إنتاج السودان من الذهب يتجاوز التوقعات.. 70 طنًا في 2025

2025-12-29

0 216

سجّل إنتاج السودان من الذهب قفزة لافتة خلال العام الجاري (2025)، متجاوزًا التوقعات والخطط الحكومية، في مؤشر يعكس مرونة قطاع التعدين رغم التحديات الاقتصادية والأمنية التي تمر بها البلاد.

وأعلنت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة (SMRC)، التابعة لوزارة المعادن، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تحقيق إنتاج قياسي بلغ 70.15 طنًا من الذهب، بنسبة إنجاز وصلت إلى 113%، مقارنة بالخطة المستهدفة البالغة 62.02 طنًا، مسجلًا أعلى مستوى إنتاجي تحققه البلاد خلال السنوات الـ5 الماضية.

وأجاز مجلس إدارة الشركة، في اجتماعه أمس الأحد 28 ديسمبر/كانون الأول (2025) برئاسة وزير المعادن نور الدائم طه، تقرير الأداء للعام 2025، إلى جانب مسودة خطة العام المالي 2026 وموازنته، وسط مؤشرات نجاح قياسية تعكس تحسّنًا ملحوظًا في المحاور الإنتاجية والمالية والتنظيمية.

ويعزّز هذا الأداء موقع السودان ضمن كبار منتجي الذهب في أفريقيا، ويعكس الأهمية المتزايدة للمعدن الأصفر بوصفه أحد أهم مصادر النقد الأجنبي في ظل تراجع إيرادات القطاعات الأخرى.

تعدين الذهب في السودان

أسهم قطاع التعدين التقليدي في الحصة الأكبر في إنتاج السودان من الذهب، إذ بلغ إنتاجه نحو 58.376 طنًا، محققًا نسبة إنجاز وصلت إلى 116% من المستهدف.

ويكشف هذا الرقم عن استمرار اعتماد السودان على التعدين الأهلي، الذي يعمل به مئات الآلاف من المواطنين في مختلف الولايات، رغم ما يرتبط به من تحديات بيئية وصحية وأمنية.

جانب من اجتماع الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة - الصورة من حساب الشركة على فيسبوك

في المقابل، سجلت شركات معالجة مخلفات التعدين (الكرتة) إنتاجًا قدره 5.678 طنًا، بنسبة إنجاز بلغت 110%، مستفيدة من إعادة معالجة المخلفات الغنية بالذهب باستعمال تقنيات أكثر تطورًا نسبيًا.

وحقّقت شركات الامتياز المنتجة إنتاجًا بلغ 5.963 طنًا، بنسبة 95% من المخطط، في حين اقتصر إنتاج التعدين الصغير المنظّم على نحو 0.141 طنًا فقط، بنسبة إنجاز 59%، ما يعكس محدودية إسهاماته مقارنة ببقية الأنشطة.

وشهد قطاع استكشاف الذهب في السودان توسعًا ملحوظًا، إذ وصل عدد الشركات العاملة إلى 162 شركة، تغطي مساحة تُقدّر بنحو 164 ألف كيلومتر مربع، بالإضافة إلى 30 شركة منتجة تعمل ضمن مربعات الامتياز.

إيرادات السودان من الذهب

على صعيد الإيرادات، حققت الشركة السودانية للموارد المعدنية إجمالي دخل بلغ 1.087 تريليون جنيه سوداني (1.81 مليار دولار) خلال عام 2025، بنسبة إنجاز 132% من المخطط البالغ 821 مليار جنيه (1.36 مليار دولار)، وبزيادة تُقدّر بنحو 295 مليار جنيه (0.49 مليار دولار) عن العام السابق.

وبلغت صادرات السودان من الذهب الحر نحو 12.507 طنًا، محققة حصيلة وصلت إلى 1.3 مليار دولار، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتكتسب هذه الأرقام أهمية خاصة في ظل شح العملات الأجنبية، واعتماد الحكومة على إيرادات الذهب بوصفه ركيزة أساسية لدعم الميزان التجاري وتمويل الواردات الحيوية.

ويمثّل الذهب حاليًا أكثر من 40% من صادرات السودان غير النفطية، ما يبرز الدور المحوري للقطاع في الاقتصاد الوطني.

وأظهر التقرير السنوي تحسّنًا ملحوظًا في معدلات الإنتاج خلال النصف الأول من العام، إذ سجّل الربع الأول نسبة إنجاز بلغت 109%، وقفزت هذه النسبة إلى 163% في الربع الثاني، قبل أن تتأثر وتيرة الإنتاج نسبيًا في النصف الثاني بفعل الأوضاع الأمنية واستمرار الحرب في بعض مناطق التعدين.

وعلى الصعيد البيئي، بلغ مستوى الالتزام في التعدين المنظم نحو 70%، مقابل 51% في التعدين التقليدي، ما يعكس فجوة واضحة في تطبيق المعايير البيئية والصحية، لا سيما في ما يتعلق باستعمال الزئبق والسيانيد.

ورصد التقرير وقوع 25 حادثًا في قطاع التعدين التقليدي خلال 2025، أسفرت عن 51 حالة وفاة و29 إصابة، مقارنة بـ39 حادثًا في التعدين المنظم.

جانب من اجتماع الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة - الصورة من حساب الشركة على فيسبوك

التعدين في السودان

استعرض الاجتماع أيضًا مسودة خطة وموازنة العام المالي 2026، التي تتبنّى إستراتيجية وطنية طموحة لتطوير قطاع التعدين في السودان، تقوم على عدد من المحاور الرئيسة.

وتشمل الخطة استكمال رقمنة جميع العمليات الإدارية والفنية، وتعزيز حوكمة الأداء المؤسسي، بما يرفع كفاءة العمل ويحد من الفاقد والتهريب، بالإضافة إلى تطوير الدور الرقابي للشركة لضمان الالتزام بالمعايير الفنية والبيئية.

كما تركز الخطة على رفع مستوى الوعي المجتمعي بقضايا السلامة والصحة والبيئة في مناطق التعدين، خاصة في قطاع التعدين التقليدي، الذي ما يزال يسجل أعلى معدلات الحوادث والآثار البيئية السلبية.

وأشاد وزير المعادن نور الدائم طه بمستوى الأداء المتميز والنتائج التي حققتها الشركة خلال عام 2025، مثمنًا الجهود الكبيرة التي بذلها العاملون في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

وشدد على ضرورة مضاعفة الجهود خلال عام 2026 لمواصلة مسيرة الإنجازات، موجّهًا بإضافة مشروعات قومية جديدة ضمن الخطة المقبلة، تستهدف تطوير البنية التحتية لقطاع التعدين، وتحسين بيئة الاستثمار، وتعظيم القيمة المضافة للموارد المعدنية.

بدوره، أكد المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية، محمد طاهر عمر، التزام الشركة برؤيتها الإستراتيجية في أن تظل الرافد الرئيس للاقتصاد القومي، مشيدًا بتفاني العاملين، وبمستوى التنسيق مع الجهات الحكومية ذات الصلة.

وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزًا أكبر على توطيد الثقة مع الشركاء المحليين والأجانب، وتهيئة القطاع ليكون وجهة جاذبة للاستثمارات الكبرى، خاصة في مجالات الاستكشاف والتعدين المنظم والمعالجة المتقدمة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..