التقاريرحصاد 2025سلايدر الرئيسيةملفات خاصة

اكتشافات النفط والغاز العربية في 2025.. 5 دول تستحوذ على النصيب الأكبر

سامر أبووردة

شهدت اكتشافات النفط والغاز العربية في 2025 طفرة لافتة، مع تسجيل 5 دول موجة واسعة من الاكتشافات البرية والبحرية، عكست قوة الزخم الاستكشافي، وتنامي الاستثمارات، واتّساع نطاق أعمال الحفر في واحدة من أكثر السنوات نشاطًا خلال العقد الجاري.

وتبرز اكتشافات النفط والغاز في السعودية والكويت وليبيا ومصر والعراق بوصفها ركيزة رئيسة لتعزيز الاحتياطيات، ودعم خطط التوسع الإنتاجي، وتوفير أمن الإمدادات، لاسيما في ظل التقلبات الجيوسياسية وارتفاع الطلب الإقليمي على الطاقة.

جاء ذلك حسب نتائج مسح حديث، أجرته منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).

ولم تقتصر اكتشافات النفط والغاز العربية في 2025 على الكمّ، بل امتدّت إلى نوعية المكامن وجودة الخزانات والقدرات التدفقية، مع تسجيل أرقام غير مسبوقة في بعض الدول، مثل الكويت التي حققت أكبر اكتشافاتها البحرية، والعراق الذي أضاف أكثر من ملياري برميل دفعة واحدة إلى احتياطياته.

وقد شكّلت هذه الاكتشافات رافعة إستراتيجية لخطط الأمن الطاقي، وتأكيدًا لاستمرار المنطقة العربية بصفتها مركزًا عالميًا رئيسًا في إمدادات الطاقة التقليدية.

وفي هذا التقرير، ترصد منصة الطاقة، أبرز ملامح سنة استثنائية على صعيد اكتشافات النفط والغاز العربية في 2025، وفق مسح أجرته.

اكتشافات النفط والغاز في السعودية

برزت السعودية ضمن مشهد اكتشافات النفط والغاز العربية في 2025، مع إعلان أرامكو تحقيق 14 اكتشافًا في المنطقة الشرقية والربع الخالي، شملت 6 حقول نفطية ومكمنين للنفط العربي، وحقلين و4 مكامن للغاز الطبيعي.

وجاء أبرز اكتشاف نفطي في حقل الجبو بالمنطقة الشرقية، بعد تدفّق النفط العربي الخفيف جدًا من البئر (الجبو-1) بمعدل 800 برميل يوميًا.

كما اكتُشف حقل صياهد عبر البئر (صياهد-2) بمعدل 630 برميلًا يوميًا، في حين سجّل حقل عيفان واحدًا من أعلى معدلات التدفق بواقع 2840 برميلًا يوميًا، إضافة إلى 0.44 مليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي يوميًا.

وشملت الاكتشافات توسعًا لافتًا في المكامن؛ إذ أعلنت أرامكو اكتشاف مكمن الجبيلة في حقل البري عبر البئر (البري-907)، بمعدل 520 برميلًا يوميًا، مصحوبًا بـ 0.2 مليون قدم مكعبة من الغاز. كما اكتُشف مكمن عنيزة-أ في حقل مزاليج عبر البئر (مزاليج-64) بمعدل 1011 برميلًا يوميًا، إلى جانب 0.92 مليون قدم مكعبة من الغاز.

وفي الربع الخالي، برز اكتشاف حقل نوير، بعد تدفق النفط العربي المتوسط من البئر (نوير-1) بمعدل 1800 برميل يوميًا، إضافة إلى 0.55 مليون قدم مكعبة من الغاز، كما أُعلِنَ اكتشاف حقل الضمداء بمعدل تدفّق 200 برميل يوميًا من مكمن مشرف-ج، و115 برميلًا يوميًا من مكمن مشرف-د.

وجاءت الاكتشافات الغازية لتضيف بعدًا جديدًا ضمن مشهد اكتشاف النفط والغاز العربية في 2025؛ إذ سجل حقل الغزلان في المنطقة الشرقية أحد أعلى التدفقات بواقع 32 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، إضافة إلى 2525 برميلًا من المكثفات.

كما شهد العام اكتشاف حقل آرام بمعدل تدفّق بلغ 24 مليون قدم مكعبة يوميًا، إلى جانب 3000 برميل من المكثفات، وفي حقل المحواز، اكتُشِف مكمن القصيباء بمعدل 3.5 ملايين قدم مكعبة يوميًا.

وفي الربع الخالي، اكتُشف مكمن العرب-ج في حقل مرزوق بمعدل 9.5 ملايين قدم مكعبة، ثم مكمن العرب-د بمعدل 10 ملايين قدم مكعبة، إلى جانب مكمن الجبيلة العلوي بمعدل 1.5 مليون قدم مكعبة يوميًا.

اكتشافات النفط والغاز في الكويت

سجّل قطاع الطاقة الكويتي أحد أهم فصول اكتشافات النفط والغاز العربية في 2025، مع تحقيق اكتشافات بحرية ضخمة عزّزت احتياطيات البلاد، ضمن إستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية لرفع الطاقة الإنتاجية إلى 4 ملايين برميل يوميًا في 2035.

