"كوفيد19" يصدم 10 ملايين سيّارة
توقّعات بتراجع مبيعات الشاحنات الخفيفة 6.6 مليونًا
140 ألف شخص مهدّدون بالتسريح في نيويورك
فولكس فاغن لا تعلم متى تعود للإنتاج
تواجه شركات صناعة السيّارات العالمية تراجعًا حادًّا في مبيعاتها خلال العام الحالي، بحسب تقديرات إحدى مؤسّسات الاستشارات والدراسات الاقتصادية الدولية المرموقة، والتي خفضت توقّعاتها لمبيعات السيّارات في مختلف مناطق العالم.
وبحسب مؤسّسة "آي.إتش.إس ماركيت" للاستشارات، فإنه من المحتمل تراجع مبيعات السيارات في العالم، خلال العام الحالي، بأكثر من 12 بالمئة إلى 78.8 مليون سيّارة، وهو ما يقلّ بمقدار 10 ملايين سيّارة، مقارنة بالتوقّعات السابقة الصادرة في يناير / كانون الثاني الماضي.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن كولين كوشمان المحلّل في مؤسّسة "آي.إتش.إس" قوله في بيان عبر البريد الإلكتروني: إنه "من المتوقّع أن تشهد صناعة السيّارات العالمية ركودًا غير مسبوق، وشبه فوري للطلب، خلال 2020. المخاطر تميل بشكل كبير نحو الغموض، وخاصّةً بمدى تراجع السوق وتقييم آفاق التعافي".
وخفضت آي.إتش.إس ماركيت تقديراتها السابقة لمبيعات الشاحنات الخفيفة بمقدار 2.4 مليون شاحنة في الولايات المتّحدة، و2.3 مليون شاحنة في الصين، و1.9 مليون شاحنة في أوروبّا، خلال العام الحالي.
وفي سياق ذي صلة، أوصى اتّحاد موزّعي السيّارات الجديدة في ولاية كاليفورنيا، أعضاءه بإغلاق معارض السيّارات في الولاية، والبالغ عددها 1400 معرضًا، التزامًا بدعوة حكومة الولايات المواطنين إلى "البقاء في المنزل"، وإغلاق الأنشطة غير الضروريّة، بهدف الحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد19-) في الولاية.
وأشار موقع أوتوموتيف نيوز المتخصّص في موضوعات السيّارات إلى أن استجابة المعارض لهذه الدعوة ستؤدّي إلى تسريح مؤقّت لحوالي 140 ألف شخص يعملون في معارض وتوكيلات السيّارات في الولاية.
وقال بريان ماس رئيس اتّحاد موزّعي السيّارات في كاليفورنيا: "يمكننا افتراض تراجع عدد العاملين في مجال بيع السيّارات خلال وقت قصير للغاية، مقارنةً بالتقديرات الخاصّة بالأسبوع الماضي أو بالشهر الماضي".
وكانت اتّحادات موزّعي السيارات في العديد من الولايات الأميركية -مثل ويسكنسون وميريلاند- قد أشارت إلى أن أنشطة بيع السيّارات في ولاياتها يمكن أن تستمرّ في ظلّ القيود المفروضة على حركة المواطنين في تلك الولايات، في إطار دعوة "البقاء في البيت" لمواجهة فيروس كورونا المستجدّ.
وذكر اتحاد موزّعي السيّارات والشاحنات في ولاية ويسكنسون، في بيان: إن توني إيفرز حاكم الولاية عَدَّ نشاط بيع وإصلاح السيّارات من الأنشطة الاقتصادية الحيوية التي جرى استثناؤها من قرارات الغلق في إطار إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجدّ.
وفي أوروبّا، أعرب بيرند أوسترلوه، رئيس مجلس العاملين في شركة فولكس فاغن الألمانية للسيّارات، عن اعتقاده بأنه من غير الممكن تحديد موعد زمني دقيق لاستئناف حركة الإنتاج في الشركة.
وتعدّ مجموعة فولكس فاغن أحد أكبر مصنّعي السيّارات على مستوى العالم. ورأى أوسترلوه أنه ليس من الواضح بعد في ظلّ التطوّرات الحالية لأزمة كورونا، ما إذا كان من الممكن استئناف حركة الإنتاج بعد انتهاء فترة الغلق الحالية في الخامس من أبريل / نيسان المقبل.
وفي مقابلة داخلية مع نقابة العاملين في المعادن (آي جي ميتال)، قال أوسترلوه: "يجب أن ننظر لكيفية استعداد إيطاليا، وما إذا كانت ستفتح الحدود".
وتجدر الإشارة إلى أن شمال إيطاليا فيه العديد من مورّدي الآلات ومستلزمات السيّارات.
وكان جوزيبي كونتي، رئيس الوزراء الإيطالي، قد أمر بوقف العمل في جميع المصانع بالبلاد، ما عدا تلك التي تعمل في مجال إنتاج المستلزمات المعيشية.
وكانت فولكس فاغن أغلقت الأسبوع الماضي كلّ مصانعها في ألمانيا، ومقارًّا لها في دول أوروبّية أخرى بشكل مؤقّت، بسبب توقّف سلاسل التوريد وضعف المبيعات المرتبط بالأزمة، وبسبب مخاطر العدوى. وقال أوسترلوه: إن من الممكن أن يستمرّ الأمر حتّى مايو / آيّار المقبل، قبل أن يمكن إعادة حركة التشغيل بالكامل، "فبدون مكوّنات لا يمكننا صناعة سيّارات"، ولفت إلى أهمّية السؤال عن موعد إعادة فتح محلّات الموزّعين مرّة أخرى.
ويتقاضي نحو 80 ألف شخص من العاملين لدى فولكس فاغن في ألمانيا من مكاتب العمل إعانات تعويضية عن تقليص ساعات الدوام، والتي تمثّل 60% إلى 67% (بالنسبة لمن يعول أطفالًا) من صافي الأجور، وتتولّى الشركة رفع هذه النسبة إلى 100%.