العراق يدعو الشركات الأجنبية لخفض الميزانيات والحفاظ على الإنتاج
انخفاض الأسعار أجبر بغداد على مراجعة خطط سداد المستحقّات
- إكسون موبيل أخطرت المقاولين والبائعين بتخفيضات مزمعة قريبًا للنفقات
- مراجعات خطط الإنفاق تمتدّ عبر دول خليجية
قال مسؤولون عراقيون ومصادر بقطاع النفط لرويترز: إن العراق أرسل مقترحات لجميع شركات النفط العالمية، يطلب منها خفض ميزانيات تطوير حقول النفط بنسبة 30 بالمئة، إذ أضرّ تراجع أسعار النفط بالإيرادات الحكومية، لكنه قال: إن التخفيضات المقترحة ينبغي ألا تؤثر على الإنتاج.
وتعمل شركات عالمية في حقول نفط بجنوب العراق بموجب عقود خدمة. وبموجب العقود، فإن الشركات تدفع رسومًا ثابتة بالدولار للكمّيات المنتجة، وتسدّد بغداد للشركات تكلفة بناء المشروعات، وتوافق على خطط تطوير الحقول.
وتقلّص شركات الطاقة في أنحاء العالم الإنفاق بعد انخفاض سعر خام برنت بأكثر من النصف منذ بداية العام، ليجري تداوله عند نحو 26 دولارًا للبرميل، اليوم.
وقال مسؤولون عراقيون: إن انخفاض أسعار النفط أجبر وزارة النفط على مراجعة خططها بشأن كيفية سداد مستحقّات شركات النفط العالمية خلال الستّة أشهر الأولى من العام، وما زالت الوزارة بانتظار ردّ من شركات النفط على هذا الاقتراح.
وقال مسؤول كبير في شركة نفط البصرة التي تديرها الحكومة، لرويترز: إن العراق يقترح أن تخفض شركات النفط العالمية إنفاقها بنسبة 30 بالمئة، بشرط ألّا تؤثّر تلك التخفيضات على مستويات إنتاج النفط في البلاد. والعراق ثاني أكبر منتج في أوبك، ويضخّ نحو 4.6 مليون برميل يوميًا.
وقال مسؤول نفط البصرة: "ما زلنا بدون مخصّصات ميزانية 2020 ، وانخفاض أسعار النفط فاقَم الوضع، لهذا السبب نحتاج لأن يبذل المقاولون الأجانب قصارى جهدهم، ويخفضوا الإنفاق، ويؤجّلوا مستحقّاتهم أيضًا".
وقال مصدر في إحدى شركات النفط الأجنبية: "تلقّينا الخطاب بشأن خفض الميزانية 30 بالمئة.. لم نتّخذ قرارًا بعد".
وقال عاصم جهاد المتحدّث باسم وزارة النفط: إن هناك مباحثات مع شركات النفط بشأن خفض التكاليف، لكن ينبغي اتّخاذ قرار في هذا الشأن حين يتوفّر المزيد من الوضوح بشأن تأثير أزمة فيروس كورونا على سوق النفط.
في غضون ذلك، أفاد خطاب اطّلعت عليه رويترز، أن إكسون موبيل -وهي المطوّر الرئيس لحقل غرب القرنة-1 النفطي في جنوب العراق- طلبت أيضًا من جميع مورّديها في العراق خفض التكاليف.
وكتبت إكسون في خطاب إلى المورّدين: إن "قطاع النفط والغاز يتأثّر بشكل كبير بالاتّجاه النزولي لأسعار النفط الخام، والتي بلغت أدنى مستوى في العشرين عامًا الماضية، لهذا فإن إكسون موبيل العراق تتوقّع أن تبحث شركتكم فرص خفض التكلفة بشكل عاجل".
وقالت إكسون موبيل: إنها أخطرت المقاولين والبائعين بتخفيضات مزمعة في الأمد القريب على النفقات الرأسمالية والتشغيلية بسبب جائحة فيروس كورونا.
- مراجعات واسعة:
ويراجع منتجون عرب للنفط أيضًا خطط إنفاقهم. ووجّهت مؤسّسة البترول الكويتية جميع الشركات التابعة بخفض الإنفاق هذا العام، بسبب تراجع "غير مسبوق" في سعر النفط، ناجم عن انهيار اتّفاق خفض إمدادات الخام وانتشار فيروس كورونا، ممّا نال من الطلب.
وأخطرت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) المقاولين والمورّدين بأنها ستراجع الاتّفاقات القائمة بحثًا عن سبل لخفض التكاليف. وقالت أرامكو السعودية -أكبر شركة منتجة للنفط في العالم- هذا الشهر: إنها تعتزم خفض الإنفاق الرأسمالي لعام 2020 بما يتراوح بين 25 و30 مليار دولار من 32.8 مليار دولار في 2019.