بدأ العام بإعلان اكتشاف حقل الجليعة البحري في يناير/كانون الثاني 2025، الذي تبلغ مساحته 74 كيلومترًا مربعًا، ويضم 800 مليون برميل من النفط متوسط الكثافة، إلى جانب 600 مليار قدم مكعبة من الغاز المصاحب—ما يعادل 950 مليون برميل نفط مكافئ.

ويمثّل الحقل نقطة تحول في المسح البحري الكويتي، لا سيما أنه يفتح المجال أمام اكتشافات إضافية في العصر الطباشيري العلوي.

خريطة توضح موقع حقل الجليعة البحري
خريطة توضح موقع حقل الجليعة البحري- الصورة من صفحة "اسأل عن الكويت" على منصة "إكس"

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2025، أعلنت شركة نفط الكويت اكتشاف حقل جزة البحري على مساحة أولية تبلغ 40 كيلومترًا مربعًا، مع تدفقات قياسية من البئر "جزة-1" بلغت 29 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز، وأكثر من 5 آلاف برميل من المكثفات، وهي الأعلى في تاريخ الآبار العمودية البحرية في الكويت.

وتُقدَّر احتياطيات الحقل بنحو تريليون قدم مكعبة من الغاز، و120 مليون برميل من المكثفات، أي ما يعادل 350 مليون برميل نفط مكافئ، ما يجعله أحد أكبر اكتشافات النفط والغاز العربية في 2025.

وتواصل الكويت تعزيز قدراتها الاستكشافية عبر خطة لحفر 79 بئرًا خلال 5 سنوات، واستثمارات تبلغ 1.2 مليار دينار حتى 2030 ضمن برنامج الحفر الاستكشافي، من أصل ميزانية إجمالية تُقدَّر بـ9.8 مليار دينار لحفر وصيانة أكثر من 6 آلاف بئر.

اكتشافات النفط والغاز في ليبيا

شهدت ليبيا أحد أبرز مسارات اكتشافات النفط والغاز العربية في 2025، مع تسجيل احتياطيات جديدة تتجاوز 168 مليون برميل من النفط، وكميات مهمة من الغاز.

وتَصدَّر المشهد إعلان شركة الخليج اكتشاف البئر و1-م ن 7 أ / F1-NC7a في حوض غدامس بعمق 11 ألفًا و732 مترًا، باحتياطيات تبلغ مليون برميل ونحو 19 مليون قدم مكعبة من الغاز.

كما سجّلت الشركة اكتشاف البئر ز1-م ن 59 / G1-NC59 في حوض سرت باحتياطيات تبلغ 11.67 مليون برميل، وتلاه اكتشاف البئر ح1-م ن 4 / H1-NC4 بعمق 10 آلاف و751 مترًا، باحتياطيات تُقدَّر بـ 5.14 مليون برميل، و5.13 مليار قدم مكعبة من الغاز، مع توقعات إنتاج تصل إلى 4 آلاف و675 برميلًا برميلًا يوميًا، ومليوني قدم مكعبة من الغاز.

وحققت شركة أو إم في النمساوية اكتشافًا مهمًا في البئر ب1-4/106 في حوض سرت، باحتياطيات تصل إلى 20.5 مليون برميل، وإنتاج يومي يُقدّر بـ 4 آلاف و200 برميل من النفط، و2.6 مليون قدم مكعبة من الغاز، ليبرز ضمن أهم اكتشافات النفط والغاز العربية في 2025.

وسجّلت شركة سوناطراك الجزائرية واحدًا من أضخم اكتشافات النفط والغاز العربية في 2025 عبر البئر أ1-2/65 في غدامس، باحتياطيات تبلغ 122 مليون برميل، إضافة إلى 47 مليار قدم مكعبة من الغاز، مع إنتاج يومي يبلغ 1344 برميلًا و1.88 مليون قدم مكعبة من الغاز.

وتزامنت هذه الاكتشافات مع استعداد ليبيا لطرح أول جولة تراخيص منذ 2007، بهدف رفع الإنتاج إلى مليوني برميل يوميًا بحلول 2030.

اكتشافات النفط في ليبيا خلال عام 2025

اكتشافات النفط والغاز في مصر

واصلت مصر تعزيز موقعها في خريطة اكتشافات النفط والغاز العربية في 2025، مع تسجيل سلسلة من الاكتشافات البحرية والبرية التي دعمت احتياطيات البلاد وخطط خفض واردات الطاقة.

وحسب نتائج مسح منصة الطاقة، فقد حققت مصر 82 كشفًا جديدًا للنفط والغاز في 2025 (60 كشفًا للنفط الخام و22 كشفًا للغاز)، مع وضع 430 بئر نفط وغاز على خريطة الإنتاج، ما أسفر عن إضافة 1.2 مليار قدم مكعبة غاز و200 ألف برميل نفط خام ومكثفات يوميًا إلى الإنتاج المحلي.

