التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيسلايدر الرئيسيةعاجل

العالم وتغيّر المناخ.. الماضي سيئ والمستقبل أكثر سوءًا (تقرير)

انتقادات شديدة من خبراء الطاقة لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ

أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • ارتفاع درجات الحرارة بمعدل غير مسبوق على مدى الـ2000 عام الماضية
  • تركيزات الكربون وصلت لمستوى قياسي مقارنة بالـ2 مليون سنة الماضية
  • درجات الحرارة العالمية سترتفع 1.5 درجة مئوية بحلول منتصف القرن
  • بعض آثار المناخ ستظل مستمرة لقرون لكن بإمكان العالم تقليل السلبيات
  • انتقادات شديدة لاعتماد تقرير الأمم المتحدة على سيناريوهات مبالغ فيها

السيئ والأسوأ والأكثر سوءًا.. هذه رحلة أزمة تغيّر المناخ من الماضي مرورًا بالحاضر وحتى المستقبل، كما وصفها تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، التابعة للأمم المتحدة.

وفي التقرير السادس للهيئة -الصادر حديثًا- توصّل العلماء إلى أن التأثير البشري في النظام المناخي حقيقة مؤكدة، وأنه المحرك الرئيس للعديد من التغييرات التي لُوحظت عبر الغلاف الجوي والمحيطات والجليد.

وأمام ذلك، ورغم أن التأثيرات المناخية الحاضرة وحتى المستقبلية باتت حقيقة ملموسة، ترك التقرير بصيصًا من التفاؤل للعالم، إذ لا يزال بإمكان الحكومات اتخاذ إجراءات فورية وصارمة لخلق مستقبل منخفض الكربون، ومن ثم تجنُّب السيناريوهات الأكثر سوءًا لارتفاع درجات الحرارة.

الماضي السيئ

أسهمت الأنشطة البشرية في جعل المناخ أكثر سخونة بمعدل غير مسبوق على مدى الـ2000 عام الماضية، مع حقيقة أن كل عقد من العقود الـ4 الماضية كان أكثر دفئًا على التوالي من أي عقد سبقه منذ عام 1850، وفقًا للتقرير.

وشهدت الأرض والمحيطات زيادة شبه ثابتة في انبعاثات الكربون بنحو 56% سنويًا، جراء الأنشطة البشرية على مدار العقود الـ6 الماضية.

ليس هذا فحسب، وإنما تقف تركيزات ثاني أكسيد الكربون أعلى مما كانت عليه في أي وقت في المليوني سنة الماضية.

وهذا لم يؤثر فقط على اليابسة، وإنما أدّى إلى ارتفاع مستوى سطح البحر منذ عام 1900، ليكون أعلى من أي قرن في آخر 3 آلاف سنة، وازدادت المحيطات احترارًا بشكل أسرع من أيّ وقت في آخر 11 ألف سنة.

الحاضر الأسوأ

ربما لم تكن الآثار الكارثية لتغيّر المناخ أكثر وضوحًا مما كانت عليه هذا الصيف، إذ عانت العديد من المناطق في جميع أنحاء العالم موجات الحرارة الشديدة، والجفاف القاسي، والفيضانات المميتة.

وتسبّبت الفيضانات التي دمرت أجزاء من ألمانيا الغربية في مقتل ما لا يقل عن 170 شخصًا، كما أسفرت عن مقتل 12 في مدينة تشنغتشو الصينية هذا العام.

وارتفع إنتاج البشرية من الغازات المسببة للاحتباس الحراري مع تزايد استخدام الوقود الأحفوري، إذ وصلت تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى مستوى قياسي لم يشهده الكوكب منذ مليوني سنة على الأقل، وذلك عام 2019 عند 409.9 جزءًا من المليون.

ويرى التقرير أن الانخفاض في الانبعاثات الكربونية عام 2020 -نتيجة لقيود الإغلاق المرتبطة بكورونا- كان ذا تأثيرات مؤقتة لا يمكن اكتشافها على تلوث الهواء، مع استمرار ارتفاع تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى مستوى قياسي.

ونتيجة لذلك، كان متوسط درجة الحرارة 0.99 درجة مئوية في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين (2001-2020) أعلى من مستويات المدة من عام 1850 حتى عام 1900، بحسب التقرير.

تغيّر المناخ - تغير المناخ - التأثير البشري

المستقبل أكثر سوءًا

بالمعدلات الحالية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، سوف يتجاوز العالم زيادة درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية بحلول منتصف القرن، بل إنها ستتجاوز درجتين مئويتين، ما لم يُجرَ اتخاذ خطوات سريعة لتحقيق الحياد الكربوني.

ووضعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ 5 سيناريوهات لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، متوقعة أن يتجاوز العالم هدف اتفاقية باريس للاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية في كل منها، حتى في أفضل السيناريوهات.

وبالمقارنة مع المدة من عام 1850 حتى عام 1900، من المحتمل أن يكون متوسط درجة حرارة سطح الأرض في المدة من 2081 إلى 2100 أعلى بمقدار 1 إلى 1.8 درجة مئوية في ظل سيناريو انبعاثات غازات الدفيئة المنخفضة للغاية.

وتشير بعض السيناريوهات الأسوأ إلى زيادات أعلى في درجات الحرارة من 3 إلى 5 درجات مئوية.

ويعود 70% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الوقت الحالي إلى دول تعهدت بالحياد الكربوني، لكن إجراءات السياسة الملموسة لتحقيق هذه الغايات لا تزال قاصرة.

والنتيجة السيئة أنه حتى لو اتخذ العالم إجراءات جذرية لتقليل الانبعاثات، فمن المحتمل أن تكون قد تحققت بالفعل الكثير من التداعيات السلبية.

ورغم ذلك، لا يزال بإمكان العالم أن يحد من زيادة درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، وهذا من شأنه أن يقلل من أسوأ الآثار المتوقعة، مثل الأمطار الغزيرة والفيضانات وموجات الحرارة القاتلة، في وقت لاحق من هذا القرن، وفقًا للتقرير.

وبحسب التقرير الأممي، فإنه بمجرد توقف الانبعاثات تقريبًا -بموجب هدف الحياد الكربوني منتصف هذا القرن-، سوف تستقر درجات الحرارة في غضون عقدين من الزمن، لكن بعض الآثار، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، ستظل مستمرة لعدة قرون.

وفي النهاية، يُعدّ هذا التقرير بمثابة تحذير صارخ للدول الـ195 التي من المقرر أن تجتمع في وقت لاحق من هذا العام في غلاسكو في إسكتلندا، للتوصل إلى أهداف أكثر طموحًا لمكافحة تغيّر المناخ، على الرغم من أن العديد من هذه البلدان ليست على المسار الصحيح لتحقيق حتى أهدافها السابقة.

انتقادات شديدة

لم يسلم تقرير الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ من الانتقادات الشديدة من قِبل خبراء الطاقة، وهو ما يتضح في استخدام كلمة (على الأرجح) لأكثر من 2500 مرة طوال التقرير.

ويرى خبير الطاقة الأميركي، أليكس إبستاين، أن توقعات الأمم المتحدة بارتفاع درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية في عقدين من الزمن هو قول خاطئ تمامًا.

وأرجع إبستاين ذلك، لعدة أمور، أن انبعاثات الكربون الناتجة عن الوقود الأحفوري أدّت إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض خلال الـ170 عامًا الماضية، لكن هذا الاحترار كان بطيئًا ويمكن التحكم فيه.

ويرى خبير الطاقة أنه حتى لو تحققت توقعات الأمم المتحدة فإنها لن تكون كارثية على البشرية، مشيرًا إلى أن البشر أصبحوا أكثر أمانًا من أي وقت مضى من آثار المناخ، إذ انخفض معدل الوفيات الناجمة عن الكوارث المرتبطة بالمناخ بنسبة 98% خلال القرن الماضي.

ويضيف إبستاين أن الوقود الأحفوري -الذي يخطط العالم للتخلص منه- جعل البشرية أكثر أمانًا أمام المناخ من خلال توفير كهرباء منخفضة التكلفة للآلات المذهلة التي تحمي البشر من العواصف ودرجات الحرارة القصوى، وتحد من الجفاف.

بينما وجّه الأستاذ في جامعة كولورادو، روغر بيلكي، انتقادات إلى تقرير الأمم المتحدة، مشيرًا إلى الاعتماد على سيناريوهات غير معقولة للتنبؤ بارتفاع درجات الحرارة.

وأوضح أن احتمال حدوث السيناريوهات عالية الانبعاثات -التي ترتفع فيها درجات الحرارة بما يتراوح بين 3.3 و5.7 درجة مئوية- ضعيفة للغاية.

كما يرى بيلكي أن زيادة درجات الحرارة والفيضانات أمر حقيقي وواضح، لكن في الوقت نفسه ليس كل ما يحدث بسبب تغيّر المناخ.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق