موعد تشغيل أول محطة طاقة نووية في تركيا.. روساتوم تكشف سر التأجيل
كُشفَت تحديثات جديدة حول الجدول الزمني لتشغيل بناء أول محطة طاقة نووية في تركيا، ما يدخل حلم أنقرة النووي مرحلة حاسمة من الترقب.
وأعلن المدير العام لمؤسسة "روساتوم" الروسية، أليكسي ليخاتشوف، أن التشغيل الفعلي للوحدة الأولى في محطة "أقويو" (Akkuyu) من المقرر أن يكون خلال العام المقبل (2026).
ووضعت تصريحات روساتوم -اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- حدًا للتكهنات حول موعد ربط أول مفاعل بمحطة أقويو للطاقة النووية في تركيا بالشبكة، رغم طموحات أنقرة التي كانت تستهدف بدء التشغيل في 2025، تزامنًا مع الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.
وأكد ليخاتشوف أن بناء أول محطة طاقة نووية في تركيا لم يكن بمنأى عن العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.
وكان وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار قد أشار في تصريحات سابقة إلى إمكان تشغيل أول مفاعل من محطة أقويو خلال عام 2025.
محطة أقويو للطاقة النووية
أشار ليخاتشوف إلى تعنُّت شركة "سيمنس" الألمانية، التي رفضت تسليم معدّات تمّ تصنيعها ودفع ثمنها مسبقًا لصالح مشروع محطة أقويو للطاقة النووية، مما أجبر روسيا على البحث عن بدائل من "دول صديقة".
وتسبَّب "انهيار نظام الدفع" الدولي في تعقيد عمليات تمويل المشروع وطلبات الشراء، إذ اضطرت "روسآتوم"- التي تسيطر على 90% من سوق بناء المفاعلات عالميًا- إلى ابتكار آليات تمويل جديدة لضمان استمرار العمل في الموقع الإنشائي الأكبر نوويًا في العالم حاليًا
وتُعدّ محطة أقويو للطاقة النووية، الواقعة في ولاية مرسين على ساحل البحر المتوسط، أحد أكبر الاستثمارات في تاريخ تركيا بتكلفة تبلغ نحو 20 مليار دولار.
وبحسب قاعدة بيانات منصة الطاقة، تتكون المحطة من 4 مفاعلات من طراز (VVER-1200) الروسي المتطور.

وتسهم أول محطة طاقة نووية في تركيا بدعم أمن الطاقة في البلاد من خلال:
- القدرة الإجمالية: ستصل القدرة المركبة للمحطة عند اكتمال مفاعلاتها الأربعة إلى 4800 ميغاواط.
- تلبية الطلب: من المتوقع أن توفر المحطة نحو 10% من إجمالي احتياجات تركيا من الكهرباء.
- أمن الطاقة: ستسهم المحطة في تقليل اعتماد أنقرة على واردات الغاز الطبيعي لإنتاج الكهرباء، مما يوفر مليارات الدولارات سنويًا، ويعزز استقلال القرار الطاقي.
ووفق بيانات منصة الطاقة، ستنتج المحطة سنويًا قرابة 35 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء النظيفة، ما يسهم في خفض واردات الغاز الطبيعي وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 35 مليون طن سنويًا.
ويُنفَّذ مشروع أقويو وفق نموذج "البناء والتملك والتشغيل"، إذ تمتلك روساتوم الحصة الكبرى من المشروع، بينما تشتري تركيا الكهرباء المنتجة بعقود طويلة الأجل.
ويُعدّ هذا النموذج الأول من نوعه في مشروعات الطاقة النووية داخل تركيا، ويهدف إلى تقليل الأعباء المالية المباشرة على الحكومة التركية في مرحلة البناء.
الطاقة النووية في تركيا
لا تكتفي أنقرة بمشروع "أقويو" فحسب، بل تمضي قدًما في خطة طموحة للتوسع في الطاقة النووية في تركيا للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2053.
وتخطط أنقرة تخطط حاليًا لمشروعين إضافيين:
- محطة سينوب: محطة نووية ثانية على ساحل البحر الأسود، تجري مفاوضات متقدمة بشأنها مع روسيا وكوريا الجنوبية.
- محطة تراقيا: محطة ثالثة في شمال غرب البلاد، وتعدّ الصين المرشح الأبرز لتنفيذها.

كما تدرس وزارة الطاقة بجدّية إدراج المفاعلات المعيارية الصغيرة بهدف رفع مساهمة الطاقة النووية في تركيا ضمن مزيج الطاقة، إلى 20 غيغاواط بحلول عام 2050.
في سياق متصل، شدّد ليخاتشوف على أهمية التنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كاشفًا عن اجتماع مرتقب مع مديرها رافائيل غروسي في فبراير/شباط 2026.
وأكد أن الجانب الروسي يتعامل بصفته "كتلة واحدة" تشمل خبراء النووي والدبلوماسيين والأمن لضمان أعلى معايير الأمان في مشروع "أقويو"، وسط بيئة دولية مشحونة.
موضوعات متعلقة..
- أول محطة طاقة نووية في تركيا تقترب خطوة من التشغيل (فيديو وصور)
- أول محطة طاقة نووية في تركيا.. متى تنطلق؟
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات النفط السعودي في أكتوبر 2025 ترتفع 4%
- 5 حقول غاز عربية تشهد أحداثًا مهمة في 2025
- خطط زيادة إنتاج روسيا من الغاز المسال تتعطل.. 100 مليون طن هدف بعيد المنال
المصدر:





