يهدّد تفشّي فيروس كورونا بتأثيرات طويلة الأمد على صناعة السيارات الكهربائية، وأوقفت عدد من الشركات خطوط إنتاجها،وأغلقت مصانعها،واتجهت كلّ من شركات BMW و Porsche و Bentley لعرض منتجاتها من السيارات عبر الإنترنت بعد إلغاء معرض جنيف الدولي للسيارات، للحدّ من وباء كورونا.
وكانت الحكومة السويسرية قد قرّرت إلغاء التجمّعات العامة والخاصّة التي يصل عدد المشاركين فيها إلى أكثر من ألف شخص، حتى الخامس عشر من شهر مارس/آذار الجاري.
وقال موريس توريتيني رئيس معرض جنيف للسيارات في شريط فيديو نُشر على الإنترنت: إن "هذا الإجراء وقائي ردًّا على وباء الفيروس الذي يحتدم في أوروبا والآن في سويسرا".
وأعلنتBMW في بيان: "الشركة تتفهّم بالتأكيد هذا القرار، وتأسف أيضًا لأن المعرض لا يمكن أن يقام كالمعتاد"،كما أكدت "Bentley" ترحيبها بقرار الإلغاء، لاسيما أن هذا قرار من أجل صحة جميع المشاركين وسلامتهم.
وعلّقت شركة "تسلا" إنتاجها في الصين، كما كلّفها المسؤولون الصينيون بمكافحة انتشار الفيروس.
وتشهد خطط تسلا التوسّعية ذات النتائج الصناعية الأعلى بحلول نهاية عام 2020 ركودًا حاليًا، حيث شهدت صناعة السيارات في الصين انخفاضًا بنسبة 92٪ في المبيعات بسبب تفشّي فيروس كورونا،و بدأ سهم "تسلا" في الانخفاض.
وفي الوقت الذي تُعدّ فيه الصين أكبر سوق في العالم للسيارات الكهربائية، سيتأثر الطلب على هذه المركبات والنماذج المتميزة التقليدية أكثر من غيرها، لأن مبيعات هذه السيارات تتركّز فى أكبر المدن، التي تصادف كونها الأكثر تضرّرًا من تفشّي “كورونا” المميت.
النتائج تؤكد انخفاض المبيعات لما تسميه الصين "مركبات الطاقة الجديدة"، ولكن تأثير الفيروس سيجعل الأمور أسوأ بالنسبة لتسلا أو أي شركة أخرى لصناعة السيارات تقوم بأعمال تجارية محليًا، خاصة أن عمليات تسليم مركبات الطاقة الجديدة إلى التجّار انخفضت بنسبة 54٪ في يناير / كانون الثاني.
الفيروس يهاجم صناعة السيارات، ليس فقط من جانب العرض، ولكن من جانب الطلب أيضًا، وقد تتعرّض خطة بريطانيا لاستيراد السيارات الكهربائية للتجميد بسبب اعتماد القطاع على الواردات الصينية.
وفي مطلع شباط / فبراير، حذّرت شركة فيات كرايسلر من أن أحد مصانعها الأوروبية سيضطر إلى وقف الإنتاج، في الوقت الذي تكافح فيه من أجل الحصول على قطع غيار رئيسة من مورّدين صينيّين.
وقد أعربت تويوتا وهيونداي وفولفو وبيجو عن قلقها بشأن كيفية تأثير الفيروس على خطوط الإنتاج.
وكان رئيس الوزراء بوريس جونسون يخطط لحظر بعض المركبات للمساعدة في الحدّ من انبعاثات الكربون، و تسبّب تعطّل سلسلة التوريد للسيارات الكهربائية بالقلق في صناعة السيارات.
وتُعدّ الصين واحدة من أكبر الأسواق المستهلكة للسيارات في العالم، والعديد من الشركات لديها وحدات التصنيع الخاصة بها في الصين بسبب الحوافز الاقتصادية فيها، ومع ذلك، فقد أثّر تفشّي الفيروس بشكل كبير على صناعة السيارات التي تتباطأ بالفعل في البلاد، وتتحوّل الأمور إلى أكثر تقلّبًا.
وأعلنت وزارة التجارة الصينية إجراء محادثات مع الحكومة لتحقيق الاستقرار فى مبيعات السيارات،كما أكدت عزمها على إدخال بعض التدابير المعرفية للحدّ من تأثير هذا الوباء على طلب السيارات.
وقال الأمين العامّ لرابطة سيارات الركّاب الصينية، تسوى دونجاشوا: إن تفشّي الفيروس سيؤدّي -على الأرجح- إلى انخفاض مبيعات السيارات بنسبة تصل إلى 5%، وكانت مبيعات السيارات في الصين تتّجه بالفعل إلى انخفاض سنوي لم يسبق له مثيل، قبل أن يجبر الفيروس السلطات على إغلاق مركز مدينة ووهان.
وحذرت شركات -أمثال “تسلا” و”فولكس فاجن” و"تويوتا”- من حدوث اضطرابات في عملياتها، فشركات صناعة السيارات ستقوم -على الأرجح- بإعادة الإنتاج بنسبة 15% في الصين خلال الربع الحالي، بعد تمديد فترات العطلة بسبب الفيروس.
وقال هشام توفيق وزير قطاع الأعمال المصري في تصريحات خاصة لـ"الطاقة": إن مصر قرّرت تأجيل التعاون مع شركة دونج فانج الصينية لتطوير شركة النصر لصناعة السيارات وتحويلها إلى شركة مصنّعة للسيارات الكهربائية، وذلك بسبب التخوّف من فيروس كورونا، خاصة أن الفرع الرئيس لشركة دونج فانج يقع فى مدينة ووهان الصينية البؤرة الرئيسة لانتشار المرض.
والجدير بالذكر أن وفدًا من شركة دونج فانج الصينية زار مصر في شهر ديسمبر الماضي، لبحث خطط تطوير وإحياء شركة النصر لصناعة السيارات من خلال إنشاء مشروع مشترك على أرض الشركة لإنتاج السيارات الكهربائية بتكنولوجيا صينية، واتُّفِق على بدء تفعيل الاتّفاقية خلال النصف الأول من عام 2020.