العالم على أبواب أزمة تخمة في وقود الطائرات
لم يتبقّ سوى 20% من مساحات التخزين الأرضية
- الوضع سيتفاقم الأسابيع المقبلة ما لم تتّخذ مصافي التكرير إجراءً قاسيًا من جانبها بخفض الإنتاج
- تراجع وقود الطائرات 60 بالمئة هذا العام، ويجري تداوله عند حوالي 275 دولارًا للطنّ لعقود تسليم مايو
يوشك العالم على مواجهة مشكلة نفاد مساحات التخزين المخصّصة للوقود الذي لم تعد تستخدمه الطائرات، في ظلّ توقّف معظم حركة الطيران حول العالم، حسبما ذكرت وكالة أنباء بلومبرغ، أمس الأحد.
ونقلت بلومبرغ عن مؤسّسة "جي بي سي إنرجي" الاستشارية -ومقرّها فيينا-، إنه لم يتبقّ سوى حوالي 20% من مساحات التخزين الأرضية، أي حوالي 50 مليون برميل، في وقت خفضت شركات الطيران رحلاتها.
وترافق انهيار حركة السفر الجوّي جراء جائحة فيروس كورونا المستجدّ، بتراجع الطلب على الوقود، وخطر نقص أماكن التخزين للاحتفاظ بإمدادات غير مرغوب فيها.
وتظهر الصورة بشكل مؤكّد أن الوضع سيتفاقم في الأسابيع والأشهر المقبلة، ما لم تتّخذ مصافي التكرير إجراءً قاسيًا من جانبها بخفض الإنتاج.
وقالت المؤسّسة الاستشارية: إن إلغاء الرحلات يدمّر الطلب لسوق يستهلك حوالي 7 ملايين برميل من الوقود يوميًا، مع تكهّن بعض المتعاملين بأن الاستهلاك قد يتراجع بنسبة كبيرة تصل إلى 50 %. أضافت: إن شركة طيران الإمارات -ومقرّها دبيّ-، التي تدير أكبر شركة طيران في العالم من حيث الحركة الجوّية الدولية، ستعلّق معظم رحلات الركّاب، بدءًا من يوم الأربعاء المقبل.
وتراجع وقود الطائرات بأكثر من 60% هذا العام، ويجري تداوله عند حوالي 275 دولارًا للطنّ، لعقود تسليم مايو في شمال غرب أوروبا.
ووفقًا لبلومبرغ، ربّما يعدّ الأمر الأكثر أهمّية هو أسعار وقود الطائرات لشهر ديسمبر، وتبلغ حوالي 350 دولارًا للطنّ. وبوضوح، إذا تمكّن المتعاملون من إيجاد طرق للتخزين حتّى نهاية العام، بتكلفة أقلّ من تلك الفجوة بين هذين الشهرين، وهي نحو 75 دولارًا للطنّ، فيمكنهم حينئذ تحقيق أرباح من تخزين هذه الإمدادات.
ومن الصعب -على وجه الدقّة- تحديد الموعد الذي ستتراجع فيه المخزونات، لأنه ليس من الواضح في هذه المرحلةمعرفة حجم الضرر الذي تعرّض له الطلب على الطيران.
وأضافت الوكالة: إن الغموض يتعلّق أيضًا بالمدى الذي تخفّض به -بالفعل- مصافي التكرير الإنتاج، أو مقدار ما يمكنها القيام به إذا ما تطلّب الأمر ذلك. مشيرةً إلى أن مواقع التخزين المخصّصة حاليًا للديزل يمكن أن يعاد استخدامها لغرض آخر، وهو تخزين وقود الطائرات، إذا كان هناك وقت وقوّة عاملة متاحة للقيام بهذا.