركة أرامكو بشكل ملحوظ".
وتجتمع أوبك وحلفاؤها، يوم الخميس، لبحث تقليص محتمل لمعروض الخام العالمي من أجل إنهاء حرب أسعار بين السعودية وروسيا، حدَت بالرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى التدخّل.
وفي تعليقه على الخبر، ذكر الدكتور أنس الحجي، الخبير في شؤون الطاقة في تصريحات خاصة لـ“الطاقة” أن التجّار والخبراء كانوا ينتظرون بلهفة إعلان أرامكو عن الأسعار الرسمية لشهر مايو / آيّار، لأنه سيعكس توجّهات السياسة النفطية السعودية.
وأضاف الحجي قائلًا: “بالرغم من أن التأجيل إلى ما بعد اجتماع أوبك كان متوقّعًا، فإن أهمّية التأجيل تعكس مرونة السعودية وتضحيتها في محاولة للوصول إلى اتّفاق عالمي لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط، ومجابهة الانخفاض الهائل في الطلب الذي سبّبه فيروس كورونا”.
انتهت التخفيضات المنسّقة بين أعضاء أوبك وغيرهم، بما فيها روسيا، في 31 مارس / آذار، بعد أن ساعدت في دعم أسعار النفط الخام منذ أن بدأت في يناير / كانون الثاني 2017.
وسجّلت أسعار النفط أقلّ مستوى خلال 18 عامًا في 30 مارس / آذار، بسبب إجراءات العزل لاحتواء فيروس كورونا، وفشل أوبك والمنتجين الآخرين في تمديد تخفيضات الإنتاج المنسّقة.
وطلبت شركات تكرير آسيوية من السعودية -أكبر مصدّر للخام في العالم- خفض سعر البيع الرسمي للشهر الثالث على التوالي، بعد أن نزلت أسعار خام الشرق الأوسط وهوامش التكرير وسط إمدادات وفيرة وطلب أقلّ بسبب فيروس كورونا.