رئيسيةأخبار الهيدروجينهيدروجين

أول بئر عربية لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي تخزن الكربون تحت الأرض

دينا قدري

أصبح من المقرر أن تخزّن أول بئر عربية لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي ثاني أكسيد الكربون في أعماق الأرض، بوصفه جزءًا من عملية استخراج كميات هائلة من الهيدروجين.

وستتمكّن البئر الواقعة في شمال الإمارات من استخراج كميات هائلة من الهيدروجين بتكلفة دولار واحد أو أقل للكيلوغرام الواحد، التي ستُستهلك مبدئيًا في الموقع، مع تحويل ثاني أكسيد الكربون في الوقت نفسه إلى معدن صلب في أعماق الأرض، بحسب ما نقلته منصة هيدروجين إنسايت (Hydrogen Insight).

وستتعاون مؤسسة نفط الشارقة الوطنية وشركة سيمنس إنرجي الألمانية مع شركة ديكاهيدرون الأيرلندية، لتقييم جدوى استعمال الهيدروجين الطبيعي في توليد الكهرباء، أو غيرها من التطبيقات الصناعية في إمارة الشارقة.

ويُوسّع هذا التعاون نطاق الدراسات الفنية الجارية التي تُجريها ديكاهيدرون ومؤسسة نفط الشارقة على بئر استكشافية قائمة في الشارقة، بهدف تقييم إمكانات الإمارة في مجال الهيدروجين الطبيعي.

وقد تُسهم حملة التنقيب في عام 2026، التي تهدف إلى تقييم معدلات التدفق وحجم الخزانات، في ترسيخ مكانة الشارقة بوصفها رائدة في منطقة الخليج في مجال إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون من مصادر طبيعية.

أول بئر عربية لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي

سيدرس المشروع -الذي أُعلن في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2025- استعمال الهيدروجين الطبيعي مباشرةً في توليد الكهرباء أو غيرها من التطبيقات الصناعية؛ ما يُجنّب تكاليف التخزين والنقل، ويُوفّر في الوقت نفسه مصدرًا جديدًا للطاقة منخفضة الكربون لدولة الإمارات، يُمكن استعماله في المنشآت كثيفة الاستهلاك للطاقة، مثل مراكز البيانات.

وتُشير النتائج الأولية إلى نتائج مُشجّعة، إذ من المُخطط بدء عمليات الحفر في عام 2026 لتوفير بيانات تفصيلية عن الموارد وقياس معدلات التدفق.

وحال ثبوت جدوى هذه المبادرة، فإنها ستُمكّن من إنتاج الهيدروجين محليًا وبصورة مستقلة عن الشبكة لتوليد الكهرباء، ومراكز البيانات، والعمليات الصناعية، ما يوفّر بديلًا أنظف دون تكلفة البنية التحتية للهيدروجين الاصطناعي.

وتطوّر شركة ديكاهيدرون مشروعها لاستخراج الهيدروجين الطبيعي وتمعدن ثاني أكسيد الكربون في الشارقة، وتعمل حاليًا على التحقق من حجم الموارد.

وتجمع تقنية ديكاهيدرون الخاصة بين استخلاص الهيدروجين الطبيعي ومعالجة ثاني أكسيد الكربون عبر عملية التمعدن السربنتيني في الصخور فوق المافية؛ ما يؤدي إلى تثبيت الكربون بصفته معدنًا صلبًا مع إطلاق الهيدروجين الجزيئي.

(تمعدُن ثاني أكسيد الكربون يُعدّ عملية طبيعية وصناعية لتحويل غاز ثاني أكسيد الكربون من حالته الغازية إلى معادن صلبة مستقرة، وذلك عبر تفاعله مع المعادن -مثل الكالسيوم والمغنيسيوم- والماء، ما يحبسه بصفة دائمة ويُستعمل بصفته تقنية فاعلة لتخزين الكربون والحد من تغير المناخ)

وستستفيد سيمنس إنرجي من خبرتها الواسعة في تقنيات الطاقة لدعم دراسة الجدوى، مستندةً إلى خبرتها السابقة في حلول الهيدروجين.

وستقدم الشركة -أيضًا- تحليلات معمّقة للمساعدة في تقييم الجدوى التجارية والإسهام في صياغة التوجه الإستراتيجي للمشروع مع تقدمه نحو التنفيذ المحتمل، بحسب ما جاء في البيان الصادر عن "ديكاهيدرون".

أول بئر عربية لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي
جانب من توقيع عقد أول بئر عربية لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي - الصورة من مؤسسة نفط الشارقة (5 نوفمبر 2025)

الهيدروجين الطبيعي وتحول الطاقة

بحسب قاعدة المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، فإن الهيدروجين الطبيعي يُطلق على الغاز الموجود بصورة حرة في طبقات الأرض الجوفية، وعادةً ما يُستخرج عبر عمليات الحفر، مثل التكسير المائي وحقن مزيج من المياه والرمال والمواد الكيميائية، في ضغط مرتفع، بهدف إطلاق الغاز من الصخور.

كما يُطلق عليه "الهيدروجين الأبيض" تمييزًا له عن "الهيدروجين الأخضر" المستخلص من الماء، و"الهيدروجين الأزرق" المستخلص عبر حرق الوقود الأحفوري، مع استعمال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه، وغيره من الأنواع.

ويقول الرئيس التنفيذي لمؤسسة نفط الشارقة، المهندس خميس المزروعي، إن الاكتشاف المحتمل للهيدروجين الطبيعي قد يشكّل فصلًا جديدًا في تاريخ الطاقة بالشارقة، موضحًا أن العمل على دراسة الجدوى يسير بالتوازي مع أنشطة الاستكشاف الجارية حاليًا في شمال الإمارة.

وأضاف أنه "إذا ثبتت جدوى هذا المشروع، فإنه لن يُعزّز دور الشارقة في تحول الطاقة الوطني فحسب، بل سيؤكد -أيضًا- التزام شركة نفط الشارقة بتوفير حلول طاقة مستدامة وآمنة وفعّالة للأجيال المقبلة".

من جانبه، أكد المدير العام لـ"سيمنس إنرجي" في الإمارات، خالد بن هادي، أن هذا التعاون يُمثّل بداية مبادرة جديدة لاستكشاف إمكانات الهيدروجين الطبيعي بوصفه مصدر طاقة نظيفًا ومستدامًا للمنطقة.

وقال: "يُمكن للهيدروجين أن يكون عنصرًا أساسيًا في إزالة الكربون من قطاع الكهرباء، وتقنيتنا جاهزة لتمكين هذا التحول".

كما أشار الرئيس التنفيذي للشركة أرنو لاغر، إلى أن النتائج المبكرة تشير إلى أن الشارقة وشمال الإمارات يمتلكان إمكانات استثنائية، وهو ما تؤكده دراسات مستقلة من جامعة كولورادو للتعدين وجامعة باو الفرنسية.

وشدد على أن التنقيب عن الهيدروجين الطبيعي قد يُحدث تحولًا جذريًا في مشهد الطاقة العالمي، إذ يوفّر موردًا متجددًا ونظيفًا دون انبعاثات، ويُعيد تعريف مفهوم إنتاج الهيدروجين بعيدًا عن العمليات الصناعية المعقدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تخزين الكربون في أول بئر عربية لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي، من منصة "هيدروجين إنسايت".
  2. اتفاقية لتطوير أول بئر عربية لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي في الإمارات، من موقع شركة "ديكاهيدروجين".
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق