تركيا توقع صفقة غاز لاستيراد 5.8 مليار متر مكعب لمدة 9 سنوات

وقّعت تركيا صفقة غاز جديدة، في خطوة لتعزيز مكانة أنقرة في سوق الطاقة العالمية، وتأمين احتياجاتها المتزايدة من الوقود.
وأعلنت شركة وودسايد إنرجي (Woodside Energy) الأسترالية، وفق بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، توقيع صفقة ملزمة طويلة الأجل مع شركة النفط التركية الحكومية "بوتاش"، لتوريد نحو 5.8 مليار متر مكعب من الغاز المسال لمدة تصل إلى 9 سنوات، بدءًا من عام 2030.
وتأتي صفقة الغاز التركية ضمن إستراتيجية أنقرة الرامية إلى تنويع مصادر الإمدادات وضمان أمن الطاقة، خلال وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تقلبات حادة في أسعار الغاز، واشتداد المنافسة على العقود طويلة الأجل.
وتسعى أنقرة للاستفادة من موقعها الجغرافي وبنيتها التحتية المتطورة، التي تشرف عليها شركة بوتاش، لتحويل البلاد إلى مركز إقليمي لتجارة الغاز، يربط بين الشرق والغرب.
تفاصيل صفقة غاز وودسايد
من المقرر توريد الغاز المسال في إطار صفقة وودسايد وبوتاش من مشروع لويزيانا للغاز المسال قيد الإنشاء في الولايات المتحدة، إلى جانب إمدادات إضافية من محفظة وودسايد العالمية، التي تُعد أكبر منتج للغاز الطبيعي في أستراليا.
ويمثل مشروع لويزيانا استثمارًا ضخمًا؛ إذ يُعد أكبر استثمار أجنبي في تاريخ الولاية الأميركية الجنوبية، كما كان أول مشروع أميركي للغاز المسال يحصل على الموافقة المالية النهائية بعد عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى منصبه خلال يناير/كانون الثاني الماضي، في إطار تعهده بإطلاق صادرات الطاقة الأميركية إلى الأسواق العالمية.

ومن المقرر أن يبدأ المشروع إنتاجه التجاري في عام 2029، أي قبل عام واحد فقط من بدء توريد شحنات الغاز المسال إلى تركيا بموجب الاتفاقية الجديدة.
وقال نائب الرئيس التنفيذي وكبير المسؤولين التجاريين في وودسايد، مارك أبوتسفورد، إن الاتفاقية تمثل "علامة فارقة إستراتيجية" للشركة، كونها أول عقد توريد طويل الأجل للغاز المسال مع السوق التركية، مشيرًا إلى الدعم الذي أبدته حكومتا تركيا والولايات المتحدة لتسهيل إتمام الصفقة.
صفقات الغاز التركية
تُعد الصفقة امتدادًا مباشرًا لمذكرات التفاهم والاتفاقيات التي وقّعتها أنقرة في سبتمبر/أيلول الماضي، عندما أبرمت صفقات غاز مسال طويلة الأجل تصل مددها إلى 20 عامًا، في إطار خطة شاملة لتأمين احتياجات البلاد المتزايدة من الطاقة، ولا سيما في ظل النمو الصناعي والسكاني.
ويقدر حجم صفقات الغاز التركية التي اتفقت عليها أنقرة بنحو 76 مليار متر مكعب طوال مدة تنفيذ العقود، وهو رقم يعكس التحول النوعي في سياسة استيراد الغاز التركية.
ضمن حزمة صفقات الغاز التركية، أعلن وزير الطاقة ألب أرسلان بيرقدار، في سبتمبر/أيلول، توقيع اتفاقية بين شركة بوتاش وشركة ميركوريا العالمية لتجارة الطاقة، لتوريد الغاز المسال لمدة 20 عامًا.
وبموجب الاتفاقية، ستحصل تركيا على نحو 4 مليارات متر مكعب سنويًا، بدءًا من عام 2026، ليصل إجمالي الإمدادات إلى نحو 70 مليار متر مكعب، معظمها من محطات التحميل في الولايات المتحدة، إضافة إلى منشآت التغويز في تركيا وأوروبا وشمال أفريقيا.
ويرى مراقبون أن صفقات الغاز التركية مع أميركا تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية، إلى جانب أهميتها الطاقوية، إذ تأتي في سياق تحسن العلاقات بين أنقرة وواشنطن، وسعي الجانبين إلى توسيع حجم التبادل التجاري ليصل إلى 100 مليار دولار.
وتعكس صفقات الغاز التركية توجه أنقرة إلى بناء محفظة واردات غاز مسال أكثر تنوعًا ومرونة، تقوم على عقود طويلة الأجل، ونماذج أعمال موجّهة نحو السوق، مع إعطاء أولوية للتجارة والقدرة على إعادة التصدير.
تأتي الصفة الجديدة لتمثل حلقة جديدة في سلسلة صفقات الغاز التركية التي تسارعت وتيرتها خلال النصف الثاني من عام 2025، مستفيدة من المتغيرات الجيوسياسية في الولايات المتحدة والتحولات في أسواق الطاقة العالمية.
ووقعت تركيا نحو 8 صفقات غاز مسال خلال مشاركتها في مؤتمر غازتك بإيطاليا الذي انعقد في سبتمبر/أيلول الماضي تفاصيلها في الإنفوغرافيك التالي:

موضوعات متعلقة..
- تطورات عاجلة في صفقة الغاز التركي إلى سوريا
- موازنة تركيا 2026 لقطاع الطاقة.. دعم الكهرباء والغاز مستمر
اقرأ أيضًا..
- أكثر 10 دول عربية امتلاكًا لاحتياطيات النفط في 2025 (إنفوغرافيك)
- قطاع الطاقة في الجزائر 2025.. صفقات كبرى لتعزيز احتياطيات النفط والغاز
- صادرات موريتانيا من الغاز المسال تدخل مصر لأول مرة (حصري)
المصدر..





