7 قصص تروي رحلة الطاقة النووية في 2025 (صور)

شهدت الطاقة النووية في 2025، ظهور منجزات أعادت تشكيل مشهد الطاقة العالمية لدورها بتوفير إمدادات كهرباء موثوقة تلبي الطلب المتنامي.

فقد شهد العام الجاري -الذي شارف على الانتهاء- العديد من التطويرات الرائدة والمنجزات المبتكرة التي أعادت تعريف قطاع الطاقة المحفوف بالمخاطر.

ووفق وكالة الطاقة الدولية، يُتوقع نمو توليد الطاقة النووية عالميًا بنحو 3% سنويًا حتى العام المقبل، مسجلًا مستوى قياسيًا جديدًا بحلول العام الجاري.

وسيأتي النمو هذا مدعومًا بزيادة معدلات التوليد من فرنسا وإعادة تشغيل العديد من محطات الطاقة النووية في اليابان وتشغيل مفاعلات جديدة في أسواق رئيسة مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية وأوروبا.

وخلال الأعوام القليلة المقبلة يُتوقع دخول 29 غيغاواط من السعة النووية حيز التشغيل عالميًا، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

عام النهضة النووية

يُعدّ 2025 عام النهضة النووية العالمية؛ إذ دخل العالم عصرًا جديدًا من الطاقة التي يمكن خلالها أن تطفو محطات الطاقة على سطح الماء، ويمكن للبطاريات أن تستمر لمدة قرن بالكامل دون إعادة شحن، كما استغِلت طاقة النجوم أخيرًا لصالح الشبكة.

وبدءًا من نشر المحطات العاملة بتقنية الانشطار النووي إلى الطاقة غير المحدودة الناتجة عن تجارب الاندماج، كان 2025 عامًا استثنائيًا بالنسبة لتقنية الطاقة النووية.

وعلى الرغم من أن تقنية الاندماج غالبًا تخطف الأنظار، فإن الخطوات المهمة المتّبعة في المفاعلات العائمة والبطاريات النووية التي تستمر لمدة طويلة، تُثبت أن الصناعة النووية تتنوع بوتيرة أسرع من أيّ وقت مضى.

وشكّل عام 2025 نقطة تحوّل حاسمة بالنسبة لقطاع الطاقة النووية؛ إذ شهد سلسلة من الإنجازات التاريخية غير المسبوقة على مستوى العالم.

وفيما يلي 7 قصص تسلّط الضوء على الطاقة النووية في 2025، العام الذي استعادت فيه مكانتها بوصفها محركًا رئيسًا لمستقبل موثوق وخالٍ من الكربون:

1. أول محطة نووية عائمة في العالم تولّد مليار كيلوواط/ساعة

في شهر يناير/كانون الثاني (2025)، أطلقت محطة أكاديميك لومونوسوف (Akademik Lomonosov) -وهي المحطة النووية العائمة الوحيدة في العالم- باكورة إنتاجها من الكهرباء رسميًا سعة مليار كيلوواط/ساعة.

وتلبي المحطة الواقعة في منطقة بيفيك القطبية النائية قبالة ألاسكا، حاليًا، ما يزيد على 60% من احتياجات الكهرباء في إقليم تشوكوتكا -وهو كيان فيدرالي يقع في أقصى شرق روسيا-.

ويُثبت هذا الإنجاز مدى جدوى الطاقة النووية الجاهزة للاستعمال في المناطق النائية؛ فمن خلال وضع مفاعلين من طراز "كيه إل تي -4 0 إس" (KLT-40S) على متن بارجة، توفر المحطة كهرباء مستقرة وخالية من الكربون للمدن الساحلية والمراكز الصناعية دون الحاجة إلى بنية تحتية دائمة على الأرض.

وتحقَّقَ هذا الإنجاز قبل الذكرى السنوية الخامسة لبدء التشغيل التجاري للمحطة، في مايو/ أيار (2025)، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

2. أميركا تبني محطة نووية تاريخية

تخذت الولايات المتحدة خطوة مهمة نحو الطاقة النووية في 2025.

ولتلبية مطالب الطاقة المتزايدة في مراكز البيانات القائمة على الذكاء الاصطناعي، أعلنت أميركا خططًا لبناء محطة طاقة نووية سعة 6 غيغاواط تكفي لسدّ احتياجات 4.5 مليون أسرة.

وبدلًا من الاعتماد فقط على التصميمات التقليدية، تستكشف المبادرة تلك مزيجًا من المفاعلات الضخمة والمفاعلات المعيارية الصغيرة؛ ما يمثّل أحد أكبر الالتزامات نحو الطاقة النووية في عقود.

وحققت شركة نيو سكيل باور (NuScale Power)، بالشراكة مع هيئة وادي تينيسي "تي في إيه" (TVA)، تقدمًا ملحوظًا في برنامجها لنشر نحو 72 مفاعلًا معياريًا صغيرًا في مواقع عدّة.

وبحلول سبتمبر/أيلول الماضي، بلغ المشروع مرحلة مالية مهمة بوصول تكاليف التطوير إلى أكثر من 128 مليون دولار.

3.أول محطة اندماج نووي في العالم

على الرغم من أن معظم مشروعات الاندماج النووي ما يزال يفصلها عن العالم عقود، تعمل شركة هليون إنرجي (Helion Energy) على جدول زمني أسرع بكثير بدعم من استثمارات ضخمة.

وتطور الشركة جهازًا يحمل اسم "بولاريس" (Polaris) لإثبات إمكان استعمال التقنية تجاريًا.

وفي شهر يوليو/تموز، بدأت الشركة العمل بموقع مشروع أوريون (Orion) في منطقة مالاغا في ولاية واشنطن، من أجل تطوير أول محطة طاقة نووية تجارية تعمل بتقنية الاندماج النووي في العالم.

وتستعمِل هليون إنرجي نهجًا فريدًا يتمثل في مجال مغناطيسي لضغط البلازما وإنتاج الكهرباء مباشرةً؛ ما يُغني عن الحاجة إلى التوربينات البخارية.

وأبرمت الشركة اتفاقية شراء كهرباء مع شركة مايكروسوفت، مع خطط لتوليد باكورة إنتاجها من الكهرباء بحلول عام 2028.

4. أكبر جهاز "ستيلاراتور" يُنتج أول هيليوم-3 في العالم

شهد مفاعل الاندماج من نوع ستيلاراتور (Stellarator) المعروف بشكله المعقّد، نهضةً قوية هذا العام.

ونجح الباحثون في تصميم نماذج تستعمِل الهيليوم-3 -وهو نظير نادر ومستقر للهيليوم- الذي لديه القدرة على جعل الاندماج النووي أنظف وأكثر كفاءة من مخاليط الديوتيريوم-التريتيوم التقليدية.

وفي شهر مايو/أيار الماضي حقّق جهاز "ويندلشتاين 7-X"-وهو أكبر جهاز اندماج نووي من نوع ستيلاراتور- إنجازًا تاريخيًا، حينما نجح في توليد أيونات الهيليوم - 3 عالية الطاقة عبر استعمال موجات الراديو للمرة الأولى.

وعبر إثبات قدرتها على تسخين الأيونات المحددة تلك والتحكم بها، فتح العلماء مسارًا أنظف وأكثر أمانًا لمحطات الطاقة المستقبلية القائمة على تقنية ستيلاراتور.

ويقرب هذا الإنجاز من إمكان تصنيع مفاعل قادر على العمل دون المخاطرة بحصول أيّ خلل للبلازما.

5. أول اختبار لملف اندماج نووي في العالم

يتطلب الاندماج النووي أقوى مغناطيسات صُنعت على الإطلاق، وقد توصّل العلماء هذا العام إلى إنجاز بالغ الأهمية مع اختبار أول ملف يعمل بالاندماج النووي في العالم.

وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلنت شركة هليكال فيوجن (Helical Fusion) إنجاز اختبار أداء لملف فائق التوصيل عالي الحرارة، هو الأول من نوعه عالميًا.

وحاكى الاختبار البيئات المعقّدة الموجودة داخل مفاعل تجاري، ويكتسب الإنجاز أهميته من كون الملفات تلك تُعدّ بمثابة "أقفاص مغناطيسية" تحوي البلازما.

ولعل إثبات قدرة ملف فائق التوصيل عالي الحرارة على الحفاظ على تيار مستقر تحت هذا الإجهاد الشديد، يؤكد صحة الهندسة الخاصة بمفاعل هليكسا كاناتا (Helix KANATA) المستقبلي في اليابان، والمخطط لبنائه في ثلاثينيات القرن الحالي.

6. أول مغناطيس عملاق يستغل طاقة الاندماج النووي عالميًا

أحدثت طفرة كبيرة في تصميم المغناطيسات العملاقة تحولًا في اقتصاديات تقنية الاندماج النووي.

وأعلنت شركة توكاماك إنرجي (Tokamak Energy) -ومقرّها المملكة المتحدة- نتائج قياسية من نظام المغناطيس ديمو4 (Demo4) التابع لها.

وحقّق النظام قوة مجال مغناطيسي بلغت 11.8 تيسلا عند درجة حرارة سالب 243 درجة مئوية، باستغلال أشرطة متطورة فائقة التوصيل وعالية الحرارة.

وتُعدّ التقنية تلك سر نجاح الشركات الناشئة مثل كومنولث فيوجن سيستمز (Commonwealth Fusion Systems)؛ إذ تتميز المغناطيسات الفائقة" تلك بكثافة تيار أعلى بواقع 200 ضعف من النحاس.

وتتيح التقنية تلك لمفاعلات الاندماج النووي أن تصبح أصغر بكثير وفاعلة من حيث التكلفة كذلك؛ ما يقلل حجم محطات الاندماج النووية على نطاق الشبكة في المستقبل، وانعكاسات ذلك على أسعارها.

7.بطارية نووية تعمل 100 عام دون شحن

اشتملت قصص الطاقة النووية الـ7 في عام 2025 على أول بطارية نووية في الصين طوّرها العلماء باستعمال الكربون 14 المشعّ، لديها القدرة على العمل بكفاءة لمدة 100 عام دون شحن.

البطارية الجديدة أُزيح عنها الستار في شهر مارس/آذار الماضي، ولديها القدرة على تشغيل أجهزة لمدة تصل إلى آلاف السنين؛ ما يجعلها مصدر طاقة طويل الأمد.

وعلى الرغم من أن العمر التشغيلي للبطارية مُصمَّم ليبلغ 50 عامًا؛ فإنه قد يدوم لأكثر من 100 عام في ظل الظروف القاسية، مثل أعماق البحار والمناطق القطبية.

وتُنتج البطارية التي لا يتجاوز حجمها عملة معدنية، تيارًا كهربائيًا 282 نانو أمبير، وجهد دائرة مفتوحة 2.1 فولت، وطاقة خرج قصوى قدرها 433 نانو واط.

وتقترن البطارية النووية بمجموعة من التطبيقات المُبتكرة، بما في ذلك الأجهزة الطبية، مثل غرسات العين، وأجهزة السمع، وأجهزة تنظيم ضربات القلب؛ ما يُقلل الحاجة إلى استبدالها ويُخفّف العبء على المرضى.

موضوعات متعلقة..

• الطاقة النووية العائمة.. حل واعد لأزمة الكهرباء في أفريقيا (تقرير)
• 5 متطلبات لمضاعفة قدرة الطاقة النووية 3 مرات بحلول 2050
• الطاقة النووية تتفوق على المصادر المتجددة في توفير كهرباء مستقرة وموثوقة (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في السعودية يقترب من الإنجاز
• أكبر محطة طاقة شمسية عائمة بجنوب شرق آسيا تطورها الإمارات
• السيارات الكهربائية ترفع مبيعات هيونداي وكيا في أوروبا

المصادر:
1. تطورات الطاقة النووية في 2025، من "إنترستنغ إنجنيرنيغ"
2.توقعات سعة الطاقة النووية، من "نيوكلير بزنس بلاتفورم"