النفط والغاز في أفريقيا.. صفقة لاستغلال احتياطيات بأكثر من تريليوني قدم مكعبة
دينا قدري
يواصل قطاع التنقيب عن النفط والغاز في أفريقيا جذب اهتمام كبرى الشركات العالمية، في ظل السعي الدائم إلى توفير إمدادات موثوقة من الاحتياطيات الهائلة التي تتمتع بها القارة السمراء.
ووفق بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، وقّعت شركة "أنتلر غلوبال" (Antler Global)، التابعة لشركة "يوروبا أويل آند غاز" البريطانية (Europa Oil & Gas)، اتفاقيةً لبيع حصة جزئية في مربع قبالة سواحل غينيا الاستوائية إلى شركة "فوهاي (بكين) إنرجي" (Fuhai (Beijing) Energy).
وتُعدّ "فوهاي" شركة تابعة مملوكة بالكامل لمجموعة "فوهاي غروب نيو إنرجي هولدينغ" الصينية الخاصة (Fuhai Group New Energy Holding).
ويزيد حجم الاحتياطيات المحتملة القابلة للاستخراج من مربع "إي جي 08" قبالة سواحل غينيا الاستوائية، على تريليونَي قدم مكعّبة، بحسب أحدث التقديرات.
صفقة للتنقيب عن النفط والغاز في أفريقيا
وقّعت "أنتلر" اتفاقية مشاركة ملزمة مع "فوهاي" للتنازل عن 40% من عقد تقاسُم الإنتاج الخاص إي جي 08 قبالة سواحل غينيا الاستوائية، مقابل تمويل 95% من تكاليف بئر "باراكودا"، بحدّ أقصى 53 مليون دولار للتكلفة الإجمالية للبئر، على أن تتكفل الشركة، التي ستحتفظ بحق إدارة العمليات، بتغطية النسبة المتبقية البالغة 5%.
وتمتلك شركة يوروبا حصة 42.9% في شركة أنتلر، التي تمتلك حصة تشغيلية بنسبة 40% في اتفاقية تقاسم الإنتاج إي جي 08 بموجب اتفاقية التمويل، في حين تمتلك شركة فوهاي 40%، وشركة جي إي بترول (GEPetrol) النسبة المتبقية البالغة 20%، ممثلةً بذلك مصالح الدولة.
وأوضحت الشركة البريطانية أن الأحجام المحتملة القابلة للاستخراج من مربع "إي جي 08" ما تزال متوافقة عمومًا مع التقديرات السابقة، إذ تعتقد شركة "أنتلر" أن المربع يحتوي على 2.213 تريليون قدم مكعّبة.
وعلّق الرئيس التنفيذي لشركة يوروبا، ويليام هولاند، قائلًا: "يمثّل هذا إنجازًا مهمًا لشركة يوروبا.. يسعدني إبرام هذه الاتفاقية مع شركة فوهاي، التي تُعدّ بلا شك شريكًا ممتازًا وتتوافق تمامًا مع طموح أنتلر في حفر وتطوير مشروع باراكودا بوتيرة سريعة".
وأضاف: "على الرغم من أن الصفقة ما تزال رهنًا بموافقة وزارة المناجم والمحروقات وهيئة تنمية النفط والغاز (ODI)، فإننا على ثقة من الحصول على هذه الموافقة خلال الأشهر المقبلة، ولذلك فقد بدأنا الآن مرحلة الهندسة التفصيلية والمشتريات بهدف بدء حفر البئر في أقرب وقت ممكن".
واختتم هولاند حديثه قائلًا: "سيكون عام 2026 عامًا محوريًا لشركة يوروبا.. أتطلّع إلى إطلاع السوق على آخر المستجدات حالما نحصل على الموافقات اللازمة لإتمام الصفقة ومواصلة التقدم في خططنا لبدء حفر بئر باراكودا".
تفاصيل الصفقة للتنقيب عن النفط والغاز
تشمل تكاليف البئر عمليات الحفر والاختبار في بئر باراكودا، الذي تُقدَّر احتياطياته بنحو 893 مليار قدم مكعّبة، على أن تُقسّم أيّ تكاليف إضافية تتجاوز الحدّ الأقصى البالغ 53 مليون دولار بالتساوي بين الشركتين.
عند بيع النفط والغاز تجاريًا، ستحصل شركة فوهاي على حق استرداد تفضيلي لحصّتها، مع تخصيص 45% منها لفوائد لا تتجاوز 5% سنويًا من تاريخ التمويل، وحتى الاسترداد الكامل من التدفقات النقدية للأصل.
وأضاف هولاند: "يُمثّل توقيع اتفاقية المشاركة مع فوهاي تتويجًا لـ3 سنوات من العمل الدؤوب، بدءًا من تحديد الفرصة في مربع إي جي 08، ثم العمل بصفتنا فريقًا واحد مع شركة أنتلر لتقييم جدوى المربع، وصولًا إلى تأمين شريك متميز لتنفيذ عمليات الحفر".
كما قال: "لا شك أن هذه المشاركة تُعدّ إنجازًا رائعًا لشركة يوروبا"، مشيرًا إلى أنها تعكس جودة الأصل، وتحديدًا ارتفاع احتمال النجاح وحجم الاحتياطيات الهائلة.

وأوضحت شركة يوروبا أن حصتها ستُلغى إذا لم تُسفر بئر باراكودا عن اكتشاف تجاري.
وما تزال الصفقة خاضعة لموافقة وزارة المناجم والمحروقات في غينيا الاستوائية، وموافقة حكومة مقاطعة شاندونغ على الاستثمار الأجنبي المباشر.
ونتيجةً لإعلان الفرص الاستثمارية، تعتزم شركة أنتلر بدء حفر بئر باراكودا في أقرب فرصة ممكنة، والمتوقع أن تكون خلال عام 2026.
جولة تراخيص في غينيا الاستوائية
في وقتٍ سابق، أعلن وزير المناجم والهيدروكربونات في غينيا الاستوائية، أنطونيو أوبورو أوندو، إطلاق جولة جديدة من تراخيص النفط والغاز في أبريل/نيسان 2026، بهدف تعزيز عمليات الاستكشاف ومواجهة تراجع إنتاج النفط.
وقال خلال مؤتمر الطاقة الأفريقي الذي عُقِد في كيب تاون: "ستُطلق هذه الجولة (جولة التراخيص) في الربع الثاني من عام 2026، فور إعلان تفاصيل الجداول الزمنية وإجراءات التقديم ومعلومات إضافية".
وأضاف مسؤول آخر أن جولة التراخيص، التي تبدأ في أبريل/نيسان وتستمر حتى نوفمبر/تشرين الثاني، تُتيح 24 منطقة، اثنتين منها برّية وباقي المناطق بحريّة.
وتمتلك غينيا الاستوائية -العضوة في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)- حاليًا 6 حقول منتجة تُديرها شركات، من بينها شيفرون، وترايدنت إنرجي، وكونوكو فيليبس، وشركة جي إي بترول المملوكة للدولة.
وبحسب التقرير الإحصائي لمنظمة أوبك لعام 2024، بلغ إنتاج غينيا الاستوائية 241 ألف برميل من النفط يوميًا في ذروته عام 2010، إلّا أن الإنتاج انخفض منذ ذلك الحين إلى 55 ألف برميل يوميًا عام 2023.
وأشار صندوق النقد الدولي في تقرير صدر في أغسطس/آب حول اقتصاد البلاد المعتمد على النفط والغاز، إلى أنه يتوقع نموًا متواضعًا بنسبة 0.9% سنويًا خلال المدة 2025-2030 نتيجة لانخفاض الإنتاج، وفق ما نقلته منصة "سي إن بي سي أفريكا" (CNBC Africa).
موضوعات متعلقة..
- التنقيب البحري عن النفط والغاز في أفريقيا.. 4 دول تحرز تقدمًا ملحوظًا (تقرير)
- أوبك تشيد بموارد النفط والغاز في أفريقيا.. كيف تستفيد القارة من الاستثمارات؟
- إنتاج النفط والغاز في أفريقيا قد يصل إلى 13.6 مليون برميل نفط مكافئ يوميًا
اقرأ أيضًا..
- توقعات أسواق النفط في 2026 ودور أوبك+.. 10 خبراء يتحدثون
- رسالة من كلمتين.. رد إيران على العراق بخصوص قطع الغاز
- أكبر صفقات الهيدروجين في 2025.. مسح لـ"الطاقة": 3 دول عربية بالصدارة
- صناعة السيارات الكهربائية في 2025.. تحديات عابرة أم مأزق ممتد؟
المصادر:
- صفقة للتنقيب عن النفط والغاز في أفريقيا، من موقع شركة "يوروبا أويل آند غاز"
- جولة تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز في غينيا الاستوائية، من منصة "سي إن بي سي أفريكا"