ففي 15 يناير/كانون الثاني، أعلنت إكسون موبيل اكتشاف البئر "نفرتاري-1" في شمال مراقيا بالمياه العميقة غرب المتوسط، بعد حفرها باستعمال السفينة "فالاريس دي إس-9"، مع العثور على خزانات غازية كبيرة.

وفي فبراير/شباط، أكدت شركة النفط البريطانية "بي بي" اكتشاف البئر "كينغ 2" في امتياز كينغ مريوط غرب المتوسط، حسب بيانات قطاع النفط المصري لدى منصة الطاقة المتخصصة.

وفي مارس/آذار، أعلنت وزارة البترول المصرية أن النتائج المبدئية للبئر الاستكشافية "الفيوم 5"، في منطقة شمال الإسكندرية غرب البحر المتوسط في مياه عمقها 346 مترًا باستعمال سفينة الحفر "فالاريس دى إس- 12"، أظهرت وجود طبقة حاملة للغاز، مشيرةً إلى أن هذه البئر تُعدّ ثاني اكتشاف لشركة بي بي في المنطقة الغربية، بعد البئر "كينغ 2".

كينغ مريوط
سفينة الحفر "فالاريس دي إس-12"- الصورة من موقع سيشن نيوز

كما أعلنت وزارة البترول، في 12 أبريل/نيسان، نجاح شركة خالدة للبترول في تسجيل 3 اكتشافات بالصحراء الغربية، تحتوي على نحو 12 مليون برميل من النفط المكافئ، بالإضافة إلى 4 ملايين برميل قابلة للاسترجاع.

وبلغ إنتاج الاختبارات الأولية نحو 2750 برميلًا يوميًا من النفط والمكثفات، و20 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا.

وفي 1 مايو/أيار، سجّلت شركة جابكو كشفًا جديدًا بعد اختبار البئر GS327-A15 في رمال الكريم، بمعدل إنتاج مبدئي 720 برميلًا يوميًا.

كما أعلنت شركة بتروبل، في 8 مايو/أيار، اكتشافًا بخليج السويس من البئر غرب فيران-2 بمعدل تدفّق بلغ 2660 برميلًا يوميًا.

وفي 11 مايو/أيار، حققت "خالدة" كشفًا إضافيًا جنوب NUT-1، مؤكدةً وجود شواهد غازيّة بسُمك 253 قدمًا في طبقات رمال الشفا.

وفي 22 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت وزارة البترول تحقيق 10 اكتشافات في دلتا النيل والصحراء الغربية خلال أقل من 20 يومًا، منها:

  • اكتشافان غازيّان في دلتا النيل عبر شركتي هاربور إنرجي ودانة غاز بإنتاج إجمالي 19 مليون قدم مكعبة يوميًا.
  • اكتشافات شركة خالدة بإنتاج يتجاوز 3550 برميلًا و23 مليون قدم مكعبة يوميًا.
  • اكتشاف عجيبة (درة-44) بإنتاج يفوق 500 برميل يوميًا.
  • اكتشاف الشركة العامة للبترول (GPU-1X) بإنتاج 350 برميلًا يوميًا.
  • اكتشاف بتروسنان (HG34/1 D-1X) بواقع 1000 برميل يوميًا.

اكتشافات النفط في العراق

اكتمل مشهد اكتشافات النفط والغاز العربية في 2025 بإعلان العراق أحد أضخم اكتشافاته الحديثة، عبر شركة نفط الوسط، بالتعاون مع شركة "إي بي إس" الصينية (EBS)، في 20 يناير/كانون الثاني 2025.

أدى الاكتشاف الجديد إلى رفع احتياطيات حقل شرق بغداد من 13 مليارًا إلى 15 مليار برميل، في زيادة تُعدّ الأكبر منذ عقود، إذ أظهرت البئر الاستكشافية قدرة إنتاجية تصل إلى 5 آلاف برميل يوميًا.

وفي يونيو/حزيران 2025، وقّعت وزارة النفط عقدًا لحفر أول بئر ضمن خطة تشمل حفر 15 بئرًا لتعزيز الاحتياطيات.

حقل شرق بغداد في العراق
منصة حقر في حقل شرق بغداد- الصورة من وزارة النفط العراقية

الخلاصة:

تؤكد البيانات الواردة أن اكتشافات النفط والغاز العربية في 2025 قد شكّلت عامًا محوريًا على صعيد أمن الطاقة وتوسيع الاحتياطيات، مع تنوع جغرافي ومكمني غير مسبوق، وتسجيل تدفقات عالية في بعض المواقع البحرية والبرية.

ويعزز هذا الزخم قدرة الدول العربية على تنفيذ خططها الإنتاجية، ومواكبة الطلب المتزايد، وترسيخ مكانتها ضمن أسواق الطاقة العالمية.

موضوعات متعلقة..

نرشح لكم..

المصادر:

  1. اكتشافات النفط والغاز في ليبيا، من موقع مؤسسة النفط الليبية
  2. إعلان اكتشاف حقل جزة البحري الكويتي، من "كونا"
  3. بيان وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية
  4. وزارة النفط العراقية تعلن اكتشاف أكبر خزين نفطي في حقل شرق بغداد، من وكالة "شينخوا" الصينية
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق