التقاريرتقارير الغازتقارير الكهرباءتقارير دوريةرئيسيةغازكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

طفرة مراكز البيانات في المكسيك تثير القلق مع نقص الطاقة المتجددة (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • مزيج الكهرباء المكسيكي يعتمد على الوقود الأحفوري بنسبة 77%
  • مراكز البيانات في المكسيك تستعمل الديزل والغاز لتوليد الكهرباء
  • الوقود الأحفوري يشغل 56% من مراكز البيانات في العالم
  • توقعات ببناء 100 مركز بيانات جديدة في المكسيك بحلول 2030
  • الحكومة المكسيكية تخطط لإضافة 28 غيغاواط، أغلبها من الطاقة المتجددة

تواجه مراكز البيانات في المكسيك انتقادات بيئية لاعتمادها المفرط على الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء اللازمة لتشغيلها، وسط مخاوف مستقبلية من زيادة الانبعاثات الناتجة عن هذا النشاط.

في هذا السياق، أظهر تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن أغلب مراكز البيانات العاملة في المكسيك ما زال يعتمد على الديزل والغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، بسبب نقص الطاقة المتجددة.

ونجحت المكسيك في جذب شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وغوغل وأمازون لإنشاء مراكز بيانات ضخمة فيها، مستفيدةً من انخفاض التكاليف مقارنة بإنشائها في الولايات المتحدة المجاورة.

ورغم الاتجاه المتزايد لتشغيل مراكز البيانات بالطاقة المتجددة أو النووية أو غيرها من المصادر منخفضة الكربون، فإن البنية التحتية للطاقة المتجددة في المكسيك لا تنمو بالسرعة الكافية لتلبية الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي.

أدى ذلك إلى إجبار شركات التكنولوجيا في ولاية كويريتارو، مركز الذكاء الاصطناعي في البلاد، على التوسع في الاعتماد على الوقود الأحفوري، بحسب التقرير المنشور في موقع كونتكست التابع لمؤسسة طومسون رويترز (context).

مصادر تشغيل مراكز البيانات في العالم

بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، فإن مصادر الوقود الأحفوري (النفط والغاز والفحم) ما زالت تسيطر على 56% من قدرة التوليد المغزية لمراكز البيانات في العالم، بقيادة الفحم والغاز الطبيعي.

وتوضح القائمة التالية حصص مصادر الطاقة المختلفة في تشغيل مراكز البيانات حول العالم خلال عام 2025:

  • الفحم: 30%
  • الغاز الطبيعي: 26%
  • الطاقة المتجددة: 27%
  • الطاقة النووية: 15%
  • أخرى: 2%

ورغم أن العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى وعدت سابقًا بتشغيل جميع مراكز بياناتها بالطاقة المتجددة بحلول عام 2025، فإن هذا الوعد لم يتحقق في فروعها المكسيكية حتى الآن.

ويرجع ذلك إلى صعوبات تواجه الشركات في الربط بشبكة الكهرباء المكسيكية المتعثرة، ما دفع شركة كبيرة مثل مايكروسوفت إلى إعلان حاجتها لسنوات لتشييد بنية تحتية للطاقة في البلاد.

ويستعمل مركز بيانات واحدًا من مراكز مايكروسوفت 7 مولدات تعمل بالغاز الطبيعي لتوفير 10.5 ميغاواط سنويًا، بحسب تقرير كونتكست.

تحديات مراكز البيانات في المكسيك

تتصدر ولاية كويريتارو طفرة مراكز البيانات في المكسيك، إذ أدى الطلب الذي يفوق 200 ميغاواط إلى تسريع وتيرة تحديث البنية التحتية المتعلقة بنقل الكهرباء وتوزيعها في الولاية.

ومن المتوقع ارتفاع متطلبات هذا القطاع في المكسيك من الكهرباء بنحو 1.5 غيغاواط بحلول عام 2030، ما سيشكّل 5% من إجمالي قدرة التوليد الجديدة التي تخطط البلاد لبنائها بحلول هذا التاريخ، وفق أحدث خطة وطنية معلنة للطاقة.

تقول شركة مايكروسوفت، إنها ستعتمد على مولدات عاملة بالغاز الطبيعي مؤقتًا لحين استجابة شبكة الكهرباء المكسيكية لطلب الربط البيني الذي لن يكون متاحًا قبل عام 2027.

وتُصدر هذه المولدات كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون الكربون مقارنة بأنواع الوقود الأحفوري الأخرى، أو ما يعادل الانبعاثات السنوية لعدد 2180 سيارة تعمل بالبنزين.

أحد مراكز البيانات في المكسيك التابعة لأمازون
أحد مراكز البيانات في المكسيك التابعة لأمازون - الصورة من Thomson Reuters Foundation

في المقابل، تتعرض المكسيك لضغوط متزايدة نتيجة انقطاع التيار بصورة متكررة في أغلب مناطق البلاد، وسط مخاوف من تفاقم هذه الضغوط بحلول عام 2037، بسبب الطلب المحتمل من مراكز البيانات.

كما تبدو شبكات نقل الكهرباء وتوزيعها في البلاد قديمة، وتحتاج إلى تحديث واسع بسبب إهمالها لسنوات عديدة، ما يتطلب استثمارات كبيرة للقيام بذلك.

وعود مراكز البيانات في المكسيك

تعهدت رابطة مراكز البيانات المكسيكية (Mexican Data Centre Association) في عام 2023 بأن تجعل مصادر الطاقة المتجددة المصدر الرئيس لإمدادها بالكهرباء، لكنها لم تحدد جدولًا زمنيًا أو موعدًا نهائيًا لتحقيق هذا الهدف.

وتتوقع الرابطة بناء 100 مركز بيانات جديدة في المكسيك بحلول عام 2030، لكن البنية التحتية للطاقة المتجددة في البلاد ما زالت متأخرة عن الطلب، وربما تحتاج إلى تقنيات جديدة لتوفير الاستقرار المطلوب لهذا القطاع.

وتتطلب مراكز البيانات بطبيعتها وصولًا مستقرًا ومتواصلًا للكهرباء لحماية البنية التحتية والخدمات الحيوية مثل المستشفيات والبنوك والمطارات، كما تحتاج إلى كميات هائلة من الكهرباء والمياه لمنع ارتفاع درجة حرارة خوادمها.

وتعتمد المكسيك في الوقت الحالي على الوقود الأحفوري في توليد 77% من احتياجاتها من الكهرباء، وسط مخاوف من تسارع هذه النسبة، إذا لم تتحول مراكز البيانات إلى مصادر الطاقة المتجددة.

وأعلنت شركات تكنولوجية كبرى -مثل أمازون- تحقيق هدفها المتمثل في تغطية كامل استهلاكها من الكهرباء لجميع عملياتها العالمية عبر الطاقة المتجددة، لكن أغلب ذلك أتى عبر اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة من مشروعات للآخرين، ولم يأت من مشروعات بَنتها الشركة.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أكثر 10 شركات اعتمادًا على الطاقة المتجددة في تشغيل مراكز البيانات بنهاية عام 2024:

أكبر 10 شركات اعتمادًا على الطاقة المتجددة في مراكز البيانات

وعادةً ما تواجه الطاقة المتجددة انتقادات بسبب طبيعتها التوليدية المتقطعة حسب ظروف الطقس، لكن تقنيات تخزين البطاريات يمكنها سدّ هذه الفجوة عند توقُّف الرياح أو غروب الشمس.

وتخطط الحكومة المكسيكية لإضافة 28 غيغاواط من القدرة التوليدية الجديدة إلى قطاع الكهرباء بحلول عام 2030، سيأتي 80% منها من مصادر متجددة، وخاصة الطاقة الشمسية.

وتستهدف هذه الخطة زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 38% بحلول عام 2030، لكن ذلك سيتوقف على سرعة تحول مراكز البيانات عن مصادر النفط والغاز، بحسب التقرير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. تحديات مراكز البيانات في المكسيك، من موقع كونتكست
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق