تقارير النفطرئيسيةسلايدر الرئيسيةنفط

أفق غائم فوق الحوض البرمي

شيفرون تخفض توقعاتها للإنتاج 20% العام الجاري

اقرأ في هذا المقال

  • انهيار أسعار النفط يضع كثيرا من المشروعات في خانة الخسارة
  • "دايموند باك" العاملة بالحوض تخفض ميزانيتها بنحو 1.2 مليار دولار
  • إكسون موبيل تخفض 20% من حفاراتها العاملة في الحوض

خاص-الطاقة

"أفق غائم فوق الحوض البرمي".. ينطبق هذا الوصف -إلى حدّ كبير- على أنشطة التنقيب والإنتاج في منطقة الحوض البرمي في الولايات المتّحدة، مع تراجع سقف التوقّعات بشأن إنتاجية الحوض خلال العام الجاري، وتخفيض بعض شركات الطاقة ميزانيات الحفر وعمليات الإنتاج، في ظلّ انهيار أسعار النفط، الأمر الذي يجعل الكثير من المشروعات غير مربحة.

خفضت شركة شيفرون للطاقة توقّعاتها للإنفاق والإنتاج في الحوض البرمي- الواقع في غرب تكساس وشرق نيو مكسيكو، وهو أكبر حوض للنفط الصخري في البلاد- بنسبة 20%في العام الجاري، مشيرة إلى أنها ستعلّق إعادة شراء أسهم، إذ تواجه شركات النفط أحد أسوأ الأوقات منذ عقود.

قالت شيفرون: إنها تتوقّع حاليًا أن يبلغ رأس المال الذاتي والإنفاق على أعمال التنقيب 16 مليار دولار للعام، بينما يتوقّع أن يبلغ الإنتاج من الحوض البرمي نهاية العام نحو 125 ألف برميل من المكافئ النفطي يوميًا.

يأتي ذلك فيما أعلنت شركة دايموند باك للتنقيب والإنتاج التي تركّز أعمالها في الحوض البرمي تخفيض ميزانية الحفر لعام 2020، للمرّة الثانية خلال الشهر الجاري، حيث تواجه أسعار النفط الخام أكبر تراجع منذ نحو 20 عامًا.

وفي بيان صدر أواخر الأسبوع الماضي، خفضت دايموند باك 1.2 مليار دولار من الميزانية الرأسمالية، ما يعني أن الشركة تخطّط الآن لإنفاق ما بين 1.5 مليار دولار و 1.9 مليار دولار على حفر وإكمال الآبار الجديدة، وتعتزم إجراء المزيد من التخفيضات على الميزانية إذا واصلت أسعار النفط التراجع.

ميزانيات الحفر

أعلنت دايموند باك ذلك في الوقت الذي تقوم فيه العديد من شركات التنقيب والإنتاج بخفض ميزانيات الحفر الخاصّة بها في ظلّ التقلّب الشديد الذي تشهده أسواق النفط.

وأدّت المواجهة بين روسيا والمملكة العربية السعودية إلى وفرة في الإمدادات العالمية، في حين أدّى تفشّي فيروس كورونا إلى خفض الطلب العالمي.

أغلق خام غرب تكساس الوسيط للتجارة عند 22.43 دولارًا للبرميل بعد ظهر الجمعة، وهو سعر لم يشهده منذ مارس / آذار 2002.

وفي وقت سابق الشهر الجاري، أعلنت دايموند باك- التي تصنّف رابعة أكثر شركات التنقيب نشاطًا في تكساس، استنادًا إلى تصاريح الحفر- تقليص الميزانية، عندما انخفضت أسعار النفط إلى 30 دولارًا للبرميل.

ومع تواصل سيناريو الهبوط في أسعار النفط، اضطرّت الشركة إلى مزيد من التخفيض.

ومنذ هذه التخفيضات، قرّرت دايموند باك لجميع طواقم التكسير الهيدروليكي إجازةً عن العمل لمدّة شهر واحد.

وبعد هذه الإجازة، تتوقّع الشركة "إعادة تنشيط الطواقم بحكمة"، وتشغيل ما بين ثلاثة وخمسة منها فقط لبقيّة العام، اعتمادًا على أسعار النفط، بانخفاض عن تسعة أطقم.

تأسست دايموند باك للطاقة عام 2007، وتُركّز أنشطتها حصريًا في الحوض البرمي في غرب تكساس. وحقّقت الشركة أرباحًا بلغت 240 مليون دولار أميركي من إجمالي إيرادات بلغت 4 مليارات دولار عام 2019.

لم تكن دايموند باك هي الوحيدة التي قرّرت تقليص أنشطتها، فقد أعلنت مؤخّرًا شركة إكسون موبيل- التي يقول محلّلون: إنها تشغل معظم حفّارات النفط الأميركية- إنها ستخفض نحو 20% من 58 حفّارًا تقوم بتشغيلهم في الحوض البرمي هذا العام.

تباطؤ كبير

وهناك مؤشّرات عديدة على تباطؤ كبير في صناعة النفط والغاز الصخري في الولايات المتّحدة، لاسيّما في الحوض البرمي، فضلًا عن تراجع الإنتاج في جميع الأحواض الرئيسة خارج الحوض البرمي.

وأشارت صحيفة "فاينانشيال تايمز" مؤخّرًا إلى أن قطاع الطاقة في الولايات يتخلّف الآن عن أداء مؤشّر ستاندرد آند بورز 500، بأكبر هامش منذ الهجوم الياباني على بيرل هاربور، في ديسمبر / كانون الثاني، عام 1941.

وأظهر تقريرعن إنتاجية الحفر الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن الإنتاج في جميع أحواض النفط والغاز الصخري الرئيسة خارج أحواض العصر البرمي بدأ في الانخفاض، حتّى النموّ المتوقّع في هذا الحوض (البرمي) لشهر مارس / آذار يمثّل جزءًا بسيطًا من معدّلات النموّ التي شوهدت خلال فترة الانتعاش لعام 2018.

خام غرب تكساس

ومع تراجع خام غرب تكساس الوسيط بهذه الصورة المروعة، قد تصبح مشروعات النفط الصخري غير مربحة.

وكانت مؤسّسة (جي بي سي إنرجي) لأبحاث واستشارات الطاقة قد قدّرت في تقرير صدر لها منتصف الشهر الماضي، توقّعات نموّ إنتاج النفط الصخري إلى 760 ألف برميل يوميًا عام 2020، بانخفاض 120 ألف برميل يوميًا.

وقالت المؤّسسة: إن بيئة الأسعار المنخفضة حاليًا -التي من غير المتوقّع أن تتغيّر في أيّ وقت قريب- تجعل من الصعب على شركات قطاع النفط الصخري تحقيق معدّلات إكمال الآبار المتوقّعة سابقًا.

وقدّر بنك الاستثمار "ستاندرد تشارترد" نموّ إنتاج النفط الصخري في الولايات المتّحدة هذا العام عند 0.6 مليون برميل يوميًا، و0.55 مليون برميل يوميًا عام 2021، وكلاهما أقلّ من نصف معدّل نموّ الإنتاج في عام 2019، الذي بلغ 1.237 مليون برميل في اليوم.

وأضاف البنك الاستثماري: "من المتوقّع حدوث أكبر تباطؤ في إنتاج ولاية تكساس، حيث يُتوقّع نموّ الإنتاج بمقدار 309 آلاف برميل في اليوم عام 2020، بانخفاض عن 664 ألف برميل في اليوم في عام 2019.

تجدر الإشارة إلى أن أرقام النموّ هذه هي أرقام سنوية، ومن ثمّ فإن متوسّط الإنتاج عام 2020 يجب أن يزداد مقارنةً بمتوسّط عام 2019 ، حتّى لو توقّف نموّ الإنتاج تمامًا الآن. وعلى ذلك فإن الأرقام السنوية تحجب تباطؤًا كبيرًا بدأ منذ شهور، وما زال يتكشّف.

وفي ظلّ هذه الأوضاع، أشار بنك "مورغان ستانلي" إلى أن بعض أكبر شركات التنقيب عن النفط الصخري رفع معدّلات توزيع الأرباح، فعلى أمل وقف النزيف، مع إحجام المستثمرين عن الاستثمار في قطاع الطاقة، زادت شركات النفط الصخري الكبيرة -مثل ديفون وبايونير ناتشورال ريسورسز- من توزيع الأرباح.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق