رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةطاقة متجددة

ربط أكبر مشروع طاقة شمسية بحرية عالميًا بشبكة الكهرباء (فيديو)

أحمد بدر

أُعلِن رسميًا ربط أكبر مشروع طاقة شمسية بحرية في العالم بشبكة الكهرباء، في خطوة تُعدّ إنجازًا نوعيًا ضمن مسار التحول الطاقي، وتعكس التوسع السريع في مشروعات الطاقة المتجددة البحرية المثبتة ذات القدرات الإنتاجية العالية.

وبحسب تقارير رسمية طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، أعلنت شركة "تشاينا إنرجي" أعمال الربط الكامل للمشروع البحري المثبت بالشبكة الكهربائية، بعد نجاح اختبارات التشغيل، ما يمهّد لبدء مرحلة إنتاج تجاري مستقر يعزز الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة.

ويقع أكبر مشروع طاقة شمسية بحرية قبالة سواحل مقاطعة شاندونغ شرقي الصين، ويأتي ضمن خطة وطنية لتعزيز أمن الطاقة، مستفيدًا من المساحات البحرية الواسعة، والتقدم التقني في تصميم المنشآت الشمسية البحرية المثبتة القادرة على العمل في بيئات قاسية.

ويمثّل المشروع نموذجًا متقدمًا لتوسيع استعمال الطاقة الشمسية في عرض البحر، إذ يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية، ودعم أهداف الحياد الكربوني، إلى جانب توفير كميات كبيرة من الكهرباء المنتجة محليًا دون ضغط على الأراضي البرية.

الربط الكهربائي والتقنيات المستعمَلة

يُعدّ أكبر مشروع طاقة شمسية بحرية أول تطبيق في الصين لاستعمال خط كهرباء بحري بجهد 66 كيلوفولت مقترنًا بخطّ بري، لنقل الكهرباء عالية السعة لمسافات طويلة، بما يحقق كفاءة أعلى وتكلفة أقل.

ويغطي المشروع مساحة تتجاوز 1200 هكتار في عرض البحر، ويضم 2934 منصة شمسية بحرية ضخمة، صُممت بأبعاد كبيرة تسمح بتوزيع الألواح بكفاءة، وتحقيق إنتاج مستقر يلبي متطلبات الشبكة الكهربائية.

وقد طُوِّرَت المنصات باستعمال هياكل فولاذية مبتكرة تعتمد على نظام تثبيت بأوتاد ثابتة في قاع البحر، ما يضمن استقرار المنشأة في مواجهة الرياح القوية، والأمواج العالية، وظروف الطقس القاسية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

جانب من المشروع
جانب من المشروع- الصورة من "غلوبال تايمز"

وتتميز الألواح الشمسية بزاوية ميل محسوبة تبلغ 15 درجة، بما يوازن بين كفاءة امتصاص الإشعاع الشمسي وتقليل الأحمال الهيكلية، إلى جانب خفض استهلاك الفولاذ بأكثر من 10% مقارنة بالتصاميم التقليدية.

وأكد مسؤولو أكبر مشروع طاقة شمسية بحرية في العالم أن هذه الحلول الهندسية توفر خبرات عملية مهمة، يمكن توظيفها في تطوير مشروعات مستقبلية للطاقة الشمسية البحرية المثبتة، خاصة في المناطق ذات الظروف البحرية المعقّدة.

كما يعزز نجاح الربط الكهربائي قدرة الشبكات على استيعاب طاقات متجددة بحرية ضخمة، دون التأثير في استقرار الإمدادات، ما يفتح المجال لتكرار التجربة على نطاق أوسع، وفق ما نشرته صحيفة "تشاينا دايلي" الصينية.

الأثر الاقتصادي والطاقي للمشروع

من المتوقع أن يولّد أكبر مشروع طاقة شمسية بحرية ما يصل إلى نحو 1.78 مليار كيلوواط/ساعة سنويًا، وهي كمية تكفي لتغطية قرابة 60% من إجمالي الطلب على الكهرباء في منطقة "كنلي" التابعة لمدينة دونغيينغ الصينية.

ويسهم هذا الإنتاج بتعزيز أمن الطاقة الإقليمي في هذه المنطقة، من خلال تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ودعم مزيج طاقة أكثر تنوعًا واستدامة، خاصة في المناطق الساحلية ذات النمو الصناعي المتسارع.

بالإضافة إلى ذلك، يدعم المشروع جهود خفض الانبعاثات الكربونية، عبر إحلال الكهرباء النظيفة محل مصادر تقليدية، ما يعزز التزامات الصين المناخية ويسرّع الانتقال نحو اقتصاد أخضر منخفض الكربون.

ويرى محللون أن نجاح أكبر مشروع طاقة شمسية بحرية في العالم سيشجع دولًا أخرى على الاستثمار في الطاقة الشمسية البحرية المثبتة، بوصفها خيارًا عمليًا لتوسيع قدرات التوليد المتجددة دون استهلاك مساحات برية إضافية.

ويمثّل المشروع منصة اختبار لتقنيات متقدمة في التصميم والربط الكهربائي، ما يسهم في خفض تكاليف المشروعات المستقبلية، وزيادة تنافس هذا القطاع على المستوى العالمي، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

كما يرسّخ أكبر مشروع طاقة شمسية بحرية في العالم -الذي تمكنت الصين من إنجازه ضمن خطة زمنية محددة- مكانته بوصفه نموذجًا عالميًا يُحتذى به في تطوير مشروعات الطاقة المتجددة البحرية على نطاق واسع ومستدام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق