برنت يقفز فوق الـ30 مع تلميحات لـ"تدخّل أميركي"
ترمب: انخفاض الأسعار الحادّ أمر مدمّر للغاية بالنسبة لروسيا
- النفط يرتفع أكثر من 7 بالمئة بعد إشارات إلى كبح الإنتاج في تكساس وخطط شحن مخزونات الطوارئ.
- غولدمان ساكس: التدابير الأميركية تدعم السوق في النصف الثاني لكن تباطؤ الطلب يظلّ مهدّدًا.
واصلت أسعار النفط تعافيها اليوم الجمعة، عقب مكاسب كبيرة حقّقتها في الجلسة السابقة، بعد أن لمّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى أنه ربّما يتدخّل في حرب الحصص السوقية الدائرة بين روسيا والسعودية في "الوقت المناسب".
كما تلقّت الأسعار دعمًا من خطط للولايات المتّحدة لشراء ما يصل إلى 30 مليون برميل من النفط الخام لمخزونات الطوارئ بحلول نهاية يونيو (حزيران)، فيما أوردت تقارير أن الجهات التنظيمية في أكبر ولاية منتجة للنفط في البلاد -وهي تكساس- تتّجه لكبح الإنتاج.
وفي الساعة 0919 بتوقيت غرينتش، صعدت العقود الآجلة لبرنت دولارين أو نحو 7.02 بالمئة إلى 30.47 دولارًا للبرميل. وزاد خام القياس العالمي 14.4 بالمئة أمس الخميس، محقّقًا أكبر مكسب في يوم واحد منذ سبتمبر / أيلول، لكنه يتّجه صوب تسجيل رابع تراجع أسبوعي اليوم.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي الأكثر نشاطًا للتسليم في مايو / أيّار 1.99 دولارًا أو ما يعادل 7.89 بالمئة إلى 27.21 دولارًا للبرميل.
وقالت مارغريت يانغ محلّلة السوق لدي سي.إم.سي ماركتس: "الانتعاش المفاجئ لأسعار النفط الخام الليلة الماضية كان مدفوعًا بالأساس بدراسة الولايات المتّحدة التدخّل في سوق النفط عبر زيادة الاحتياطيات الإستراتيجية، بينما تقلّص بعض إنتاج النفط". وأضافت: إن "القضية الأساسية هي أن الطلب العالمي على الطاقة ينخفض بشدّة، إذ أن المزيد من الدول تنضمّ إلى (نادي الإغلاق)، الخطورة التي يمثّلها كوفيد-19 على الاقتصاد الكلّي قد تتجاوز توقّعات أي شخص، وربّما تستمرّ لفترة طويلة من الوقت".
وهوَت أسعار الخام الأميركي وخام برنت نحو 40 بالمئة في الأسبوعين الماضيين، منذ انهارت محادثات بين منظّمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) وحلفائها، بما في ذلك روسيا، ممّا أدّى لأن تعزّز السعودية الإنتاج.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر لم تذكر أسماءها، أن إدارة ترمب تدرس القيام بمسعى دبلوماسي لحثّ السعودية على تقليص الإمدادات، وأن تستخدم تهديدًا بالعقوبات على روسيا لإجبارها على الحدّ من الإنتاج.
- احتمالية تدخّل:
وقال ترامب الخميس: إنه سيتدخّل "في الوقت المناسب"، مضيفًا أن أسعار البنزين المنخفضة جيّدة للمستهلكين الأميركيين حتّى لو كانت تضرّ بالقطاع. وأبلغ الصحفيين خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: "نحاول العثور على حلّ وسط من نوع ما"، موضّحًا أنه تحدّث إلى عدّة أشخاص بخصوص النزاع.
وقال ترمب: "إنه أمر مدمّر للغاية بالنسبة لروسيا، فاقتصادهم بأسره معتمد على ذلك، وأسعار النفط أصبحت الأدنى خلال عقود، لذا الأمر مدمّر للغاية لروسيا.. قد أقول إنه سيّئ جدًّا للسعودية، لكنهم يخوضون معركة، معركة على الأسعار، معركة على الإنتاج. سأتدخّل في الوقت المناسب".
وتضرّ أسعار النفط المنخفضة بمنتجي الخام الأميركيين الذين يتحمّلون تكاليف أكبر من نظرائهم في السعودية وروسيا، ومن المرجّح أني يشرعوا في عمليات اندماج.
وتفرض الولايات المتّحدة عقوبات على خطّ أنابيب الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا نورد ستريم 2 وعلى وحدة لشركة النفط الوطنية روسنفت لقيامها بتسويق الخام في فنزويلّا. وأوقفت العقوبات المفروضة على خطّ الأنابيب المشروع قبل فترة وجيزة من إتمامه.
ويقول بعض المشرّعين الأميركيين: إن روسيا والسعودية تتعمّدان استهداف صناعة النفط الصخري الأميركية بعد أن شرع ترامب في سياسة "هيمنة على قطاع الطاقة" بتصدير النفط والغاز إلى أوروبا وآسيا. وبفضل طفرة النفط الصخري، أصبحت الولايات المتّحدة أكبر منتج للنفط في العالم، متخطّيةً السعودية وروسيا.
- توقّعات متحفّظة:
من جانبه، قال غولدمان ساكس في مذكّرة بحثية: إن كبح منتجين أساسيين في أوبك للإمدادات قد يدفع أسعار خام برنت في الربع الثاني للارتفاع إلى 30 دولارًا للبرميل، بينما من المحتمل أن تعزّز إجراءات أميركية لدعم السوق الأسعار في الأجل القريب.
وارتفعت أسعار النفط بعد أن قال ترمب: إنه "سيتدخّل" في حرب الأسعار "في الوقت المناسب". لكن غولدمان ساكس قال: إنه بينما قد تدعم أي تدابير أميركية سوق النفط في النصف الثاني من العام، فإن خفض الإمدادات المواكب سيظلّ غير كافٍ لموازنة خسارة في الطلب قدرها ثمانية ملايين برميل يوميًا، والناجمة عن إبطاء دول للنشاط الاقتصادي لوقف انتشار فيروس كورونا الذي تسبّب بوفاة عشرة آلاف شخص في أنحاء العالم.
وقال البنك في مذكّرة صادرة أمس الخميس: "في الأجل المتوسّط، فإن أثر تلك السياسات سيتوقّف على قابليتها للتطبيق من الناحية السياسية، مع الوضع في الحسبان الانتخابات الرئاسية المقبلة".
وتابع: إن نصيب الإنتاج الأميركي قد يُرفع بما يتراوح بين خمسة وعشرة دولارات تقدير غولدمان ساكس لسعر خام غرب تكساس الوسيط الذي يتراوح بين 40 إلى 45 دولارًا للبرميل في 2021.
وأضاف البنك: إنه بينما تؤدّي العودة إلى سياسات إدارة الولايات المتّحدة لإمدادات النفط في السبعينات والثمانينات إلى "المساعدة في دعم الأسعار في الربعين الثالث والرابع فوق توقّعنا لخام برنت عند 30 و40 دولارًا للبرميل، فإنها ببساطة تستبدل سياسة دعم النفط المصطنعة لأوبك بأخرى"، في إشارة إلى منظّمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك)، حيث تُعدّ السعودية عضوًا أساسيًّا.