موعد تشغيل منصة الغاز المسال في العراق
تمثّل منصة الغاز المسال في العراق أحد أبرز مشروعات الطاقة العاجلة التي تعوّل عليها حكومة بغداد لتعويض النقص الحاد في إمدادات الوقود لمحطات الكهرباء، خاصة مع انقطاع الإمدادات من إيران.
ومن المقرر أن تدخل منصة استيراد الغاز العائمة الخدمة قبل شهر حزيران/يونيو المقبل بطاقة تصل إلى 500 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، في خطوة من شأنها دعم إنتاج ما بين 3 آلاف و4 آلاف ميغاواط من الكهرباء، بحسب تقديرات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية أحمد موسى، إن العقد الموقّع مع شركة "إكسيليريت إنرجي" الأميركية (Excelerate Energy) أُنجز بعد أكثر من 4 اجتماعات فنية وإدارية، اتُّفق خلالها على جميع الجوانب التشغيلية والتقنية للمشروع.
وأضاف أن الاجتماع الأخير عُقد بمشاركة هيئة المواني العراقية، بحضور مديرها العام، وتركّز على اختيار الرصيف البحري الأنسب لاستقبال منصة الغاز المسال في العراق، بما يتلاءم مع المتطلبات الفنية لوحدات التخزين وإعادة التغويز العائمة.
شحنات الغاز المسال
يشمل العقد مع إكسيليريت تشغيل وحدة عائمة قادرة على استقبال شحنات غاز مسال بسعات تتراوح بين 125 ألفًا و170 ألف متر مكعب للشحنة الواحدة، مع قدرة إعادة تغويز تصل إلى 500 مليون قدم مكعبة يوميًا، فضلًا عن خدمات التشغيل والدعم الفني.
وتُعد شركة إكسيليريت من الشركات الرائدة عالميًا في هذا المجال، إذ تشغّل أكثر من 10 وحدات عائمة حول العالم، وأسهمت في توفير الغاز المسال لأسواق ناشئة خلال مدد زمنية قصيرة لا تتجاوز 6 إلى 12 شهرًا من تاريخ التعاقد.

وأوضح موسى أن الحكومة وضعت سقفًا زمنيًا صارمًا لإنجاز المشروع قبل 1 حزيران/يونيو 2025، مشيرًا إلى أن أنابيب المنصة رُبطت مسبقًا بجميع محطات الإنتاج المستهدفة.
وبيّن أن شبكة الأنابيب المرتبطة بالمنصة تمتد لمسافة تقارب 40 كيلومترًا، وتغذّي محطات توليد في وسط البلاد وجنوبها؛ ما يضمن توزيع الغاز المستورد بكفاءة فور بدء التشغيل.
وأكد أن منصة الغاز المسال في العراق ستكون جاهزة للعمل بالطاقة القصوى، بطاقة تصميمية تبلغ 500 مليون قدم مكعبة يوميًا، دون الحاجة إلى مراحل تشغيل تجريبية طويلة.
الغاز الإيراني
يأتي التطور في ظل استمرار أزمة الغاز الإيراني، إذ أعلنت وزارة الكهرباء العراقية يوم الثلاثاء 23 ديسمبر/كانون الأول توقُّف الإمدادات من طهران بالكامل، في تطور يعيد إلى الأذهان سيناريو بات يتكرر سنويًا مع دخول فصل الشتاء.
وقالت وزارة الكهرباء في بيانها: "إيران تقطع الغاز عن العراق بشكل كامل"، ما أدى إلى خسارة المنظومة الكهربائية ما بين 4 آلاف و4500 ميغاواط من الكهرباء المنتجة، نتيجة توقُّف بعض الوحدات التوليدية، وتحديد أحمال وحدات أخرى في عدد من محطات الإنتاج.
وتعتمد منظومة الكهرباء في العراق على الغاز الإيراني لتشغيل عدد كبير من محطات الدورة المركبة، ولا سيما في المنطقة الوسطى والجنوبية.
ويؤدي انقطاع الغاز إلى تشغيل الوحدات على وقود بديل أقل كفاءة، مثل الديزل الأحمر أو الوقود الثقيل، ما يرفع تكلفة الإنتاج، ويزيد من معدلات الأعطال والانبعاثات.
وأشار موسى إلى أن الحكومة تبحث تنويع مصادر استيراد الغاز عبر التعاقد مع دول أخرى، مبينًا أن هذا الأمر يتطلب إنشاء منصات غاز ثابتة أو عائمة إضافية.
وتعمل وزارة النفط على مشروعات استثمار الغاز المصاحب والحر، إذ تشير بيانات رسمية إلى أن العراق يحرق سنويًا نحو 17 مليار متر مكعب من الغاز، وهو ما يعادل خسائر مالية تفوق 5 مليارات دولار سنويًا.
وأكد موسى أن الحكومة تستهدف استثمار كامل الغاز الوطني بحلول نهاية 2027 وبداية 2028، ما سيغطي أكثر من 70% من احتياجات محطات الكهرباء، ويقلل الاعتماد على الاستيراد الخارجي.
موضوعات متعلقة..
- العراق يوقع عقد منصة الغاز المسال.. ويعلن خطته للاستيراد (تحديث)
- أول منصة لاستيراد الغاز المسال في العراق.. خطوة لتنويع الإمدادات
اقرأ أيضًا..
- اكتشافات النفط في بحر الشمال.. النرويج تجني ثمار ضريبة بريطانيا
- 5 حقول غاز عربية تشهد أحداثًا مهمة في 2025
- خطط الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط.. خفض الانبعاثات ليس المحرّك الأبرز (تحليل)





