تقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

صفقات الغاز المسال العملاقة... السعودية تتجه لشراء أطنان من الغاز الطبيعي الأمريكي

أعلنت شركة "أرامكو" السعودية توقيع اتفاقية ضخمة الأربعاء 22 مايو/أيار 2019، لشراء 5 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا من "Port Arthur"، وهو مشروع تصدير يقع في ولاية تكساس الأمريكية ولا يزال قيد الإنشاء.

في حال اكتمل اتفاق الشراء من شركة "(Sempra Energy (SRE" والتي يقع مقرها في سان دييغو بكاليفورنيا، فسيكون واحدا من أضخم صفقات الغاز المسال الموقعة على الإطلاق، وفقا لشركة "Wood Mackenzie" العالمية للاستشارات.

خطوة الشركة السعودية العملاقة جاءت بعد إنهاء مفاوضات بشأن المشاركة في مشروع "نوفاتيك Arctic LNG-2" الذي استمر أكثر من عام ونصف، بحسب ماذكرت صحيفة "فيدوموستي" نقلا عن مصادر مقربة.

هذا وكان رئيس المعهد الروسي للاستثمار، كيريل ديميترييف، قد صرح في خريف 2018، على أن "أرامكو" مستعدة لاستثمار حوالي 5 مليارات دولار في المشروع ، في وقت وصف فيه وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، هذا الاستثمار بأنه "قريب من الإنجاز".

وكان من المقرر أن يصبح "Arctic LNG-2" ثاني أكبر مصنع للغاز المسال تابع لشركة "Novatek" بعد "Yamal LNG"، و بأن تكون قاعدة موارد المشروع هي حقل الصباح في شبه جزيرة غيدان، وسيشمل المصنع نفسه ثلاثة خطوط إنتاج تبلغ طاقتها 6.6 مليون طن سنويا.

السعودية تدخل سوق الغاز الأمريكي المسال بقوة

تعتبر "أرامكو" أكبر شركة نفط في العالم وتمتلك أكبر مصفاة في أمريكا، والتي تقع أيضا في بورت آرثر، وقد بدأت الشركة السعودية في بناء بصمة الغاز الطبيعي المسال.

وقال أمين ناصر ، الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو" في بيان "نرى فرصا كبيرة في هذا السوق وسنواصل متابعة الشراكات الاستراتيجية التي تمكننا من تلبية الطلب العالمي المتزايد على الغاز الطبيعي المسال".

جعلت الثورة الصخرية الولايات المتحدة أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، وهو اللقب الذي تم الاحتفاظ به منذ عام 2009 بعد تجاوزها لروسيا.

كما ويوجد الكثير من الغاز الطبيعي بحيث يتم تحويل جزء كبير منه إلى غاز طبيعي المسال ، وهو نوع من الوقود شديد البرودة يمكن نقله بواسطة السفن عبر البحار، هذا وتحولت الصين ودول نامية أخرى إلى الغاز الطبيعي المسال كبديل أنظف للفحم.

هذا ودخلت كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية بحرب تجارية، حيث فرضت الصين تعريفة بنسبة 10في المئة على الغاز الطبيعي المسال الأمريكي في سبتمبر/أيلول الماضي. لترد الصين على التعريفة الجمركية الأمريكية الجديدة برفع الرسوم على الغاز الطبيعي المسال إلى 25 في المئة على النفط الأمريكي، من ناحية أخرى.

قطر حاضرة في سوق الغاز المسال الأمريكي

دخلت شركة "(ExxonMobil (XOM" في شراكة مع شركة قطر للبترول المملوكة للدولة لتطوير محطة "Golden Pass" للغاز الطبيعي المسال، وهو مشروع تصدير يقع في حي سابين باس في ولاية تكساس. ومن المخطط أن ينتهي هذا المشروع، الذي

تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار، في عام 2024، ويتوقع أن تصل طاقته في النهاية إلى تصدير 16 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا.

هذا وقال دارين وودز، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "إكسون موبيل كوربوريشن"، "توفر الخبرة الواسعة لكل من "ExxonMobil" و"Qatar Petroleum" الخبرة والموارد والقوة المالية اللازمة لإنشاء وتشغيل منشأة تسييل وتصدير متكاملة في الولايات المتحدة".

وأضاف قائلا "من المتوقع أن يخلق هذا المشروع حوالي 9000 فرصة عمل على مدار فترة البناء البالغة خمس سنوات وأكثر من 200 وظيفة دائمة خلال العمليات. تشير التقديرات الأولية لدراسة مستقلة إلى أن المشروع يمكن أن يحقق ما يصل إلى 31 مليار دولار من المكاسب الاقتصادية الأمريكية وأكثر من 4.6 مليار دولار من عائدات الضرائب الفيدرالية والولائية والمحلية المباشرة على مدى عمر المشروع".

"أرامكو" تنوع في المصادر والاستفادة من الفرص

وصف المستشار الاقتصادي والنفطي، السعودي محمد سرور،لـ"سبوتنيك" بأن خطوة "أرامكو" هي "تنويع اقتصادي" في مجال الطاقة والشركة تحاول التنويع والاعتماد بشكل أكبر على الغاز الطبيعي من ناحية بيئية واقتصادية.

كما أن الغاز الأمريكي يعتبر رخيص نسبيا مقارنة بانواع الغاز الأخرى.

وأضاف المستشار، قائلا" الاتفاق مع "نوفتاك" الروسية لم يلغى بل تأجل، وهو جاء خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا، وزيارة خالد الفالح لمنطقة القطب الشمالي مكان المشروع بين "نوفتاك" و"أرامكو"، ولم تظهر أي معلومات رسمية بان المشروع ألغي".

وتابع قائلا "لا أعتقد أن هناك أي تعارض بين المشروعين (في روسيا وأمريكا)، و"أرامكو" قد تستمر في مشروعها مع "نوفتاك"، وهو مشروع طويل الأمد، وهي ستأخذ حصة في الشركة القائمة، وعملية تصريف سيكون عبر السفن الخاصة بها لمختلف الأسواق وليس فقط السعودي، وشراء كميات كبيرة من الغاز الأمريكي هو لسبب الرخص النسبي له حاليا، وأنا أتصور أن القرار ليس قرار سياسي إنما اقتصادي بدرجة رئيسية، و"أرامكو" تتوسع بشكل كبير في الأسواق وفي الاستثمارات من أجل ترسيخ قدمها في مجال المصادر الأخرى غير البترول".

وحول إمكانية شراء الغاز القطري والفائدة الإقتصادية لـ"أرامكو" من الغاز الأمريكي قال، الصبان "هناك عوائق سياسية مع قطر حالت دون شراء الغاز القطري، وبالنسبة لهذه الصفقة فأرامكو تستفيد بشكل أكبر من الولايات المتحدة لأن الأمريكيين يصدرون الغاز الصخري إلى كثير من الأسواق، وهم ليس لديهم مشكلة في التصدير، حتما هم سيستفيدون في توسيع قاعدة زبائنهم، لكن أرامكو في ظل خطتها الجديدة وهي التوسع في مجال الغاز سواء المسال أو الجاف، وهي تحقق هدف واستراتيجية تبنتها منذ أكثر من عامين،

وعدم الاعتماد على مصدر واحد كروسيا على سبيل المثال، والاستفادة من أي فرص أخرى هو نهج للسعودية".

وأضاف الصبان "بأن السوق الأمريكية كبيرة ومفتوحة وليس بالضرورة أن يتم المشاركة أو المنافسة بين الشركات القطرية والسعودية، والمملكة لديها استثمارات في أمريكا كشركة "موتيفا"، وهي أكبر مصفاة في الولايات المتحدة وتمتلكها "أرامكو" بالكامل، لذلك لا أرى أي تعارض في وجود الاستثمارات القطرية إلى جانب السعودية، ودون الحاجة إلى أن يكون هناك شراكة أو صراع أو ما شابه".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق