شركات توربينات الرياح تنتفض بنهاية 2025.. بعد 358 يومًا في الغيبوبة

تُظهِر شركات توربينات الرياح العالمية مؤشرات على التعافي في نهاية عام شهد جمودًا في استثمارات تلك الصناعة الحيوية جرّاء تحديات عدة، على رأسها تكلفة التصنيع المرتفعة واختناق سلاسل الإمدادات.

وتبدّلت الأوضاع المأساوية في القطاع خلال الأيام الأخيرة من عام 2025 مع نجاح مُصنّعي توربينات الرياح، في مقدمتهم "فيستاس" الدنماركية، في إبرام العديد من صفقات توريد توربينات الرياح إلى مشروعات رياح كبرى.

وتلقت "فيستاس" مجموعة جديدة من الطلبيات لتوريد توربينات رياح إلى العديد من المشروعات في مناطق عدة بأستراليا وألمانيا.

وحجزت الشركة، على سبيل المثال 7 طلبيات جديدة لتوربينات رياح بسعة إجمالية تبلغ 273 ميغاواط، مخصصة لمشروعات في ألمانيا.

وخلال العام الجاري واجهت شركات توربينات الرياح معضلة عميقة بسبب زيادة تكاليف المواد الخام وارتفاع أسعار الفائدة ومشكلات سلسلة الإمدادات؛ ما نتج عنه خسائر فادحة وتأخير المشروعات، بل إفلاس شركات مثل "إينو إنرجي" الألمانية، وتسريح عمالة بوساطة أخرى مثل أورستد الدنماركية.

"فيستاس" طوق نجاة

أنقذت شركة توربينات الرياح العالمية فيستاس الصناعة في عام 2025، التي عانت شُحًا في الطلبيات عبر تأمين حزمة من الطلبيات التي شهدتها أستراليا مؤخرًا، وفق ما أورده موقع رينيو إيكونومي.

وقالت "فيستاس" إنها تتطلّع لحجز المزيد من الطلبيات خلال العام المقبل، في حين تُظهِر صناعة الرياح مؤشرات على التعافي من كبوة ألمّت بها في العام الحالي.

ففي الأسبوع الماضي كسرت الشركة الجمود في الطلبيات على التوربينات، استمرت مدته 358 يومًا، في أستراليا مع إبرام عقد لتوريد توربينات بقدرة 108 ميغاواط لمشروع طاقة الرياح "وادي" (Waddi) المطور في ولاية أستراليا الغربية.

وفي 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري أعلنت "فيستاس" أنها اقتنصت كذلك عقدًا بشأن توريد التوربينات إلى مزرعة الرياح دلبورن (Delburn)، البالغة سعتها 205 ميغاواط، في ولاية فيكتوريا.

ومن المتوقع كذلك أن تتوصل شركة تيلت رينيوابولز (Tilt Renewables) المالكة لمشروع طاقة الرياح "وادي"، إلى الغلق المالي بشأن مشروع مزرعة الرياح بالمر (Palmer) البالغة سعتها 288 ميغاواط في ولاية جنوب أستراليا، قبل نهاية العام إذا استطاعت الشركة إبرام الصفقة.

ومن المتوقع إخطار "فيستاس" بإسناد مهمة توريد توربينات المشروع نفسه إليها، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي 22 من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري أعلن رئيس قسم المبيعات بـ"فيستاس" في أستراليا ونيوزيلندا، جين دانييل كايمر، العقود الجديدة في منشور على حسابه الشخصي على موقع "لينكد إن" قبل تأكيد صفقة مزرعة رياح "دلبورن".

وقال: "358 يومًا مدة طويلة جدًا" بل إنه عام ضائعٌ تقريبًا بالنسبة إلى عملية تحوّل الطاقة في أستراليا".

وتابع: "قطاعٌ بأكمله يعمل بجد، فقط ليُطلِق بضعة مشروعات"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وواصل: "يجب أن يتغير هذا كله، وسيتغير هذا حتميًا، وأنا على يقين أننا سنرى تأثيرًا في عام 2026؛ إذ ستتغير الأمور فجأة، قبل أن يصبح المشهد فوضويًا".

جمود الاستثمارات

من المتوقع أن تمثّل طاقة الرياح نصيب الأسد من السعة الجديدة المطلوبة لتحقيق هدف الطاقة المتجددة في أستراليا البالغة نسبته 82% بحلول عام 2030.

غير أن الأسعار المرتفعة لتوربينات الرياح، إلى جانب قضايا التخطيط وإصدار التراخيص الاجتماعية وتكاليف البناء المدنية المرتفعة، قد أسهمت كلها في تجميد الاستثمارات خلال العام الماضي.

وبدلاً من ذلك، حظيت مشروعات البطاريات المستقلة ومشروعات الطاقة الشمسية والبطاريات الهجينة بالأولوية؛ إذ يوجد أكثر من 20 مشروعًا إما في مرحلة التشغيل وإما قيد البناء وإما في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على العقود بعد الحصول على الموافقة على صفقات الاكتتاب على المستوى الفيدرالي، أو على مستوى الولاية.

لكن حزمة المشروعات تفتح نافذة أمل في حصول انتعاش في استثمارات شركات توربينات الرياح.

وتشكّل مزارع رياح "وادي" سعة 108 ميغاواط، ودلبورن (205 ميغاواط) وكارموديز هيل (Carmody’s Hill) التابع لشركة أولا إنرجي (Aula Energy) والبالغة سعته 256 ميغاواط، قرابة 580 ميغاواط من مشروعات طاقة الرياح المؤكدة التي سيبدأ بناؤها في أوائل عام 2026.

الغلق المالي

وصلت المشروعات المذكورة جميعها إلى مرحلة الغلق المالي في الأسبوع الماضي، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

إلى جانب ذلك يُتوقع أن يتخذ مشروع طاقة الرياح "بالمر" قرار الاستثمار النهائي في الأيام المقبلة، كما يقترب مشروع طاقة الرياح كوبا بيلا (Coppabella) سعة 288 ميغاواط، المطوّر بوساطة شركة غولد ويند (Goldwind)، من اتخاذ القرار نفسه.

وبذلك ترتفع سعة إجمالي المشروعات الجديدة إلى أكثر من 1.1 غيغاواط، باستثمارات جديدة تزيد قيمتها على 4 مليارات دولار.

وتحتاج أستراليا إلى سعة لا تقل عن 3 غيغاواط، إلى جانب سعة جديدة من طاقة الرياح تصل إلى 5 غيغاواط سنويًا، إلى جانب مشروعات طاقة شمسية وبطاريات تخزين كهرباء.

وفي هذا السياق، قال الرئيس الإقليمي لشركة فيستاس في أستراليا، داني نيلسن: "نرى بأعيننا مجموعة كبيرة من المشروعات المخطط تنفيذها في عامَي 2026 و2027".

وأشار إلى أن التراجع في أسعار النفط العالمية، وما ينتُج عنها من انخفاض في تكاليف النقل، يُعد علامةً واضحةً على هبوط تكاليف طاقة الرياح في أستراليا؛ إذ تُعد حاسمة لتسليم الأبراج الكبيرة وشفرات التوربينات إلى المشروعات الأسترالية.

طلبيات توربينات الرياح في ألمانيا

إلى جانب أستراليا نجحت "فيستاس" في تأمين 7 طلبيات لتوريد توربينات رياح إلى عدد من المشروعات الجاري تطويرها في ألمانيا.

ومن المقرر تسليم الطلبيات المذكورة وتشغيلها خلال المدة ما بين الربع الأول والربع الرابع من عام 2027، وفق تقارير إعلامية طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتشمل الصفقات الآتية من ألمانيا، على سبيل المثال، مشروع طاقة الرياح بريسن-بورغستاكن (Presen-Burgstaaken) المطور حاليًا بوساطة شركة ويندكرافت بريسن-بورغستاكن (Windkraft Presen-Burgstaaken).

ويستعمل المشروع البالغة سعته 43 ميغاواط، 7 توربينات من طراز "V162"، البالغة سعة كل منها 6.2 ميغاواط.

كما تلقت "فيستاس" طلبية من عميل لم يُكشَف عن هويته لتوريد توربينات بسعة إجمالية 46 ميغاواط، لمشروع غونشتيدت 2 (Günstedt 2).

وتشمل تلك الطلبية 3 توربينات من طراز "V172" سعة 7.2 ميغاواط، و3 توربينات من طراز "V162" سعة 6.2 ميغاواط، إلى جانب توربين واحد من طراز "V150" سعة 6 ميغاواط.

موضوعات متعلقة..

• طاقة الرياح البحرية في أوروبا.. فرص للنمو ترتبط بتطوير المواني (تقرير)
• مزارع الرياح البحرية تقدم مقرمشات الطحالب.. حملة يقودها نجم هوليوود
• هياكل دعم توربينات الرياح البحرية قد لا يفي بعضها بتوقعات عمر الإجهاد (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• تغير المناخ يفجر أزمة شوكولاتة عالمية.. ونبات بديل قد ينهي المعضلة
• قطاع الطاقة السعودي في 2025.. عام استثنائي للكهرباء المتجددة والغاز
• محطة هيدروجين أخضر "صمام أمان" لشبكة الكهرباء.. إنجاز غير مسبوق عالميًا

المصادر:
1.شركات توربينات الرياح تسجل زيادة في الطلبيات نهاية هذا العام من رينيو إيكونومي.
2.شركة فيستاس تحجز طلبيات من مزارع طاقة رياح في ألمانيا من موقع "باور تكنولوجي".