مبيعات السيارات الكهربائية في الصين تترقب انخفاضًا حادًا بمطلع 2026
تقرير: صادرات بطاريات الليثيوم من بكين لن تعوض الهبوط
حياة حسين
تشير التوقعات إلى تراجع مبيعات السيارات الكهربائية في الصين، إضافة إلى صادرات البطاريات، ما ينعكس سلبًا على سوق الليثيوم، حيث يتسبب في هبوط حادّ للطلب على المعدن الأساسي في الصناعة، وفق تحذير الأمين العام لرابطة صناعة سيارات الركاب تسوي دونغشو.
وحثّ دونغشو الشركات "على خفض الإنتاج والحصول على وقت راحة؛ لمواجهة تلك التقلبات؛ لأن الطلب على بطاريات الطاقة الجديدة سينخفض بصورة درامية بدءًا من أواخر العام الجاري وبداية العام المقبل"، وفق التصريحات الصادرة اليوم الأحد 28 ديسمبر/كانون الأول 2025، وتابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومنذ عام 2024، وتواجه صناعة السيارات الكهربائية عامة مشكلات وتحديات عديدة، أبرزها سحب دعم الشراء، ما أدى إلى تراجع شهية المستهلكين لها، خصوصًا أن أسعارها تزيد عن نظيرتها ذات محركات الوقود الأحفوري.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أكبر المؤثّرين سلبًا في صناعة السيارات الكهربائية، بسبب سحب دعم بمبلغ 7500 دولار لمشتري تلك المركبات منذ 3 أشهر تقريبًا.
ومنتصف الشهر الجاري، كشف مسح لشركة إرنست ويونغ "إي واي"، أن خطط البريطانيين لشراء السيارات الكهربائية أو الهجينة، تراجعت لأول مرة منذ 5 سنوات تقريبًا، وأن نصف الراغبين في شراء سيارة، خلال العامين المقبلين، سيفكّرون في شراء مركبة صديقة للبيئة (المقصود سيارة كهربائية)، مقابل نسبة 59% في مسح العام الماضي (2024).
في المقابل، ارتفعت نسبة الراغبين في اختيار سيارة تعمل بمحركات حرق البنزين أو الديزل إلى 41% من 36%، خلال مدة المقارنة نفسها، إضافة إلى أنها تتمتع بشعبية أكبر بمقدار ضعف السيارات الكهربائية، التي كشف المسح عن أن 19% فقط يفضّلونها، مقارنة بنسبة 23% العام الماضي.
معاناة صناعة السيارات الكهربائية في الصين
تعاني صناعة السيارات الكهربائية في الصين من حرب شرسة من كل من أميركا وأوروبا، بسبب تنافسيتها الشديدة في هاتين السوقين، وهي ناجمة عن قدرتها على إنتاج طرز جذابة ومنخفضة الأسعار، مقارنة بمثيلاتها الغربية.
وتقود الصين العالم في إنتاج تقنيات البطاريات وصادراتها، حيث استفادت السنوات الأخيرة من الطلب على السيارات الكهربائية وشبكات الكهرباء في أنحاء العالم.
غير أن انخفاض كبير في الطلب سيؤثّر سلبًا في كبار منتجي بطاريات السيارات الكهربائية في الصين، مثل شركتي "كاتل" CATL و"إيف إنرجي" EVE Energy، حسبما ذكر تقرير منشور في رويترز.
وتوقّع الأمين العام لرابطة صناعة سيارات الركاب في الصين تسوي دونغشو، أن تنخفض مبيعات السيارات الكهربائية في الصين للركّاب بنسبة 30% على الأقل في بداية العام المقبل (2026)، مقارنة بالربع الأخير من العام الجاري (2025)، مبررًا ذلك بأسباب أهمها إلغاء حوافز شراء تلك المركبات.
وأضاف أن مبيعات السيارات الكهربائية التجارية ستنخفض أيضًا بصورة ملحوظة في الربع الأول من العام المقبل، بعد تعجيل كثير من الشركات الشراء قبل انتهاء مدة الدعم والتسهيلات الضريبية.
وتابع أن انخفاض الطلب المحلي على السيارات الكهربائية في الصين لن تعوّضه الصادرات.
ولا يختلف الوضع في الصين عن خارجها، إذ تعيش الصناعة أسوأ أوقاتها منذ بداية انطلاقها.
صادرات بطاريات الليثيوم
ارتفعت صادرات بطاريات الليثيوم الصينية إلى أوروبا، أكبر مستقبل لمنتجات بكين في هذا المجال، بنسبة 4% خلال 2025، مقارنة بالعام الماضي (2024)، وفي المقابل تراجعت في سوق الولايات المتحدة بنسبة 9.5% في المدة نفسها.
وقال الأمين العام لرابطة صناعة سيارات الركّاب في الصين تسوي دونغشو، إن انخفاض الصادرات المتجهة إلى الولايات المتحدة يشير إلى أن ارتفاع الطلب على تخزين الطاقة نتيجة طفرة الذكاء الاصطناعي في أميركا لا يُسهم في زيادة الطلب على البطاريات الصينية.
وعلّقت المحللة في بنك "يو بي إس" ييشو يان، على ذلك قائلة، إن المصنّعين الصينيين يواجهون مخاطر ناجمة عن القيود الأميركية المفروضة على المشروعات التي تحصل على إعفاءات ضريبية استثمارية والتي تشمل كيانات أجنبية مُدرجة ضمن قائمة "الكيانات المثيرة للقلق".
غير أن الوضع في أميركا بالنسبة للسيارات الكهربائية أسوأ مما تراه يان، إذ يحاربها رئيس البلاد نفسه، وهو أحد أسباب خسائر كبيرة متوقعة لعملاقة الصناعة فورد موتور، التي ألغت تعاقدًا مع إل جي الكورية الجنوبية لحلول الطاقة قبل أسبوعين، تبلغ قيمته 6.6 مليار دولار أميركي.
وقالت فورد، إنها ستخسر 19.5 مليار دولار، كما أنها ألغت تصنيع العديد من طرازات السيارات الكهربائية، ما يعكس انتكاسة في هذه الصناعة.
موضوعات متعلقة..
- طفرة السيارات الكهربائية الصينية تفتح نافذة استراتيجية أمام باكستان
- شركات السيارات الكهربائية الصينية تشعل حرب أسعار جديدة
- السيارات الكهربائية الصينية تتسابق لزيادة حصتها السوقية في تايلاند (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- صادرات موريتانيا من الغاز المسال تدخل مصر لأول مرة (حصري)
- أكبر صفقات الغاز في 2025.. السعودية والإمارات بالمقدمة (تقرير)
- الطلب على النفط في 2025.. نمو بطيء تقوده 3 دول
المصادر:
