تبدأ الشركة السورية للبترول مرحلة جديدة في قطاع الغاز بالبلاد، مع انطلاق أعمال حفر بئر استكشافية بريف دمشق، في خطوة تعكس عودة النشاط التدريجي إلى مشروعات الطاقة، وسط تقديرات أولية تشير إلى وجود احتياطيات غازية واعدة.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلنت الشركة -اليوم الأحد 28 ديسمبر/كانون الأول 2025- أن تحركاتها تأتي ضمن خطة حكومية أوسع لتعزيز إنتاج الغاز المحلي.
كما تستهدف تحركات الشركة السورية للبترول، من خلال حفر البئر الاستكشافية، الحدّ من فجوة الطاقة، عبر الاعتماد على الكوادر الوطنية وإعادة تأهيل المعدّات المتوقفة، في ظل تحديات فنية وبنيوية خلّفتها سنوات الحرب.
وتراهن الشركة على نتائج هذه البئر في دعم إمدادات الغاز الموجهة للاستهلاك المنزلي ومحطات توليد الكهرباء، بما يسهم في تحسين استقرار الشبكة الكهربائية وتخفيف أعباء الاستيراد خلال المرحلة المقبلة.
وتعكس هذه الخطوة سعي الشركة السورية للبترول إلى إعادة تنشيط الاستكشاف في المناطق القريبة من مراكز الطلب، مستندة إلى بيانات جيولوجية حديثة، وخطط توسعية تشمل حفر آبار إضافية مستقبلًا.
التنقيب عن الغاز في ريف دمشق
بدأت الشركة السورية للبترول أعمال حفر أول بئر استكشافية في منطقة التواني، بهدف التنقيب عن الغاز في ريف دمشق، باستعمال حفّارة أُعيد تأهيلها بالكامل بعد توقُّف طويل، في إطار جهود استعادة القدرات التشغيلية بوسائل محلية.
وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة المهندس يوسف قبلاوي أن الحفر يجري على عمق يقارب 4 آلاف متر، وفق برنامج تقني مدروس، مع تطبيق معايير السلامة والجودة، بما يضمن الحصول على بيانات دقيقة حول التراكيب الجيولوجية.
وأضاف أن التقديرات الحالية تُظهر وجود مخزون غازي مشجّع، لافتًا إلى أن نجاح أعمال الحفر سيفتح المجال لتوسيع النشاط الاستكشافي، وتعزيز ثقة الشركة السورية للبترول بفرص الغاز في المنطقة.
وتتوقع الشركة بدء الإنتاج خلال نحو 5 أشهر من تاريخ الحفر، على أن يُنقَل الغاز لاحقًا إلى وحدات المعالجة، قبل توجيهه لتلبية الطلب المنزلي ودعم محطات توليد الطاقة الكهربائية.
وكشف قبلاوي خطة لحفر 4 آبار إضافية خلال الربع الأول من العام المقبل، إذا أثبتت النتائج جدواها الاقتصادية، بما يعزز إسهام الشركة السورية للبترول في أمن الطاقة الوطني، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

حقول الغاز في سوريا
تترقب حقول الغاز في سوريا مرحلة تعافٍ تدريجي، مدعومة بتحركات رسمية لإعادة شركات أجنبية إلى القطاع، ضمن خطط تستهدف رفع الإنتاج وتحسين البنية التحتية، التي تضررت بشدة خلال سنوات الحرب.
وفي هذا السياق، استقبل رئيس الشركة السورية للبترول وفدًا من شركة إينا الكرواتية، في 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري 2025، وذلك تمهيدًا لتوقيع عقد لتطوير معمل حيان والاستثمار في الحقول المحيطة.
وتُعدّ شركة إينا من أبرز المستثمرين الأوروبيين السابقين في قطاع الغاز السوري، إذ كان لها نشاط واسع قبل الحرب، قبل أن تتوقف أعمالها مع تصاعد النزاع، وتعود اليوم ضمن مسار إعادة الانفتاح التدريجي.
ويأتي الاتفاق المرتقب في إطار خطة أوسع لإعادة تأهيل معامل وحقول الغاز، بما يدعم الإنتاج المحلي، ويقلّص الفجوة بين العرض والطلب، التي تعاني منها السوق السورية نتيجة نقص حادّ بإمدادات الطاقة، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
ويُعدّ معمل حيان للغاز أحد الأصول الإستراتيجية في سوريا، إذ يقع شرق حمص قرب حقول غنية بالموارد، وكان قبل الحرب ينتج ما يصل إلى 3.7 مليون متر مكعب يوميًا، إضافة إلى المكثفات والغاز الطبيعي المسال.
موضوعات متعلقة..
- حقول الغاز في سوريا تترقب عودة شركة كرواتية
- حقول النفط والغاز في سوريا تحت أعين 3 شركات كويتية
- 4 صفقات لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا بشراكة سعودية
اقرأ أيضًا..
- قطاع الطاقة الروسي.. تكيف متواصل مع العقوبات والضغوط الجيوسياسية (مقال)
- حصة الطاقة المتجددة في سلطنة عمان 2025 تقترب من 10%
- سوق الفحم في 2025.. مفارقة الطلب القياسي وتراجع التجارة العالمية
المصدر:





