مشروعات الهيدروجين في الدول العربية 2025.. أبرز التطورات في 6 بلدان
سامر أبووردة

تشهد مشروعات الهيدروجين في الدول العربية 2025 منعطفًا مهمًا، مع دخول المنطقة مرحلة جديدة من الاستثمار في الوقود الأخضر، مدفوعة بزيادة الطلب العالمي على الطاقة منخفضة الكربون، واتّساع نطاق الشراكات الدولية، وتسارع المبادرات الحكومية.
وخلال عام 2025 وحده، برزت سلسلة من التطورات الكبرى في 6 دول عربية، هي: سلطنة عمان، وموريتانيا، والسعودية، والمغرب، ومصر، والأردن.
وحسب نتائج مسح أجرته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن المنطقة تتجه إلى مرحلة تأسيس منظومة متكاملة للهيدروجين الأخضر، تشمل الإنتاج والتصدير وتصنيع مشتقات الوقود النظيف.
وشهد عام 2025 استثمارات تتجاوز مئات المليارات من الدولارات، من خلال اتفاقيات ومزايدات جديدة، وشروع دول عدّة في تأسيس ممرات تصديرية، بالإضافة إلى إطلاق منشآت إنتاج محلية للمرة الأولى في تاريخ بعض الدول.
وفيما يلي، نتائج مسح منصة الطاقة:
مشروعات الهيدروجين في سلطنة عمان
تُعدّ سلطنة عمان أكثر الدول العربية نشاطًا في تطوير مشروعات الهيدروجين خلال 2025، إذ برزت 3 محطات رئيسة لتطورات العام الجاري، جميعها تعزز موقع السلطنة ضمن مشروعات الهيدروجين في الدول العربية 2025.
تدشين أول محطة للهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
أطلقت شركة عُمان شل، 24 فبراير/شباط 2025، أول محطة لتزويد المركبات بالهيدروجين بالقرب من مطار مسقط الدولي، ضمن مشروع "الهيدروجين الأخضر للتنقل".
ووفقًا لبيانات المشروع لدى منصة الطاقة، تبلغ قدرة المحطة 130 كيلوغرامًا يوميًا من الهيدروجين المنتج باستعمال الطاقة الشمسية.
وتُمثّل هذه المنشأة أول بنية تحتية فعلية لإنتاج وقود الهيدروجين داخل السلطنة، ما يعزز خطّتها لتحقيق الحياد الكربوني 2050.

إطلاق الجولة الثالثة من المزايدات
أعلنت شركة هايدروم، في 30 أبريل/نيسان 2025، بدء الجولة الثالثة من المزايدات على أراضي مشروعات الهيدروجين في ولاية الدقم بمساحة 300 كيلومتر مربع، مع السماح للمشروعات التي تبدأ من 100 كيلومتر مربع.
وتضمنت الجولة مدة تحضيرية تمتد 9 أشهر لإعداد الدراسات، فضلًا عن إمكان بيع فائض الكهرباء إلى شبكة الكهرباء الوطنية.
وفي 13 أغسطس/آب 2025، أعلنت هايدروم حزمة حوافز ضخمة، تتضمن:
- خفض التكاليف بنسبة 50% مقارنة بالجولات السابقة.
- خفض رسوم الامتياز من 3% إلى 1%، وإعفاء ضريبي لمدة 5 سنوات للمشروعات التي تعمل قبل نهاية 2032.
- تخفيض 90% من رسوم الانتفاع خلال مرحلة التطوير.
- منح مرونة في مساحات التطوير (100–300 كيلومتر مربع).
- السماح بالتطوير على مراحل.
اتفاقية أول ممر لتصدير الهيدروجين المسال
وقّعت سلطنة عمان، في 16 أبريل/نيسان 2025، اتفاقية تاريخية مع هولندا لتطوير أول ممر تجاري عالمي لتصدير الهيدروجين المسال بين:
- ميناء الدقم (عمان)
- ميناء أمستردام (هولندا)
- مراكز صناعية في ألمانيا

وتستهدف البلاد تصدير أول شحنة من الهيدروجين المسال بحلول 2030، اعتمادًا على دراسات جدوى اكتملت في 2024، وبإجمالي استثمارات مستهدفة تبلغ 49 مليار دولار لإنتاج 1.25 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر.
ويمثّل هذا المشروع خطوة محورية داخل منظومة مشروعات الهيدروجين في الدول العربية 2025، إذ يضع سلطنة عمان في موقع متقدم ضمن ممرات الطاقة النظيفة عالميًا.
مشروع ميغاتون مون في موريتانيا
في فبراير/شباط 2025، خطت موريتانيا خطوة كبيرة ضمن مشروعات الهيدروجين في الدول العربية 2025، بعد توقيع شركة "غرين غو إنرجي" الدنماركية اتفاقيتها الأولى في أفريقيا لتطوير مشروع ميغاتون مون القريب من العاصمة نواكشوط، الذي يُعدّ ضمن أكبر 4 مشروعات هيدروجين في البلاد.
ويهدف المشروع إلى إنشاء قدرات تحليل كهربائي تبلغ 6 غيغاواط لإنتاج ما يصل إلى 4 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر، اعتمادًا على منظومة ضخمة من الطاقة المتجددة تشمل 6.8 غيغاواط من طاقة الرياح و6.3 غيغاواط من الطاقة الشمسية على مساحة تتجاوز 100 ألف هكتار.

أمّا المرحلة الأولى، فستنتج نحو 335 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا بحلول منتصف 2031، مع التوسع التدريجي حتى 2033. ويأتي هذا المشروع ليعزز موقع موريتانيا مركزًا صاعدًا في سوق الوقود الأخضر، نظرًا لامتلاكها احتياطات كبيرة من مساحات الطاقة المتجددة ومواقع ملائمة للتصدير.
بهذا المشروع الضخم، تدخل موريتانيا بقوة دائرة مشروعات الهيدروجين في الدول العربية 2025، لا سيما مع قدرة المشروع على دعم سلاسل الإمداد الإقليمية والدولية.
أكبر مشروع للهيدروجين الأخضر في السعودية
شهدت المملكة العربية السعودية واحدة من أبرز القفزات ضمن مشروعات الهيدروجين في الدول العربية 2025 بإطلاق مشروع ينبع للهيدروجين الأخضر، الذي وصفته التقارير بأنه سيكون ضعف حجم مشروع نيوم تقريبًا.
وفي إفصاح تنظيمي بتاريخ 26 يوليو/تموز 2025، أعلنت شركة تكنيكاس ريونيداس الإسبانية الفوز بعقد التصميم الهندسي الأولي للمشروع بالشراكة مع سينوبك الصينية، ما يمهّد لبناء منشأة تعتمد على 4 غيغاواط من التحليل الكهربائي لإنتاج 400 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر، أوتحويله إلى أمونيا خضراء بمعدل 2.2 مليون طن سنويًا..
ويضم المشروع مرافق مساندة تشمل تحلية مياه البحر ومحطة تصدير متخصصة، بالإضافة إلى منظومة كبيرة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح -خارج نطاق العقد الحالي-، مع استهداف التشغيل التجاري الكامل بحلول 2030.
وتعدّ هذه الخطوة امتدادًا لإستراتيجية المملكة لتعزيز موقعها العالمي في إنتاج الهيدروجين، بعد مشروع نيوم الذي يعدّ أحد أهم مشروعات الطاقة المتجددة في المنطقة.
6 مشروعات هيدروجين في المغرب
في 6 مارس/آذار 2025، أعلن المغرب اختيار 5 مستثمرين محليين ودوليين للتفاوض بشأن تنفيذ 6 مشروعات جديدة للهيدروجين الأخضر بإجمالي استثمارات تبلغ 319 مليار درهم (نحو 34.42 مليار دولار)، في واحدة من أكبر خطوات التوسع ضمن مشروعات الهيدروجين في الدول العربية 2025.
وستقام المشروعات في الجهات الجنوبية الـ3 بهدف إنتاج الأمونيا الخضراء والوقود الاصطناعي والفولاذ الأخضر، على مساحات تصل إلى 30 ألف هكتار لكل مشروع.
وتشمل التحالفات المستثمرة:
- تحالف ORNX (أورتوس الأميركية، أكسيونا الإسبانية، نورديكس الألمانية) – لإنتاج الأمونيا.
- تحالف طاقة الإماراتية + سيبسا الإسبانية – لإنتاج الأمونيا والوقود الاصطناعي.
- شركة ناريفا المغربية – لإنتاج الأمونيا والوقود الاصطناعي والفولاذ الأخضر.
- شركة سعودية متخصصة في الطاقة المتجددة – لاستثمارات في الأمونيا.
- تحالف شركتي UEG و China Three Gorges الصينيتين – لإنتاج الأمونيا.
ويمثّل هذا الإعلان نقطة تحول في مسار مشروعات الهيدروجين في الدول العربية 2025، إذ يسعى المغرب إلى توفير ما يزيد على 4% من احتياجات العالم من الهيدروجين بفضل موارده المتجددة وموقعه القريب من أوروبا.
(الدرهم المغربي = 0.11 دولارًا أميركيًا)
إنتاج الأمونيا الخضراء في مصر
في 8 أبريل/نيسان 2025، وُقِّعت واحدة من أهم اتفاقيات مشروعات الهيدروجين في الدول العربية 2025، لتطوير محطة الهيدروجين الأخضر في رأس شقير على ساحل البحر الأحمر، بالشراكة بين الهيئة العامة لمواني البحر الأحمر، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وتحالف الوقود الأخضر الذي يضم شركتي إي دي إف رينوبلز الفرنسية وزيرو ويست المصرية-الإماراتية.
ويمثّل المشروع استثمارًا ضخمًا بقيمة 7 مليارات يورو (8.12 مليار دولار)، بهدف إنتاج مليون طن سنويًا من الأمونيا الخضراء على 3 مراحل، بدءًا من عام 2029، وتبلغ تكلفة المرحلة الأولى -التي تستهدف إنتاج 300 ألف طن سنويًا- نحو 2 مليار يورو (2.32 مليار دولار).

وتطلّبت دراسة الجدوى التي أُنجزت قبل توقيع الاتفاق تخصيص 368 كيلومترًا مربعًا لمحطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بجانب تخصيص مساحة 1.2 مليون متر مربع لبناء المصنع بمراحله الـ3، وإنشاء مسار كهربائي بطول 7 كيلومترات لربط المنظومة، بالإضافة تطوير رصيف شحن بطول 400 متر وغاطس 17 مترًا.
ويمثّل مشروع رأس شقير محطة مهمة في خريطة مشروعات الهيدروجين في الدول العربية 2025، لا سيما مع تركيزه على خدمة قطاع تموين السفن في والتصدير في ممر قناة السويس، ما يعزز مكانة مصر بصفتها مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة.
(اليورو = 1.16 دولارًا أميركيًا)
الهيدروجين الأخضر في الأردن
شهدَ قطاع الهيدروجين الأخضر في الأردن خلال عام 2025 تحولًا لافتًا، مع انتقال المشروعات من نطاق المذكرات والدراسات الأولية إلى خطوات تنفيذية تعكس جدّية التوجّه الوطني نحو اقتصاد منخفض الكربون.
وقال وزير الطاقة والثروة المعدنية، صالح الخرابشة، في حوار مع منصة الطاقة المتخصصة، إن الوزارة تعمل مع 14 شركة محلية ودولية على تطوير مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، وفق 3 مراحل عمل متتابعة تشمل إعداد التقارير الفنية، وتوقيع اتفاقيات استعمال الأراضي، وصولًا إلى مفاوضات اتفاقيات الاستثمار بصيغتها القياسية.

واعتمدت الحكومة، في أغسطس/آب 2025، حزمة واسعة من الحوافز لدعم الاستثمارات، أبرزها تخفيض ضريبة الدخل إلى 5%، وإعفاء المعدّات الثابتة من الرسوم الجمركية والضرائب، بالإضافة إلى إعفاء العقود والخدمات المرتبطة بالمشروعات من التوريد حتى التشغيل، ومنح مدة سماح للإيجار تصل إلى 5 سنوات.
كما حُدّدت آلية جديدة لاحتساب العوائد الحكومية على أساس صافي التدفقات النقدية للمشروعات.
وفي الشهر نفسه، وافق مجلس الوزراء على مذكرة تفاهم لإعداد دراسة جدوى لمشروع كبير في مجال الميثانول الأخضر، بالتعاون مع مجموعة الطاقة المتحدة الصينية، لتبرز ضمن أهم اتفاقيات مشروعات الهيدروجين في الدول العربية 2025، ما يمهّد لمشروعات إضافية تعزّز البنية الوطنية للوقود الأخضر.
وفي سبتمبر/أيلول 2025، وقّعت الوزارة مذكرة تفاهم جديدة مع شركة "يو إي جي غرين هيدروجين ديفيلوبمنت" الصينية UEG Green Hydrogen Development Holding Limited لدراسة مشروع بتكلفة 1.155 مليار دولار لإنتاج 200 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا، بالاعتماد على الطاقة المتجددة ومياه البحر المحلاة، ضمن منطقة مخصّصة للدراسات الفنية.
إنتاج الهيدروجين وتصديره في المنطقة العربية
يشير مسح منصة الطاقة المتخصصة حول تطورات مشروعات الهيدروجين في الدول العربية 2025، إلى أن الدول الـ6 محل الرصد نجحت في بناء منظومة متكاملة، تشمل:
- إنشاء منشآت إنتاج ضخمة (مثل ميغاتون مون وينبع).
- التوسع في إنتاج الأمونيا الخضراء (المغرب ومصر والأردن).
- إطلاق محطات إنتاج محلية لدعم النقل (سلطنة عمان).
- تأسيس ممرات تصديرية عالمية (الدقم – أمستردام).
- طرح جولات مزايدة مرنة لجذب المستثمرين (سلطنة عمان).
- استقطاب استثمارات كبرى تتجاوز 33 مليار دولار (المغرب).
ويسهم هذا التنوع في تعزيز قدرة المنطقة على أداء دور محوري في سوق الهيدروجين العالمية، لا سيما مع امتلاك الدول العربية موارد ضخمة من الطاقة الشمسية والرياح، ومواقع جغرافية ملائمة للتصدير.
الخلاصة:
مع نهاية 2025، باتت مشروعات الهيدروجين في الدول العربية 2025 جزءًا رئيسًا من التحول الطاقي العالمي، إذ تُظهر البيانات أن الدول العربية لا تكتفي بإطلاق مشروعات إنتاج، بل تتحول تدريجيًا إلى بناء منظومة اقتصادية كاملة تشمل الصناعة والتصدير والبنى التحتية وسلاسل الإمداد.
وتحمل السنوات المقبلة ملامح توسُّع إضافي، مدفوعًا بنمو الطلب الدولي على الهيدروجين منخفض الكربون، واستمرار الحكومات العربية في تقديم الحوافز وجذب الاستثمارات الكبرى، ما يجعل المنطقة أحد أهم أقطاب الصناعة عالميًا.
موضوعات متعلقة..
- الهيدروجين الأخضر.. سوق متعثرة و"اختبار حاسم" في السعودية (تقرير)
- الهيدروجين الأخضر في المغرب.. مسؤول: هذه 3 تحديات و"موعد مهم" (خاص)
- إستراتيجية الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان تتجه نحو الريادة عالميًا (تقرير)
نرشّح لكم..
- ملف خاص عن أسواق الغاز المسال العربية والعالمية.
- حقول النفط والغاز في الدول العربية.. احتياطيات ضخمة.
- صفقات الطاقة في الدول العربية منذ بداية 2025.
المصادر:
- فوز شركتين عالميتين بتصميم أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في السعودية، من منصة "بيزنس بيبول"
- بيانات مشروع ميغاتون مون في موريتانيا، من موقع شركة "غرين غو إنرجي"





